Facebook Pixel
التخلف في الكشوف المادية
1199 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

كان حريا بنا نحن المسلمين أن نكون أسبق أهل الأرض إلى التمرس بعلوم المادة والبراعة فى فهمها والنفاذ إلى أسرار الكون من خلالها، من كتاب الإسلام والطاقات المعطلة

كتاب : الإسلام والطاقات المعطلة - تأليف : الشيخ محمد الغزالي

الحلقة [ 12 ] : التخلف في الكشوف المادية

كان حريا بنا ـ نحن المسلمين ـ أن نكون أسبق أهل الأرض إلى التمرس بعلوم المادة والبراعة فى فهمها والنفاذ إلى أسرار الكون من خلالها..

ذلك أن قرآننا هو الكتاب الفذ فى العالم الذى يلح على قرائه أن يفكروا ويعقلوا وينقلوا أنظارهم بين فجاج الأرض وآفاق السماء..

أجل... إنه الكتاب الفذ الذى يجعل الإيمان أول نتائج العلم، والذى يحض على النظر فى عالم النبات والحيوان والجماد، لأنه لا يخشى عقبى هذا النظر، بل يرى أن هذا النظر أداة لمعرفة الله وخشيته...

والمنطق الحديث الذى نهض على مهاده صرح العلم المعاصر لا يطلب من أولى الألباب أكثر من هذا النظر الدقيق والفكر الوثيق..

ولأمور كثيرة لم يستقم تاريخنا على هذا المنهج، فقد بدأ أول أمره حصيفا فيما يأخذ ويدع، حذرا فيما يكذب ويصدق.

ثم ضلله الاشتغال بالفلسفات الدخيلة، فاستهلك قواه فى بحوث ما وراء المادة، وهو إنما أمر بالبحث فى المادة لا فيما وراءها...

ثم زاده خبالا أنه خلط بين مناهج البحث فى عالم الغيب والشهادة، فلم يرجع بعد عناء طويل إلا بما يضر ويسئ...

ولنشرح هذه النقطة، فمصادر العلم الإنسانى ينبغى أن تكشف بجلاء، حتى لا نخلط بين بعضها والبعض الآخر..

إن شئون الدنيا وعلوم الحياة مصدرها الأول والآخر العقل، والسمع، والبصر...

أما علوم الشريعة وحقائق الأمور الإلهية والأخروية فمصدرها الأول والآخر هو الوحى الأعلى.

أى أننا فى هذا النوع من العلوم يكفى أن نستوثق من أن الله قال، أو ألهم نبيه المقال، لنعد ما وصل إلينا عن هذا الطريق علما.

وذلك منهج فى المعرفة يخالف الأسلوب الذى نستقى به المعارف المادية ولا مساغ للخلط بين المنهجين..

وعندما نقول: إنه لا خلاف بين العلم والدين، فنحن نعنى أن القرآن يستحيل أن يتضمن غلطا فى حقيقة كونية وصل إليها العلم. ذلك أن قول العاقل لا يخالف عمله.

ولما كان الذى أجرى السحاب هو الذى أنزل الكتاب، ولما كان خالق العالمين هو الذى أوحى ذلك القرآن الكريم، فإنه من الممتنع أن يصف خلقه فى وحيه بغير الحق.!!

واستقامة آيات القرآن مع حقائق العلم لا يفيد أن الرواية والنقل مصدران للعلوم المادية أو البحوث الكونية، فإن لتلك العلوم والبحوث أسبابها التى تنشأ عنها وتنمو...

ولعل ذلك يشهد له ما رواه مسلم عن رافع بن خديج قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وهم يأبرون النخل، فقال: ما تصنعون؟ قالوا: شيئا كنا نصنعه فى الجاهلية. فقال: لعلكم لو لم تصنعوه لكان خيرا. فتركوه، فنفضت ـ لم تثمر ـ فذكر له ذلك. فقال: إنما أنا بشر، إذا أمرتكم بشئ من أمر دينكم فخذوا به. وإذا أمرتكم بشئ من رأيى فإنما أنا بشر... وفى بعض روايات الحديث " أنتم أعلم بشئون دنياكم.. ".

ومهما كانت الروايات فنحن نقطع بأن العلوم المادية مصدرها التجربة والملاحظة والاستقراء... الخ. وأن ما وراء المادة لا مصدر له إلا الوحى الصادق. وأن مزج هذه بتلك فى المقدمات والنتائج خرق فى الرأى..

ومع ذلك فإن المرء تملكه الحيرة البالغة لأن المسلمين فى القرون الأخيرة تداولوا بينهم حقائق فى العلم المادى لا تعتمد على حس ولا فكر..

ربما اعتمدت على مرويات باطلة، أو على توسع ردئ فى بعض أخبار الآحاد، أو على وضع آيات القرآن وسط تفاسير مكذوبة واستغلال التسليم بصدق الآيات فى التسليم بما انضاف إليها من شرح مفتعل..

وقد تولد عن هذا فساد عريض فى المعارف الذائعة بين الناس. وانهارت قاعدة الأسباب والمسببات. وفقدت الأشياء خصائصها فى أذهان العامة. وأضحوا يصدقون الدجل والشعوذة والأخيلة السخيفة.

وقد تفتح كتابا فى علم التوحيد فتقرأ فيه أن فلانا طار من المشرق إلى المغرب بقدميه..!! وأن فلانا بال على حجر فانقلب ذهبا...!! وأن فلانا عصر طعام أحد الظلمة فتقاطر منه الدم..!!، وأن، وأن.. الخ.

ومن عدة قرون والعلوم المادية عندما تحكمها هذه الأوهام، فهى تتدحرج من سئ إلى أسوأ حتى أمست فكرتنا عن الكون منحطة إلى أقصى درك.

ومنذ أيام فتحت كتابا يتداوله العامة عن قصص الأنبياء، فوجدت فيه جملة من الخرافات المزعجة، لم يحزننى منها إلا ما تضمنته من آيات القرآن العزيز. كأن هذه الآيات جواهر فى الوحل..!

وأنى إذ أثبت فقرا من هذا الكتاب فلأنه يشير إلى نوع من التصور المخبول ساد بلادنا حينا، والإسلام برئ منه...

قال المؤلف(1) شارحا كيف بدأ الله الخلق: " ذكر الرواة بألفاظ مختلفة ومعان متفقة، أن الله تعالى لما أراد أن يخلق السموات والأرض خلق جوهرة قدرها أضعاف طباق السموات والأرض. ثم نظر إليها نظرة هيبة فصارت ماء. ثم نظر إلى الماء فغلى، وارتفع منه زبد ودخان وبخار!! وأرعد من خشية الله، فمن ذلك اليوم يرعد إلى يوم القيامة!! وخلق الله من ذلك الدخان السماء فذلك قوله تعالى: (ثم استوى إلى السماء وهي دخان). أى قصد وعمد إلى خلق السماء وهى بخار. وخلق من ذلك الزبد الأرض فأول ما ظهر من الأرض على وجه الماء "مكة". فدحا الله الأرض من تحتها فلذلك سميت أم القرى ـ يعنى أصلها. وهو قوله تعالى: (والأرض بعد ذلك دحاها). ولما خلق الله الأرض كانت طبقا واحدا ففتقها وصيرها سبعا، وذلك قوله تعالى: (أو لم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما). ثم بعث الله تعالى من تحت العرش ملكا فهبط إلى الأرض حتى دخل تحت الأرضين السبع فوضعهما على عاتقه. إحدى يديه فى المشرق والأخرى فى المغرب باسطتين قابضتين على قرار الأرضين السبع. فلم يكن لقدميه موضع، فأهبط الله تعالى من أعلى الفردوس ثورا له سبعون ألف قرن وأربعون ألف قائمة، وجعل قرار قدمى الملك على سنامه، فلم تستقر قدماه. فأحضر الله ياقوتة.. خضراء من أعلى درجة من الفردوس غلظها مسيرة خمسمائة عام، فوضعها بين سنام الثور إلى أذنه فاستقرت عليها قدماه. وقرون ذلك الثور خارجة من أقطار الأرض وهى كالحسكة تحت العرش. ومنخر ذلك الثور فى البحر فهو يتنفس كل يوم نفسا. فإذا تنفس مد البحر، وإذا رد نفسه جدر. ولم يكن لقوائم الثور موضع قرار، فخلق الله تعالى صخرة خضراء غلظها كغلظ سبع سموات وسبع أرضين فاستقرت قوائم الثور عليها. وهى الصخرة التى قال لقمان لابنه: (يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله). روى أن لقمان لما قال هذه الكلمة، انفطرت من هيبتها مرارته، ومات وكانت آخر موعظته...!! فلم يكن للصخرة مستقر فخلق الله نونا، وهو الحوت العظيم اسمه " لونيا " وكنيته "يلهوت" ولقبه " بهموت " فوضع الصخرة على ظهره وسائر جسده خال: قال: والحوت على البحر والبحر على متن الريح والريح على القدرة وثقل الدنيا وما عليها حرفان من كتاب الله تعالى: قال لها الجبار: ص نى. فكانت. فذلك قوله عز وجل: (إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون).!!!!

