1167 مشاهدة
1
0
كتاب ثقافة الترفيه و المدينة العربية في الأزمنة الحديثة عن دمشق العثمانية، فمن أراد أن يعرف ملخص رأي الكاتب في أي كتاب فيمكنه قراءة الخاتمة في أي كتاب يريد أن يقرأه
مقدمة لا بد منها : مراجعة الكتاب تقوم على نظرة المراجع و على أهم النقاط التي شدته و يعطي حجم الأشياء في مراجعته اعتمادًا على رأيه ، لا على الحجم الذي أعطاه الكاتب ذات نفسه أو على النقاط التي ركز عليها الكاتب ، أما من أراد أن يعرف ملخص رأي الكاتب في أي كتاب فيمكنه قراءة الخاتمة في أي كتاب يريد أن يقرأه .مراجعة كتاب : ثقافة الترفيه و المدينة العربية في الأزمنة الحديثة : دمشق العثمانية
تأليف : د.مهند مبيضين
مراجعة : عمر أحمد
كتاب ( ثقافة الترفيه و المدينة العربية في الأزمنة الحديثة : دمشق العثمانية ) من الكتب التاريخية الهامة التي تكلمت عن التأريخ الإجتماعي و خاصة الجانب الترفيهي في العهد العثماني ، و هو كتاب مبذول فيه مجهود ضخم و يُحترم
فيتكلم عن الترفيه كمركز للكتاب ، ثم يأتي بالتفاصيل المتعلقة بالترفيه في فصوله المختلفة ، سواء من ناحية المكان ( كالمتنزهات ، و القهاوي ، و الحدائق ) ، أو من ناحية المهن ( الكاراجوزاتي ، الحكواتي , المضحك ، ... إلخ ) ، أو من ناحية الممارسات الدمشقية الترفيهية في الأماكن المختلفة من حيث المكان أو في الإحتفالات الدينية المختلفة من ناحية الزمان ، أو من ناحية القيم الإيجابية كوجود أساس قيمي كمرجع مشترك يمكن الحكم فيه الأشياء سواء بالإيجاب أو السلب حتى في حالة عدم إمكانية إلغاء بعض التصرفات السلبية ، أو من ناحية بعض القيم السلبية التي كانت موجودة في المجتمع و كيف تفاعل معها السكان و العلماء ( كمجتمع ) و كيف تفاعلت معها السلطات أيضًا ( قضاء و ولاة و غيرهم من أرباب الدولة ) سواء بالإيجاب أو السلب
و لكن طبعًا تقسيم الكاتب للفصول كترتيب مختلف عن تقسيمنا السابق
و نأتي الآن لأهم النقاط التي شدتني بغض النظر هل سردها كاتب الكتاب أم استنتجتها منطقيًا أو معتمدًا على قراءاتي السابقة
1 – الإحتفالات بالمواسم و الأعياد الدينية
مما لاحظت ، أنه كانت تقوم إحتفالات ضخمة و كرنفالية مبهجة بل و تصل أحيانًأ كثيرة إلى حد البذخ في المناسبات الدينية ( مثل رمضان ، الأعياد ... إلخ ) و في مناسبات أخرى متعلقة بإنتصار الدولة أو ولادة أبناء أحد السلاطين أو غيرها .. إلا أن هذه الإحتفالات و الزينة المرتبطة بها كانت تربط المجتمع بفرحة الأعياد و المناسبات الدينية و تجعلهم يشعرون بهذه المناسبات و يتعلق الناس بها
و هذا ليس قاصرًا على دمشق فقط ، بل من قرأ للرحالة ( أوليا جلبي ) في زيارته مصر في القرن ال17م يرى تشابه الحالة في الإحتفال الشديد بالأعياد الدينية و غيرها لدرجة تشعر القارىء بفرحة الناس في هذا الوقت
و هذا على ما أعتقد يفتقده كثير من المسلمين من فرحة المناسبات الدينية فيشعر البعض أنه لا يشعر بهذه الأعياد الدينية ، و من جانب المقارنة مثلًا و إن كانت مقارنة غير منطقية نسبيًا ، مثلًا يحتفل الجانب الأوروبي و غيره من مجتمعات هذه البلدان برأس السنة بجانب كرنفالي ضخم ، و بسبب جمال هذه الإحتفالات و أثرها في إسعاد الناس هناك ، انتقلت هذه العادات إلى دول غير أوروبية كثيرة ، و أصبح كثير من غير الأوروبيين يشعرون بسعادة بالغة و يحتفلون برأس السنة الميلادية ، و هذا للمثال
هذا بالطبع لا ينفي أن أهمية الأعياد الدينية تكمن في قيمتها لا في مراسم احتفالاتها ، و لكنها نقطة فارقة مجتمعيًا ، و كذلك أيضًا هذا لا ينفي أن البذخ الزائد في حد ذاته شيء غير صحيح
2 – كثرة المتنزهات و انتشارها
لاحظت أيضًا كثرة المتنزهات التي كانت تتسم بالإنتشار الشديد و بالجمال الخلاب كما يصفها كثير من معاصري هذه الفترات ، و التي كانت الملاذ الترفيهي و النفسي للمجتمع ككل ، و كان هذا في القاهرة العثمانية أيضًا و ليس دمشق فقط ( تكلم أوليا جلبي عن متنزهات القاهرة الجميلة و المتعددة في القرن ال17م )
و هذا نفتقده للأسف في بعض مجتمعاتنا العربية الحديثة
3 – مرجعية قيمية مشتركة
لا يوجد مجتمع مثالي ، بل كل مجتمع فيه الحسن و القبيح ، و من يؤمن بمثالية أو بشيطانية المجتمعات مطلقُا فهو غير مدرك للجانب الإنساني
و لكن ما يميز المجتمعات أنه يكون هناك مرجعية قيمية أو دينية قيمية مشتركة ، منها يكون في أغلب الأوقات الحكم على تصرفات المجتمع سواء بالإيجاب أو السلب ، سواء كان هناك قدرة على التغيير للأفضل أو فقط النقد الذي لا يصاحبه القدرة على تغيير أمر واقعي
و هذا كان الطبيعي في المجتمعات القديمة من حيث الإعتماد على المرجعية الشرعية و الأعراف المجتمعية الأساسية في الحكم على التصرفات ، حتى و إن انتشرت أخلاق فاسدة و لم يستطع المجتمع أو أرباب الإدارة التغيير ، فيكون هناك اعتراف بسوء هذا التصرف
و تكون أغلب الجدالات القائمة على تصرفات ما أو أخلاقيات قائمة على هذه المرجعية الأساسية
و هذا أشعر أننا نفتقده في بعض مجتمعاتنا العربية أو الإسلامية ، حيث هناك تشتت في الهوية نسبي للأسف ، و بعض الأحيان يكون هناك محاولات للتمرد على بعض المرجعيات القيمية أو الدينية.
نشر في 22 أيلول 2017
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع