من كان يعطي أمّه حقها في كلّ أيام السنة فلن يحتاج ليومٍ ليعبّر لها فيه عن ذلك.. عذرا 21 مارس فأنت لست عيداً لأمي..
من كان يعطي أمّه حقها في كلّ أيام السنة فلن يحتاج ليومٍ ليعبّر لها فيه عن ذلك..
عذراً 21 مارس فأمي لها كل أيام السنة وأيام عمري لها، هداياي لها ليست محصورةً في هذا اليوم، دعواتي لها في كلّ حين، لم يوصني رسولي بها يوماً واحداً لأرعاها وأرحل سنةً كاملة ًبل قال لي أمك.. أمك.. أمك ..
حملتني تسعة أشهرٍ كيف لي بيومٍ واحدٍ لأرعاها..
أرضعتني حولين كاملين كيف لي بيومٍ واحد ٍ لأنظرها..
رعتني عمرها كله فكيف لي بيومٍ واحدٍ أوفي حقها..
رعتني بجسدها كله كيف لي بيوم واحدٍ أرمّم لها..
رقّ عظمها مني كيف لي بيومٍ واحدٍ أن أسألها..
لم يحتفل نبينا بذكرى للأمّ ولا بذكرى وفاتها بل كان يوصي بالرعاية بها والإحسان إليها فلها حقّ الإحترام والتقدير والإكرام والبرّ والصلة طول العام فما معنى تخصيص إكرامها بيوم معيّن !؟ فهي التّعزية في الحزن والقوة في الضّعف والرّجاء في اليأس..
مهما كانت منشغلة عن أطفالها يرونها العماد للبيت ومن دونها لا وجود له، يرجع الطفل من مدرسته أول مايسأل أين أمي قبل طعامه وشرابه ليقصص عليها ماحصل معه من دونها فهي سرّ الحياة ومقعد الألفة ومطلع القصيدة وموطن الغناء، فإن كان مايقصّه شكوى تقف جانبه وتشرح وتصف لتوصل خبرتها التي مرّت بها مايمرّ به الآن، وإن كان فرحاً وتعبيراً فرحت لفرحه لما حقَّق وحصل أكثر من فرحه، وإن كان ضعفاً مدّته بالجسور والأعمدة ليبقى قوياً صامدا
وإن كان مرضاً
أخرجت مالديها من علاجات ولبست لباس الممرضة والطبيب ووضعت بلسما ً
وإن كان جوعاً دخلت في عالم إبداعي من الطبخ وأصبحت الشيف المشهور المعتمد لتصنع طبقاً مميزاً له حتى وإن كان من السندويش تضع لمستها فيه
وإن كان تخبّط في المعلومات والضياع دخلت في عالم التنسيق كمهندسٍ إعتاد على عمله في التصميم والتنظيم..
فماذا يكفي قلماً جافاً وورقاً جامداً أن يعبّر عنها ويوفي حقها فكلّ الأحرف العربية مهما رُكّبت لاتوفي بها حتى لو جرّدنا المرأة من كل فضيلة كفاها فخراً أنها تمثّل شرف الأم فهي تبقى الأمّ المثالية ورمزٌ للمحبة والعطاء وستبقى مثاليةً حنونةً جميلةً وعطوفةً..
فلنتفكّر فهي لا تحتاج أشياء كبيرةً وترحل بعدها لا تعطي لها بالاً، تحتاج لكلماتٍ صغيرة ٍ نودِعها في آذانها لتعطيها طاقةً ليومها فقط..
وإياك أن تخدعك التجاعيد التي تظهر على وجهها ويديها فداخلها طفلٌ صغيرٌ يستيقظ إذا أيقظته..
فلا يتوافق كل ذو لبّ
سليمٍ أن يتوافق مع اليهود والنصارى في مثل هذا اليوم أن يجعله لأمّه من أجل أن يدخل الفرح والسرور لقلبها..
فلنتمثل بوصيّة نبينا الحبيب في مخالفة اليهود والنصارى ودرء أن يشملنا قوله صلوات ربي وسلامه عليه " من تشبه بقومٍ فهو منهم "