عندما يتلاقى سمعك كلمة الشام فليس سمعك فقط الذي تلقاها بل جميع أحاسيسك معا لتسرح بخيالك
عندما يتلاقى سمعك كلمة الشام فليس سمعك فقط الذي تلقاها بل أحاسيسك الخمسة معا فيتراءى لنظرك الياسمين الأبيض المتدلي على الحوائط ويتداخل لحسك رائحته العبقة مع القهوة الصباحية التي تطحن في زقاقها لتسقي المار والضيف عند الباب ويتلاشى لسمعك صوت فيروز تطرب بها أو برامج صباحية يتعالى صوتها من صالات الشاي على طرقات المدارس فترى جميع الأطفال يتراكضون لمدارسهم و قد إعتادوا على هذه الأصوات، والياسمين قد أدلى بالندى على أرضها فأصبحت كأنها بستان من الورود...
يقولون أن دمشق أقدم عاصمة في التاريخ.. ألا من حق القدم أن يبان عليه العمر والهرم ..
تنظرها كأنها عشرينية في عمرها تحب الحياة وترى كل شيء جميل في عيونها، تتراقص على أجفناها فراشات بيضاء وتحوم عصافير بيضاء حول مسجدها فتعطيها جمال عروسة أطلت بالأبيض على زائريها، جميلة بطلتها ومحتفظة بوقارها الأزلي، مغرورة ككائن يعرف أنه يملك ما لا يملكه الجميع..
دمشق ألا ومن كل حامل اسم نصيب، فدمشق الأرض المسقية بالماء لما يصب إليها من نهر بردى فتروي المار والعطشان وابن السبيل..
هلا رفعت رأسك قليلا لترى الألماس المتلألأ من قاسيون الشامخة تتراقص كأنها مدينة من السحر والخيال..
وأنت تتمايل منغمس بأنوارها ورائحتها وياسمينها فتعود نفسك إليك فتجد نفسك تحت أسقف مغطاة وأسواق لا نهاية لها لا تعلم بدايتها من نهايتها فلا تقلق فأنت بالأسواق الحميدية فلا بد من أن تضع بصمتك بأنك مررت من هنا ببعض من الحلويات والبوظة والعطورات والبهارات..
فكثير من مشاهير العالم لم يصلوا إلى ماأصبحوا عليه إلا من دمشق لمسة منها أضفت عليهم..
دمشق لما زارها مهاتير محمد صانع النهضة الماليزية أبهر بحضارتها وجمالها وأقسم أن يجعل ماليزيا نسخة عن دمشق..
أما عن الملكة البريطانية إليزابيت الثانية التي أبهرت العالم بأناقتها فقماش ثوب زفافها من أسواق دمشق..
والممثل الكوميدي الشهير تشاري تشابلن الذي أضحك العالم إفتتح أول فيلم له فيلم السيرك في دمشق في ساحة المرجة..
وفيروز التي صوتها وصل للعالم لم تنطلق من مهرجانات بعلبك بل من وسط مسرح سينما الدمشقي بحضور أديب الشيشكلي لم تكن بعمر يناهز السابعة عشر ..ولدينا الكثير من المشاهير..
هذه دمشق التي لم تترك شيء لم تصنعه من تاريخ وحضارة وثقافة وتقدم ودراما فالدراما السورية يضرب بها المثل في البلاد العربية والأجنبية حتى..
دمشق التي يولد الزهر بين يديها والشعر لا يكون طعم الفرح فيه إلا إن كان دمشقي الهوى، فهي قبلة العشاق الأولين والآخرين، ستبقى شامخة وصامدة لكل من أراد الضرر بها..