Facebook Pixel
رحلة الإنسان بين الدنيا والآخرة
1659 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

لو كانت رحلة الإنسان بين نيويورك ولندن مثلاً ،فإن الطائرة وسيلة النقل ،فلو كانت بين الدنيا والآخرة ماهي وسيلة النقل ؟؟؟

الإسلام والطائرة؟
إن معضلة الإنسان الوجودية الأساسية هو مغزى حياته على الأرض، والطريقة التي يجب أن يحيا بها لكي يربح في الدنيا ويصل للحظة الموت وقد أدى ماعليه ليخرج رابحاً

فالإسلام يقدم الطريقة والمنهج الذي يحمل الإنسان خلال هذه الرحلة
فلو شبهنا رحلة الإنسان ما بين الدنيا والآخرة بنقطتين على الأرض، فلو كانت رحلة الإنسان بين نيويورك ولندن مثلاً فإن الإسلام يكون الطائرة التي ستحمل الإنسان مابين نيويورك ولندن

إن الإيمان بالإسلام كسبيل نجاة يكافئ الإيمان بالطائرة كوسيلة النقل الأفضل للسفر بين نيويورك ولندن

إن الأركان التي أقيم عليها الإسلام من الشعائر كاملة كالصلاة والصوم والزكاة هي أساسات تلك الطائرة كالمحرك والوقود والأجنحة والتي لن يكون هناك رحلة بدونها

إن التباهي بالقرآن الكريم كمعجزة الإسلام الخالدة وقرائته وحفظه وتدبره، يكافئ قراءة دليل الطائرة وتدبره وحفظه والتباهي بعظمة هذه الطائرة وقدرتها الفائقة على قطع المسافات بسرعة وأمان

ولكن كلّ ماذكر غير كاف للتحليق بالطائرة! لايمكن لمن أتقن دراسة الدليل وحفظه عن ظهر قلب أن يحرّك الطائرة دون تطبيق عملي يضع فيه ماتعلمه قيد التجربة والاختبار

لدينا اليوم آلاف ممن يحفظ دليل الطائرة عن ظهر قلب، ويجيب عن أسئلة المشاكل التقنية فيها وهو جالس في منزله ولم يركب طائرة في حياته قط!
بل لايوجد طائرة تحلق لدينا اليوم، فلو كانت لدينا طائرة لما كان حالنا كهذا الحال!

إن الإلمام التام بالدليل لايكفي دون ركوب الطائرة وقيادتها على أرض الواقع

إن الشعائر بكاملها كالصلاة والصوم، والأخلاق بكاملها كالصدق والأمانة، والتشريعات بكاملها كتحري المال الحلال، والعدل في الميراث تقابل: أجزاء الطائرة، وسائل الأمان في الطائرة، طريقة الجلوس في الطائرة، وقود الطائرة ولكن أياً منها لا يشمل قيادة الطائرة

حالنا اليوم كحال مجموعة ركاب في طائرة، يحفظون تعليمات الركوب بكاملها، بل ويحفظ بعضهم دليل قيادتها كاملاً، وقاموا بتجهيزها وتنظيفها وتلميعها، وهم يؤمنون بأنها الوسيلة الوحيدة للسفر بين لندن ونيويورك، وظانين أن التزامهم بكل ما سبق سيوصلهم إلى لندن، ولكن لايوجد منهم من يدري أين قمرة القيادة

هل سينفعنا إيماننا وصلاتنا إن لم نتمكن من تغيير حالنا إلى الأفضل؟ هل يمكن لأمة خاسرة في الدنيا أن تكون رابحة في الآخرة؟ ربما إن بذلت كل ما تستطيع وفشلت واعترفت أنها فشلت قد يشفع لها ذلك
أما أن تفشل، وهي على قناعة بانها ناجية، وبأن الطائرة ستطير حتماً يوماً ما!، فلا أعتقد أننا سننجو يوم الحساب

كما أن التشديد على أهمية الطائرة، ومطالبة جميع الركاب بحفظ الدليل، وتلميعها إلى أقصى درجة، لن يؤدي إلى إقلاعها، ولن يرسل الله ملكاً من السماء ليحلق لنا بها إن التزمنا بكل ما سبق!

ولكنه سبحانه وتعالى سيحميها لنا إن حلّقت
إن حلّقت
---------------
الخلاصة:
نحن بحاجة إلى مفكرين إسلاميين، يحللون الواقع ويضعون حلولاً دنيوية وفق التعاليم الإسلامية، ويجب أن يتمتعوا بصلاحيات عرض وتطبيق هذه الحلول
مفكرين كعلي عزت بيجوفيتش رحمه الله، وعبد الوهاب المسيري رحمه الله يستخرجون النموذج الفكري المطروح في القرآن الكريم والحديث الشريف ويسدون الفجوة القائمة بين النصوص والواقع
يسقطون التعاليم المذكورة في الدليل على قمرة القيادة
أما سبيل تحقيق ذلك، فهو السؤال الذي لاجواب له
من التفكر في الغار
نشر في 02 كانون الثاني 2018
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع