1105 مشاهدة
0
0
إن مقولة "لو كان خيراً لسبقونا إليه" أدت بنا للوقوف في مكاننا دون المحاولة للتغيير والإصلاح ، هذه الأجوبة الجاهزة أدت بنا إلى الرقود
يعيش كثير منا اليوم عملية استجرار التاريخ ومحاول إعادة خلقه أو المطالبة بها على الأقل في سبيل الوصول لأسباب النهضة والارتقاءومما لا شك فيه أن الكثير من قوانين ذاك الزمن كانت ولاتزال موضع أخد ورد خاصةً أن النصوص القرآنية والحديث الشريف الناظم لها يخضع للتأويل، ولكن الأمر الجوهري الذي لامخرج منه هو نظرة المسلم لغير المسلم في ذاك الزمان!
حين نتفحص حال غير المسلمين في العصرين الأموي والعباسي، نرى بوضوح أن غير المسلم كان يصنف على أنه مواطنٌ من الدرجة الثانية أو الثالثة حتى
وتلك القوانين لايوجد خلفها آياتٌ قرآنية، وأما الأحاديث فليست قطعية ويوجد الكثير من الكلام مثلاً في تفسير الحديث "فاضطروهم إلى أضيق الطريق" (1)
وحيث كان لزاماً علينا تبني المنظومة الناجحة في العهد الأموي والعباسي -بنظر الكثير من المنظرين- وجب علينا تولي تلك الرؤية في حقوق غير المسلمين، فنجد مثلاً في دساتير ذاك الزمان أن حكم المعتدي يختلف إذا كان الضحية حراً أو عبداً أو غير مسلم!
وأما الجواب الجاهز لأي محاولة إصلاح وتعديل فتكون: لو كان خيراً لسبقونا إليه!
وحين نستعرض اليوم الفتاوي الخاصة بنظرة المسلم إلى غير المسلم لنجد أنها نفسها الخاصة في ذاك الزمان! بل باتت محملة بفوقية أكبر وتعالٍ أعظم بل ورفض قاطع لوجود الآخر سواءً أكان يحيا بيننا أو على بعد آلاف الكيلومترات
بل وتعدى الأمر ذلك بكثير، فتم سحب تلك النظرة على بقية الفرق من المسلمين، وبتنا نسمع أحكام الولاء والبراء فور مرورنا بأدنى درجات الاختلاف
فلقد أقيم في أحد العواصم العربية معرضٌ لآثار الرسول عليه الصلاة والسلام، وشهد المعرض إقبالاً كبيراً، كما شهد اعتصاماً يندد بالمعرض على أنه من البدع وانتهى الأمر بصدام سارعت السلطات إلى فضه
في الجمعة التالية ألقى خطيب مسجدٍ قريب خطبة جمعةٍ يتحث فيها عن البدع والويل والثبور لكل من يأتي بها وصلى في الناس بسورة الكافرين!
انتشرت أصداء تلك الخطبة في الحي، وليقوم مسجدٌ مجاور بخطبة جمعة أتى بها بشواهد التبرك بالرسول عليه الصلاة والسلام كما في يوم الحديبية وكال بالويل والثبور لمن يسيء لنبي الأمة وصلى بالناس بسورة الكافرين!
إن البحث بما وراء تلك النظرة الرافضة التي يكيلها المسلم لكل ما يختلف عنه بحاجةٍ لكثير من الجهد، ولتحريك المعطيات حول تلك النظرة لابد لنا من الرجوع إلى منشئها، يوم كان يصنف غير المسلم مواطناً من الدرجة الثانية أو الثالثة حتى في عصر الإسلام الذهبي
-يتبع-
---------------
بحث صغير في حديث: «لا تبدؤوا اليهودَ ولا النصارى بالسلام، فإذا لقيتم أحدَهم في طريقٍ فاضطروه إلى أضيقه»
وتم تعمد الرجوع إلى مصدر محسوب على السلفيين بالتحديد لأنهم يقبلون قولاً إلا من علمائهم :)
http://www.islamtoday.net/salman/quesshow-23-190471.htm
نشر في 25 حزيران 2016