Facebook Pixel
المحبوسون في سجن المادة
1284 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

الله الذى أحس الطيار الشيوعى بعض آثاره عندما رأى الأرض معلقة فى الفضاء يكتنفها الفراغ من كل ناحية، فهتف دهشا من يحملها؟

كتاب : الجانب العاطفي من الإسلام - تأليف : الشيخ محمد الغزالي

الحلقة [ 22 ] من تجارب المربين (4 من 7) : ( المحبوسون فى سجن المادة - من؟ إلا الله..!! )

• المحبوسون فى سجن المادة:

قال ابن عطاء الله : ( لا ترحل من كون إلى كون فتكون كحمار الرحى يسير والمكان الذى ارتحل إليه هو الذى ارتحل منه، ولكن ارحل من الأكوان إلى المكون (وأن إلى ربك المنتهى) ، وانظر إلى قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه ". فافهم قوله عليه الصلاة والسلام، وتأمل فى هذا الأمر إن كنت ذا فهم ).

أقول : قال الله تعالى: (والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون * والأرض فرشناها فنعم الماهدون * ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون * ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين * ولا تجعلوا مع الله إلها آخر إني لكم منه نذير مبين)

هذه آيات خمس، الثلاثة الأولى منها وصفت الأكوان عُلُوها وسُفلها وما انبث فيها من حياة وأحياء. والاثنتان الأخريان انتقلتا من الأكوان إلى الملكوت فتحدثت عن وجوده ثم توحيده.

ولفت الناس هنا إلى الله، جاء بصيغة عجيبة " فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ... ". وهذا الفرار إنما يكون مما يحذر ويعاب.
والحق أن الانحصار فى الكون والاحتباس بين مظاهره فواحش عقلية ونفسية لا يرضاها أريب.

إن من له أدنى مسكة يعرف ـ من العالمين ـ من رب العالمين، ويعرف ـ من الأكوان ـ صاحب هذه الأكوان!!.

إن هذا الملكوت الضخم الفخم من ودائع ذراته إلى روائع مجراته شاهد غير مكذوب على أن له خالقا أكبر وأجل...

إنها لجهالة أن يغمط هذا الإله العظيم حقه، وإنها لنذالة أن يوجد بشر ينكره ويسفه عليه.

ولكن. (خلق الإنسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين)

والعاقل ينظر فى الكون فيتعلم منه تسبيح الله وتحميده، ويستنتج من قوانين الحياة وأحوال الأحياء ما يستحقه المولى الأعلى من أسماء حسنى، وصفات عظمى...

والناس صنفان، صنف يعرف المادة وحدها ويجهل ما وراءها، ولا نتحدث الآن عن هؤلاء...

وصنف مؤمن بالله مصدق بلقائه، ولكنه هائم فى بيداء الحياة، ذاهل وراء مطالب العيش، مستغرق المشاعر بين شتى المظاهر، فهو لا يكاد يتصل بسر والوجود، أو يتمحض لرب العالمين.

ومع هذا الصنف المؤمن نقف لنرسل الحديث...

هناك قوم لا تخلص لله معاملاتهم، بل هى مشوبة بحظوظ النفس ورغبات العاجلة، وهؤلاء لن يتجاوزوا أماكنهم ما بقيت نياتهم مدخولة، حتى إذا شرعت أفئدتهم تصفو بدءوا المسير إلى الأمام.

وهناك قوم يعاملون الله وهم مشغولون بأجره عن وجهه أو بمطالبهم منه عن الذى ينبغى له منهم، وهؤلاء ينتقلون عن أنفسهم من طريق ليعودوا إليها عن طريق أخرى.

إنهم مقيدون بسلاسل متينة مع أنانيتهم فهم يسيرون ولكن حولها، لو حسنت معرفتهم لله ما حجبتهم عنه رغبات مادية ولا معنوية، بل لطغى عليهم الشعور به، وبما يجب له، وتخطوا كل شىء دونه، فلم يهدءوا إلا فى ساحته، ولم يطمئنوا إلا لما يرضيه هو جل شأنه، على حد قول أبى فراس: فليتك تحلو والحياة مريرة وليتك ترضى والأنام غضاب وليت الذى بينى وبينك عامر وبينى وبين العالمين خراب إذا صح منك الود فالكل هين وكل الذى فوق التراب تراب وابن عطاء الله يرى أن العامة يترددون بين مآربهم، كحركة بندول الساعة لا تتجاوز موضعها على طول السعى، أو هم على حد تعبيره كحمار الرحى ينتقل من كون إلى كون، والمكان الذى ارتحل إليه هو الذى ارتحل منه.

والواجب على المؤمن أن يقصد وجه الله قصدا، وأن يتقصى تقصيا عن ألوف الأربطة التى تشده إلى الدنيا، وتخلد إلى الأرض!!.

ومن خدع الحياة أن المرء قد يعمل لنفسه وهو يحسب أنه يعمل لله، ولو وضعت بواعثه الكامنة تحت مجهر مكبر لاستبان أن كثيرا من دواعى غضبه وسروره، وتعبه وراحته، يصلها بوجه الله خيط واه، على حين تصلها بحظوظ النفس حبال شداد.

وهنا الخطر المخوف، إن الهجرة إذا كانت لله فقد مضت وقبلت، وإلا فالأمر كما قال الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " من هاجر إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه ".

والشعور بوجود الله ليس أمرا يتكلف له الإنسان شيئا، إنه شعور بالواقع؟.

قد يكون لك حبيب مسافر مثلا فأنت إذا اشتقت إليه تتخيل صورته، وتحاول الأنس بالوهم عن الحقيقة.

ولكن الشعور بالله ليس تقريبا لبعيد ولا تجسيدا لوهم، إنه شعور بالواقع الذى يعد تجاهله باطلا، كشعورك مثلا ـ وأنت فى البيت ـ بأنك فى البيت، أو شعورك ـ وأنت فى القطار ـ بأنك فى القطار… إنه الواقع الذى لا معدى عن الاعتراف به، وبناء كل تصرف على أساسه.

إن الألوهية لا تفارق العباد لحظة من ليل أو نهار، ومن ثم فإن الغفلة عن الله غفلة عن الحق المبين.

وإذا كان الأعمى يعجز عن رؤية الأشياء فإن الأشياء لم تزل من مكانها لأن عينا كليلة لم تتبينها.

وإذا كان الناس مذهولين عن الحق المصاحب لهم المحيط بهم، فذلك عمى تعود عليهم وحدهم معرته.

وقد كثر القرآن الكريم من إشعار الناس بهذه المعانى، وصاح بهم وهم يفرون عنها، إلى أين؟ ( فأين تذهبون )

أين المذهب (والله من ورائهم محيط).

قال تعالى: (هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم * هو الذي خلق السماوات والأرض في ستـة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير).

هو بصير بما نعمل، وهو معنا حيثما كنا !

ألا تعين هذه الحقائق على صدق المعرفة وحدة الشعور بوجوده وإشرافه؟.

ثم ألا يدل ذلك على أن ذكر الله ليس استحضارا لغائب؟ إنما هو حضورك أنت من غيبة، وإفاقتك أنت من غفلة!!

ولابد هنا من توكيد التفرقة بين وجود الله ووجود العالم، فإن بعض الناس يستغلون المعانى التى شرحناها للبس الحق بالباطل.

إن وجود الله مغاير لوجود سائر المخلوقات وهذا العالم منفصل عن ذاته جل شأنه انفصالا تاما.

قد تسمع بعض الفلاسفة أو بعض المتصوفين يقول: إنه يرى الله فى كل شىء. وهذا التعبير صحيح إن كان يعنى أنه يرى آثاره وشواهده.

أما إن كان يعنى وحدة الخالق والمخلوق، أو وحدة الوجود كما يهرف الكذبة، فالتعبير باطل من ألفه إلى يائه، والقول بهذا كفر بالله والمرسلين...

ووصف الإحاطة الإلهية فى هذا المجال وسيلة لا غاية، وسيلة لتصحيح النية والجهد والهدف، وإهابة بالإنسان أن يدير نشاطه البدنى والعقلى على مرضاة الله وحده.

وليت الناس يسعون فى هذا الطريق بنصف قواهم!

لو أن امرءا حاول استرضاء الله بنصف الجهد الذى يبذله فى كسب المال، أو التمكين فى الأرض لقطع مرحلة رحبة فى طريق الارتقاء الروحى والخلقى، ولو أن امرءا كره الشيطان ووساوسه بنصف الشعور الذى يكره به الآلام، والخصوم لنال من طهر الملائكة حظا...

إن الله قد يقبل نصف الجهد فى سبيله، ولكنه لا يقبل نصف النية. إما أن يخلص القلب له، وإما أن يرفضه كله.

وقد أسلفنا القول أن الإنسان قد تحتل قلبه مقاصد شتى هى التى تبعثه على الحركة والسكون، وعلى الرضا والسخط، وأن هذه المقاصد تنبعث عن أنانيته لا عن إيمانه بربه، وابتغائه ما عنده.

والعلماء المربون يطاردون هذه المقاصد المتسللة إلى القلب، ويمنعونها أن تئوى فيه، ولا يتوانون فى مطاردتها حتى تخفى ويطهر القلب منها.

ذلك أن الإسلام دقيق جدا فى تقويم العمل بالنية الباعثة عليه والغاية المصاحبة له، فمن لم يكن الله وجهته فى هجرته فلا عمل له ولا خير فيه.

وفى الحياة الآن ألوف من المدرسين والأطباء والمهندسين والضباط والعمال والتجار والموظفين... إلى آخره يزحمون ظهر الأرض بحركة واسعة المدى، فأما ما كان للتكاثر والتظاهر فسوف يلصق بالتراب، وربما بقى لصاحبه طول حياته، وربما افتقده قبل أن يموت وأما ما كان لله فهو مبارك الثمر ممتد الأثر، إن البقاء لما قصد به رب السماء (من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب).

ونعود إلى الصنف المسجون بين عناصر المادة لا يعرف غيرها، إنه ينتقل من عنصر إلى عنصر، وينسب مادة إلى مادة، ويجحد ما بعد ذلك.

وقد ناقشنا هؤلاء فى مكان آخر، ودحضنا ما ساقوا من شبه، ونريد هنا كشف الستر عن بعض دعاوى القوم.

إن وصف الإيمان بأنه حركة رجعية، والإلحاد بأنه حركة تقدمية وصف كاذب، فالكفر قديم قدم الغرائز الخسيسة، والأفكار السفيهة، وتاريخ الحياة يتجاور فيه الخير والشر، والصلاح والفساد، فمن قال: إن الإيمان طبيعة أيام مضت وانتهى دورها، وإن الكفر يجب أن يفسح له الطريق فهو دجال...

كذلك وصف الإيمان بأنه حركة فكر محدود، والإلحاد بأنه حركة عقل ذكى، أو وصف الإيمان بأنه منطق الدراسة النظرية، والإلحاد بأنه منطق الدراسة العلمية والبحوث الكونية، هذا كلام خرافى لا حرمة له، فإن جمهرة كبرى من قادة العلم الكونى والدراسات الحيوية يؤمنون بالله، ويرفضون الزعم بأن الكون خلق من غير شىء.

والواقع أن الإلحاد يعتمد على الظنون والشائعات، لا على اليقين والبراهين، وأنه لم يثبت فى معمل أو مختبر بأن الله غير موجود، وكل ما هنالك أن الماديين نسبوا لغير الله من النظام والإبداع ما لا تصح نسبته إلا لله.

كما وصف القرآن الكريم (وما يتبع أكثرهم إلا ظنا إن الظن لا يغني من الحق شيئا إن الله عليم بما يفعلون).

أما الدلائل التى تغرس الإيمان فى القلوب، عن طريق التفكير السليم فى هذا الكون الكبير فهى قائمة ناهضة.

• من؟ إلا الله..!! :

ذكر الطيار الروسى " تيتوف " مشاهده وهو فى الفضاء يدور بسفينته العجيبة حول الأرض، لقد رأى مظاهر كونية شتى كلها ساحر رائع، ثم قال: "ولكن أروع من هذا كله منظر الأرض وهى معلقة فى الفضاء، إنه منظر لا يستطيع الإنسان أن ينساه ولا أن يضيعه من خياله، كرة تشبه الصور المرسومة لها فى الخرائط، معلقة فى الفضاء ليس هناك من يحملها، كل ما حولها فراغ... فراغ... فراغ.

وقد أصبت بالذهول مدة لحظات، وسألت نفسى فى دهشة: ترى ما الذى يبقيها معلقة هكذا هناك... "؟.

والجواب: من إلا الله؟ إن هذا السؤال الذى توحى به الفطرة البريئة، لا نرى أيسر ولا أصرح ولا أخصر من إجابة القرآن الكريم عليه (إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده).

إنه هو الذى أبقاها معلقة هكذا فى مكانها، كما أبقى القمر والشمس اللذين نراهما ليلا ونهارا، لا ركيزة للأحد هذه الكواكب إلا أعمدة القدرة العليا.

قال تعالى: (خلق السماوات بغير عمد ترونها وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم).

إن سفينة الفضاء التى قبع فى داخلها تيتوف، لم تنطلق من تلقاء نفسها ولم تتجمع آلاتها، وأجهزتها خبط عشواء، ولم تقم برحلتها السماوية دون نظام محكم رسمه لها أذكى العلماء.

فهل يا ترى انطلقت الأرض فى فضائها من تلقاء نفسها، ودون مشرف على حركتها، ودون تقدير دقيق لصلتها بغيرها من شتى الكواكب، ودون رعاية لحاجات الألوف المؤلفة من الأحياء المحتشدة فوق سطحها...

إن هذا ما ينفيه العلم نفسه، وما تشهد بغيره سفينة الفضاء التى ركبها الرائد الروسى.

إننا نسأل مع الطيار الروسى: من الذى يستبقى الأرض، وجميع الكواكب القريبة والبعيدة فى مداراتها الرحبة، تسبح دون إعياء، ودون اضطراب فى فضاء الكون العظيم، ومن ينسق لها حركاتها، فلا تصطدم، ولا تنحرف!!

إننا لا نسأل نحن بل القرآن نفسه يسأل، (قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون * سيقولون لله قل أفلا تذكرون * قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم* سيقولون لله قل أفلا تتقون * قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون * سيقولون لله قل فأنى تسحرون)

إن الإيمان ليس حالة تنشأ من ركود النشاط الفكرى، وتأثر العقل بالأوهام والخرافات، وإيمان من هذا القبيل لا وزن له.

ولعلماء المسلمين كلام فى قيمة إيمان المقلد، لقد رفضه فريق منهم، ورأى أنه لا يفيد صاحبه!

لماذا؟ لأن الله يقول: (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى)، وإيمان المقلد ليس من سعيه، وإنما هو من سعى غيره له.

أجل إنه من سعى الأذكياء الذين فكروا ووصلوا، أما هو فلم تعتمل فى نفسه فكرة، ولم تتحرك فى كيانه همة، بل تتبع الآخرين دون وعى، وهذا لا يعد جهدا محترما حقيقا بالمثوبة.

ومن ثم فنحن نحب أن يسأل " تيتوف " وأن يسأل غيره من الناس عن مظاهر الكون كلها، وأن يبحثوا بحماسة عن الخالق الكبير، وأن يتحروا الحقيقة فى تقرير الإجابة، وألا يكتفوا بالتساؤل المبتور، أو ينطقوا بالسؤال ثم تغلبهم تيارات مجنونة دون انتظار الجواب...

إننا سمعنا من فهم الوحى ـ قبل أن نسمع من الطيار الروسى المبهورـ هذا السؤال عن الأرض ومن فيها، قال تعالى: (قل لمن ما في السماوات والأرض).

وسمعنا الجواب الحتم عقب هذا السؤال الواجب (قل لله كتب على نفسه الرحمة ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون).

إن الإسلام دين فجر الطاقة العقلية فى البشر، وجعل اليقين فى الله نتيجة لابد منها لتجوال الفكر الإنسانى المستيقظ النابه فى آفاق السموات والأرض.

ولذلك لا يوجل الإسلام من البحوث العلمية ولا الكشوف الكونية، بل على العكس يدفع إليها دفعا ويحض عليها حضا.

وكل خطوة يخطوها العلم الكونى تؤكد أن الله من وراء كل حركة وسكنة، وأن المادة يستحيل أن تتخلق من غير شىء، وأن هذا الاطراد والاتساق فى القوانين التى تربط بين أجزاء المادة يستحيل أن يتولد من الهباء (وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون)

والعقل الإنسانى كفر بما ينبغى الكفر به على الإجمال!!

تقول: كيف هذا؟ والجواب: أن الناس مع إطباقهم على ضرورة الألوهية ونفرتهم من التعطيل، وإنكار رب العالمين، مع هذا فقد أبوا إلا تصور الألوهية على أنحاء منكرة، وارتسمت لها فى أذهانهم صور أغلبها باطل.

والعقل الذى يرفض عبادة حيوان أو جماد معذور فى كفره بهذه الآلهة.

والعقل الذى يأبى التسليم بآلهة شركاء، وأب وأبناء، معذور فى إبائه هذا ولأمر ما كانت كلمة " لا إله إلا الله " مكونة من شقين، أولهما نفى والآخر إثبات.

لا إله... هذا الشق الأول من الكلمة يعنى نفى ما صنعه الخيال البشرى من آلهة أرضية وهى آلهة شاع الإيمان بها ـ ولا يزال ـ فى أقطار كثيرة، وبين جماهير غفيرة.

ونحن المسلمين نكفر بهذه الآلهة المختلفة، ونقول مقالة القرآن الكريم (ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان).

والشيوعيون اكتفوا بهذا الشق، ولو عقلوا لأدركوا أن بعد الكفر بالآلهة التى صنعها الناس لابد من الإيمان بالله الذى صنع كل شىء، وليس كمثله شىء، وهو السميع البصير.

لابد بعد كلمة لا إله ـ التى تنفى كل ألوهية باطلة أن يجىء بعدها الإثبات العظيم الحق، وهو... إلا الله.

الله الذى أحس الطيار الشيوعى بعض آثاره عندما رأى الأرض معلقة فى الفضاء يكتنفها الفراغ من كل ناحية، فهتف دهشا من يحملها؟.

ونحن نجيب: من؟ إلا الله.

----------( يُتَّبع )----------
#محمد_الغزالى
#الجانب_العاطفي_من_الإسلام
كلمة حرة
نشر في 18 تموز 2018
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع