Facebook Pixel
1139 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

كلّ ما تمَنّيته أن يكون وكلّ ما تجنّبتَه لكي لا يكون، كلّ نجاحاتك التي حصلت والتي لم تحصل، هي قد تحققت هناك في أكوانٍ أخرى.

 

كلّ ما تمَنّيته أن يكون وكلّ ما تجنّبتَه لكي لا يكون، كلّ نجاحاتك التي حصلت والتي لم تحصل، وكل إخفاقاتك التي تمّت والتي لم تتم، هي قد تحققت هناك في أكوانٍ أخرى.
ففي إحدى هذه الأكوان أنت الآن تلوذُ بكهفٍ لاهثاً من مطاردة ديناصورٍ لك!، في حين أنَّك في كونٍ آخر أنت ما زلت تنعم في ربوع الأندلس بحضارته السّاحرة والنّهضة المنقطعة النّظير. وفِي كونٍ آخرٍ لا زلت ترزح تحت وطأة الحرب العالميّة الأولى التي امتدت إلى الآن ولا نهايةً تلوح في الأفق لحسمِ مُعاناتها. في حين أنك في كونٍ آخر لم تتزوّج لأنك منشغلٌ في بناء مجدك وشهرتك فإسمك لامعٌ جداً في هذا الكون، فيما سواه أنت فقيرٌ معدمٌ و ربما أنَّك جَدٌ لأحفادٍ عدّة بسبب زواجك المبكرّ، تعيش مهمّشٌ تماماً لا وزن لك.
تلك هي السيناريوهات وسواها لما ممكن أنّ نكون عليه في أكوانٍ أخرى افترضها العالِم (ايڤيريت) عام ١٩٥٤م و سمّى نظريته الغريبة بنظريّة الأكوان المتوازية، تنصّ على أنّ كلّ حدثٍ يحدث من حولنا قد حدث في أكوانٍ أخرى بأشكالٍ أخرى. و بأنّ عدد الأكوان الموجودة فيها ذلك الحدث، يساوي عدد احتمالات حدوثه بطرقٍ عدّة!.
بدايةً رُفضت هذه النظريّة من قبل جلّ العلماء و اعتبروها محض خيالٍ من عالِمٍ جازف بتاريخه ومستقبله العلميّ بإطلاق نظريّةٍ غير منطقيّة بتاتاً، و أُغلق ملفّ تلك النظريّة تماماًً، إلى أن جاءت بعد فترةٍ من الزمن عام ١٩٧٠م نظريّة الأوتار الفائقة التي أعادت نظريّة الأكوان المتوازية إلى السّاحة العلميّة، حيث تنصّ هذه النّظريّة على وجود عنصرٍ أصغر من الذّرّة وهو البروتون والنيترون، كما يوجد عنصر أصغر منهما وهو عنصر يُدعى( الكوركات) هذا العنصر يتكوّن من خيوط و أوتار تهتزّ باستمرارٍ، ومع كلّ اهتزازةٍ يتحدّد سلوك المادَّة، الفكرة تُشبه تماماً تغيّر نغمة آلة وتريّة عند تغيّر ذبذبة أوتارها.
على الرّغم من أنّه إلى الآن لم تُثبَت هذه النظريّة بقوّةٍ، فكلّ الإسقاطات التجريبيّة عليها تكون براهينها ضعيفةً جداً.
إِلَّا أنّ استفتاءً جرى على كبار الفيزيائييّن في عصرنا لمدى تقبّل تلك النظريّة فكانت النتيجة:
٨٥٪‏ من هؤلاء العلماء صرّحوا أنهم يؤمنون بها ولكنّ تحتاج لبرهانٍ مؤكَّد.
و خصوصاً العلماء الملحدين أمثال ( ستيفين هوكينغ) الذين وجدوا فيها حجّةً قويّةً لمزاعمهم بنشأة هذا الكون بمحض الصّدفة، فبوجود باقي الإحتمالات في أكوانٍ أخرى، هذا يؤكد أنّ وجودنا هنا مجرّد صدفة من بين صُدفٍ لا متناهية!.
لم يقتصر البحث في مصداقيّة تلك النظريّة على الأوساط العلميّة فحسب، بلّ أُدرجت فرضيتها في الأوساط الدِّينِيَّة، وانقسم العلماء المسلمين إلى من أنكرها وبشدّة، ومنهم من أقرّ بإمكانيّة ثبوتها مُستشهداً بآية:
( الله الذي خلق سبع سمواتٍ و من الأرض مثلهنّ) سورة الطّلاق.
والحديث ذو الإسناد الصحيح عن ابن عبّاسٍ رضي الله عنه قال: ( خلق الله سبع أراضين، في كلّ أرضٍ نبيّ كنبيّكم، و آدم كآدم، و نوحٍ كنوح، وإبراهيم كإبراهيم، وعيسى كعيسى)
هذا الحديث الذي ظلّ تفسيره مبهماً للعلماء المسلمين لأحقابٍ عديدة، افترض بعضهم الآن أن يكون تفسيراً لنظريّة الأكوان المتوازيّة.
و ما زال العلم والدين والبشريّة يترقبون ماهيّة صحّة هذه الفرضيّة بمزيدٍ من التّجارب والبراهين والإثباتات.
يقول العالِم الفيزيائي( ميشيو كاكو) : مجرّد أننا سمحنا لأنفسنا بالإقتناع بإمكانيّة وجود عالمٍ واحدٍ، فنحن نفتح الباب لإحتمال وجود عوالِم أخرى غير متناهية وذلك حسب فيزياء الكم.
و بانتظار إثبات صحة نظرية الأكوان المتوازية، نلتمس من فكرتها بُعداً مهمّاً في حياتنا، أننّا أمام العرض بين يديّ الله، سنجد كتاباً لا يذرُ صغيرةً ولا كبيرةً إِلَّا أحصاها، فنحن كبشرٍ بكلّ احتماليات الأحداث في حياتنا، ما وقع لنا وما لم يقع، ما حدَث وما لم يحدث، ما كان وما لم يكن، يجب أن تكون بوصلتنا هي الوِجهة إلى الله بكلّ تقلّبات الحياة.
فليتوازى الكون كيف يشاء وليتواتر ويتذبذب!، فالجنّة هي الكون الثّابت الرّاسخ الأبديّ الذي لا يحتاج لأدنى برهان.

QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع