Facebook Pixel
840 مشاهدة
1
1
Whatsapp
Facebook Share

بتنا في زمنٍ، كثُرت فيه الرّوايات والأخبار، وتعدّدت وسائل رصد الأحداث بسرعةٍ هائلةٍ، بل وفِي كثيرٍ من الأحيان، يُضخّم الأمر ويُحرّف ولو كان في بثٍّ مباشرٍ على مرأى ومسمعٍ من العالم

 

بتنا في زمنٍ، كثُرت فيه الرّوايات والأخبار، وتعدّدت وسائل رصد الأحداث بسرعةٍ هائلةٍ، بل وفِي كثيرٍ من الأحيان، يُضخّم الأمر ويُحرّف ولو كان في بثٍّ مباشرٍ على مرأى ومسمعٍ من العالم، حيث تُؤخذ الصّورة من زاويةٍ معيّنةٍ، تُظهر شيئاً وتخفي أشياء.
ولا نجد الرّقابة الصّارمة في نقل الحدث الذي يدور على كوكبنا، الذي بات قريةً صغيرةً، لسرعة إنتشار الخبر.
في حينٍ كان هو ذاته، الكوكب الذي تباعدت فيه المسافات، وشقّت الأسفار على مَن نقلوا لنا أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بنزاهةٍ وعبقريّةٍ عزّ نظيرهما.
فعلم مصطلح الحديث علماً واسعاً متشعباً مستفيضاً، وذلك لحفظ السنة ونقلها بأمانةٍ تامّةٍ، ومعرفة صحيح الأحاديث من سقيمها، بعلم يدعى (الجرح و التعديل)حيث يمحّصون في متن الحديث و سنده، فلا يكتفون (بقال )رسول الله، بل (من قال )عنه، ومدى عدله وضبطه، وذلك لمعرفة المقبول من المردود في السنّة، متمثّلين الآية الكريمة ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسقٌ بنبأ فتبيّنوا أن تصيبوا قوماً بجهالةٍ فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )
وكانت هذه الأحاديث تتناول شفويّاً وحفظياً، فتطوّر الأمر إلى الكتابة والتّسجيل، حتّى بات علماً قائماً بذاته، يقسم فيه الحديث الصحيح إلى سبع مراتب :
١-ما إتفق عليه البخاريّ ومسلم وهو أعلى مراتب الأحاديث الصحيحة.
٢-من إنفرد فيه البخاري ّ.
٣-ما إنفرد به مسلم.
٤-ما كان على شرط البخاريّ ومسلم.
٥-ما كان على شرط البخاريّ.
٦-ما كان على شرط مسلم.
٧-ما صحّ عن غيرهما من الأئمة.
أمّا الحديث الحسن، فهو مثل الحديث الصحيح، لكن قد خفّ الضّبط فيه عن الحديث الصحيح، وله قسمان: الحسن لذاته، والحسن لغيره.
كما يوجد الصحيح لذاته، والصحيح لغيره.
أمّاً الحديث المتواتر فهو أقوى الأحاديث التي لا يسع المرء المسلم إلّا أن يصدقها دون تردّد، وكأنّه يشاهد الأمر بنفسه، وذلك لكونه مرويٌ عن عدد كثير، تُحيل العادة تواطؤهم على الكذب، وكان خبرهم الحسّ كقول : سمعتُ ورأيتُ ولمستُ وشممت.
وما عدا المتواتر هو الآحاد، وينقسم إلى مقبولٍ ومردودٍ.
والمقبول يقسم إلى: مشهورٍ وعزيزٍ وغريب.
وَأَمَّا المردود فيقسم إلى: معلّق ومرسل ومنقَطع ومعضَل.
إذاً علم مصطلح الحديث، هو العلم الذي لا يسع المسلم جهله، في زمنٍ طغت فيه أيادي العبث لتطال أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلّم، بكذبٍ ووضعٍ ما أنزل الله به من سلطان.
فمن الحريّ بِنَا نحن كمسلمون أن نقترب من علم مصطلح الحديث ونتفهّمه، ويكون لنا حجّةً ذو بصيرةٍ، في الرّدّ على كلّ شبهة تأتينا على شكل رسالة على الواتس، أو منشور على الفيس بوك، أو ممارسةٍ على أرض الواقع تفشّت فيمن حولنا.

QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع