المدينة العائمة على الماء التي ليس لها شبيه في أي مكان في العالم، فهي تعدّ قِبلةَ السحرِ والجمالِ والتّميّز والكثيرِ من العشّاق
تلكَ المدينةُ الفريدةُ التي لا تُشبهُ أيّ مدينةٍ أخرى. المدينةُ العائمةُ على الماءِ محمولةً بواسطةِ ١١٦ جزيرةً مرتبطةً فيما بينها بِجسور، بُنيتْ مبانيها ذاتُ الجمالُ المعماريّ الأخّاذ، والألوانِ المُبهجةِ، على دَعاماتٍ متينةٍ مغروسةٍ في الوحلِ. إِلَّا أنّها لا تزالُ تختفي تدريجياً تحتَ الماء منذ بنائها عام ٤٢١م ، وقد تمّ عبرَ الزمنِ إعادةُ إعمارها مرتينِ بسببِ انغمارِ المباني.
تشقّ مدينةَ العشّاقِ قناةُ ( غراندي) الرئيسيّة والتي هي المعبرِ الأساسي لحركةِ المرور. وفِي داخلِ المدينةِ يوجدُ ٧٠٠٠ شارعٍ و ٤١٦ جسرٍ للمشاةِ ، ويربطُ فينيسيا باليابسةِ الايطاليّةِ جسرٌ طويلٌ يمتدّ ٣ كم فوق البحر.
أما تسميةُ البندقيّةِ، فليسَ لهذا الكمّ من الجمالِ علاقةٌ بسلاحِ البندقيّة، إنَّما جاءتِ التّسميةّ من قِبَلِ العربِ أثناءَ الحكمِ العربيّ فيها، نِسبةً إلى كلمةِ ( بونودوتشيا) وتعني الدوقةُ الجميلة .
أمّا الوصولُ للمدينةِ، حتى ولو أتيتَ بسيارتكَ الخاصةِ، فعليكَ رَكنُها في موقفٍ معروفٍ هناك، لأنّ المدينةَ لا يوجدُ فيها شوارعُ مهيئةً لسيارتكِ، ولا حتى لدرّاجةٍ هوائيّةٍ. كلّ ما تحتاجهُ حذاءً مريحاً جداً لأن مسيركَ سيكونُ طويلاً في الشوارعِ التي تصلُ الأحياءَ ببعضها، وبسببِ الازدحامِ الكثيفِ للسيّاح، وبسببِ كلّ تلكَ المعالمِ الرّائعةِ التي تُرغِمك على الوقوف والتأمّل المدهش. لذا سيستهلكُ تجوّلك في المدينةِ وقتاً أطولُ ممّا قَدْ خطّطتَ له.
لا تفوّت قهوةَ الصباحِ ولحظةَ شروقِ الشمسِ على صفحةِ الماءِ في ساحةِ (سان ماركو ) حيثُ الرّومانسيّة متمثّلةٌ بكلّ أطيافها!.
كما عليكَ أن تستقلّ( الجندول ) وهو ذاكَ المركبُ الخاصّ الذي تتميّز بهِ المدينةُ للتنقّلِ عبرَ الممراتِ المائيّةِ، و تحرصُ على تناولِ الوجبةُ الإيطاليّة المتصدّرةُ على قائمةِ الطّعامِ العالميّ .
لا تُفكر في السباحةِ في مياهها لأنّها مياهٌ ملوّثةٌ آسنة، و إن كُنتَ من محبّي القطط، فڤينيسيا هي مقصدكَ المثالي لكثرةِ القططِ في أرجاءِ المدينة، إيماناً من الفينيسيين أنّها تجلبُ الحظ!.
فعسى أن يحالفكَ الحظّ بزيارةِ مدينةٍ لا تشبهُ مدينةً أخرى حول العالمِ، ما جَعَلَ اليونيسكو تُشرفُ على المحافظةِ عليها، كمدينةٍ تعدّ قِبلةَ السحرِ والجمالِ والتّميّز والكثيرِ من العشّاق.