***

هذا ما كتبه المؤلف الكذاب عن بداية العالم- وصدق الله العظيم: (ما أشهدتهم خلق السماوات و الأرض و لا خلق أنفسهم و ما كنت متخذ المضلين عضدا).

التقط الآيات الكريمة من بين هذا الكلام الغث، ثم تأمل فيه وسل نفسك: من أين أتى الرجل بهذا اللغو؟ وكيف أزلق هذا المنهج عددا من المفسرين فأولوا بعض الآيات الكونية على هذا النحو؟

إن مصادر العلم لا تعدو الوحى فى أمور، والحس والعقل فى أمور. فهل هناك نقل عن الله ورسوله بذلك؟ كلا. هل هناك إثارة من علم مادى بذلك؟ كلا...

فكيف يتداول بين العامة أو الخاصة كلام لا سناد له من منطق أرضى أو وحى سماوى؟؟

* * *

إن الإسلام نعى على الجاهلية الأولى هذا اللون من الفكر.

الفكر الذى نبحث فى نشأته فلا نجد له أصلا شريفا، إنما هو الخرص والتخمين والتقليد والجمود... وتدبر قول الله عز وجل يصف معالم الفكر الجاهلى... (وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا أشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسألون).

إذا شهد الإنسان بعينيه شيئا فأخبر بما شهد فلا ملام عليه، لكن كيف يلقى أخبارا لم يشهدها؟

إن إلقاء القول على عواهنه من أول مظاهر الفكر الجاهلى. ومظهر ثان ينكشف لك من قول الله بعد ذلك: (وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم ما لهم بذلك من علم إن هم إلا يخرصون).

الكذب والجهل والتخرص... هو خبء هذا الادعاء على الله. والله جل شأنه ما أرغمهم على شرك ولا أغراهم بافتراء!!

ثم يطرد النظم القرآنى كاشفا عن مظهر ثالث للتفكير الجاهلى إذ يتساءل: من أين لهم أن يقولوا ما قالوا ما دامت الدلائل الحسية تنقصهم؟ أنزل عليهم وحى؟ (أم آتيناهم كتابا من قبله فهم به مستمسكون)

كلا. إن التقليد الأعمى!! (بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون).

وأخيرا تنتهى مجموعة الصفات التى تبرز فى التفكير الجاهلى بالوصف الأخير وهو الجمود وجحد الحق (وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون * قال أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون)

ولو ألقيت نظرة عجلى على الطريقة التى كون المسلمون بها أفكارهم عن الدين وعن الدنيا فى القرون الأخيرة لرأيت أساليب الجاهلية عادت إلى الأذهان فى ميدان العلوم الشرعية والكونية جميعا.

الأهواء والأوهام التى لا عمد لها من عقل أو نقل هى التى تروج فى كل ناحية، فلا جرم هان المسلمون وتخلفوا...

* * *

قلنا : إن النظر والتأمل والتفكير فى الكون المادى هى مصادر اليقين التى لفتنا القرآن إليها.

وهى خطة المنطق الحديث فى بحثه عن الحقائق واستكشافه لقوى العالم وأسراره. إلا أن التدين الفاسد غمط هذا المنهج، وظلم السمع والبصر والفؤاد واشتغل بضروب من الفكر أحسن ما يوصف به أصحابها قول الله عز وجل: (ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون)

إن العلم المادى يتعرف على الخواص الكامنة فى الأشياء. ويتعرف على الروابط الأزلية الثابتة بين بعضها والبعض الآخر، ويدون ذلك فى قوانين مضبوطة خالدة... وخطواته القائمة على الحس الدقيق والعقل الواعى تؤسس يقينا يستحق كل احترام...

ونحن ما عرفنا الله معرفة اليقين إلا بهذا المنهج من التفكير. المنهج الذى هدانا إليه القرآن وبصرنا بأسبابه فى الأرض والسماء..

فكيف شرد المسلمون عنه إبان انحطاطهم؟
وكيف شغلوا أنفسهم بما لا يرفع لهم عند الله منزلة، ولا يدعم لهم بين الناس مكانة؟؟

على حين عكف غيرهم على دراسة الكون، وإدمان الفكر فى ظاهره وباطنه حتى وصل بآلاته إلى القمر بينما الجماهير عندنا لا تزال آخذه بأذناب البقر...

الواقع أن الإسلام يحترم خصائص الأشياء، وما تؤدى إليه الملاحظات والتجارب من نتائج. وما يظن أنه مخالف لهذه الحقيقة، فهو من زيغ أناس خولطوا فى أفهامهم وأحكامهم.

إن هؤلاء الزائغين حطموا قاعدة الأسباب والمسببات رغبة منهم فى إثبات كرامات للأولياء.

ومرت على المسلمين أعصار كثرت فيها هذه الكرامات المفتعلة حتى وقر فى الأذهان أنه ليست هناك قوانين يحكم بها الكون، وأن رغبات أهل الإصلاح تجتاح ما أودع الله فى العناصر من طباع وما بث فى العالم من قوى وأنظمة...!!

كان شيوع هذا التفكير لعنة على العلوم الطبيعية ووقفا لنمائها، بل بخسا لقيمتها. وزاد الطين بلة أن بعض المخلطين ألحق الاعتراف بهذه الكرامات... بعقائد الإسلام. فمن مارى فيها شكوا فى دينه!!

وهذا كله ضرب من السخف يجب محوه وتنظيف الفكر الإسلامى منه... حقا أن القرآن الكريم تضمن طائفة من خوارق العادات مضافة إلى بعض الأخيار من عباد الله.

ونحن نصدق ما أخبر الله به، ونعتقد أن رب العالمين يعلم من شئون خلقه ما لا نعلم، فإما أجرى بعض الحوادث وفق أسباب نجهلها. وإما خرق هذه العلائق العتيدة بين الأسباب والمسببات لحكم نجهلها.

وسواء أكان هذا أو ذاك فإن ما يشذ عن قوانين الكون لا يصدق وقوعه، ولا يكلف الناس بإقراره إذا أنبأنا به غير الله..

فمثلا، استنكرت مريم أن يجيئها ولد من غير مسيس بشر، لأن هذا خرق فى السنن الكونية. فإذا قال الله (قالت رب أنى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر قال كذلك الله يخلق ما يشاء إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون). فهل يفسر هذا الحادث المعجز بأنه يجوز أن يشيع بين الناس خرق القوانين الطبيعية، وأن تزعم امرأة ما أنها رزقت ولدا على نحو ما رزقت مريم؟؟

إن الأساس هو تكذيب كل امرأة تزعم ذلك، ولولا أن الله أخبرنا بأنه خلق عيسى على هذا النحو ما صدقنا الخبر.. ومن ثم نحن نستنكر سيل الخوارق الذى اختلقه الناس لمن يسمونهم أولياء، ونرى الأصل استبعاد كل هذا ورده فى وجوه قائليه!!

ثم إن الخطأ والصواب فى هذه المسألة يشبه الخطأ والصواب فى بعض قواعد الإملاء مثلا، لا علاقة له بكفر أو إيمان.. ألا ما أكثر الخرافات بيننا..!!

وشئ آخر. لقد تحدث القرآن عن الجن حديثا محددا ومبينا.. ونحن نؤمن بصدق هذا الحديث، ونعرف أن الكون الرحب ليس حكرا على أبناء آدم..

لكن هل يسوغ أن يكون ذلك الحديث تكأة لألوف من الأساطير المفتراة تنتشر هنا وهناك، وتملأ أوهام الصغار والكبار بمشاعر لا أصل لها؟؟

والمضحك أن الاتصال بعالم الجن قد أضحى اليوم حرفة لقوم آخرين يعملون تحت عنوان " الاتصال بالأرواح " وتلقى أنبائها بشتى الوساطات.

ونحن نتساءل عن جدوى هذا العبث؟

ثم نقول بحسم: إن العلم نوعان: علم خاص بالدين وسبيله الوحى الذى عرفناه عن الله بيقين، وعلم خاص بالدنيا وسبيله البحث المادى والجهد الإنسانى.

وهؤلاء الذين يشتغلون بالأرواح كما يزعمون، أو بالجن كما نرى نحن، يرجعون إلينا بأخبار ملفقة، لا مكان لتصديقها لا باسم العلم ولا باسم الدين...

إن التدين الفاسد يؤثر الخلط بين أمور مغيبة وأمور مشاهدة. لأن فى هذا الجو ثغرة واسعة لنفاذ الخرافات والأباطيل.

وقديما اشتغل اليهود بالسحر. والسحر جملة من المعارف البدائية الكونية مخلوط بشئ غير قليل من الخداع والخبث. ويستطيع المحتالون أن يخيلوا به على الأعين، وأن يؤثروا به فى السذج..!!

والغريب أن ما اشتغل به اليهود إبان انحلال عقائدهم وفساد عبادتهم هو ما اشتغل به نفر من المسلمين فى العصور الأخيرة. نفر جعلوا للحروف أعدادا وأسرارا، وللنجوم مطالع سعود ونحوس، وللخيوط المحلولة والمربوطة، والهمهمات الواضحة والغامضة، عواقب بالصحة والمرض والنجاح والسقوط...

والجن طبعا من وراء هذا الدجل.. أهذا مسلك يباركه العلم؟ كلا! أهذا مسلك يعرفه الدين؟

كلا! إن دين الله ودنيا الناس فوق هذا الهذر..!!

لقد قصرنا فى ميدان العلوم المدنية تقصيرا شائنا.

ولو أن رجلا أجنبيا قارن بين مرامى كتابنا وتصويره للأرض والسماء وما بينهما. وبين واقع حياتنا وتصورنا للأرض والسماء وما بينهما. لوجد البون بين الأمدين هو بعد المسافة بين الحق والخرافة.

من أجل ذلك يجب أن نضاعف السير لتعويض ما فاتنا، وإدراك من سبقنا، فإن جهلنا بالحياة كان معصية الله، وإساءة لدينه. وكان إزراء بنا، وشقاء لحقنا بعده ما لحقنا من الأذى والعنت...

---------
هوامش :
(1) عن الإمام المزعوم ابن إسحاق أحمد بن محمد إبراهيم الثعلبي

----------( يُتَّبع )----------
#محمد_الغزالي
#الإسلام_والطاقات_المعطلة
كلمة حرة
نشر في 06 تموز 2018
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع