Facebook Pixel
2100 مشاهدة
1
0
Whatsapp
Facebook Share

تأملات في سورة الفاتحة من أروع ما يكون، مقدمة استهلال للقرآن، كل ما تقرأه في القرآن سيمر أولا بهذه المقدمة، كل معنى سيكون محكوماً منضبطاً بما تقوله المقدمة

الفاتحة...
بها يفتتح القرآن...
ويمكن لها أن تفتح عينيك..تفتح قلبك...تفتح قلبك..
تفتحك لرؤية مختلفة للعالم.
الفاتحة، مقدمة استهلال للقرآن، كل ما تقرأه في القرآن سيمر أولا بهذه المقدمة، كل معنى سيكون محكوما منضبطا بما تقوله المقدمة..
ليس هذا فقط...هذه المقدمة، ستكون ركنا من أركان صلاتك، لا تصح صلاة من دونها..وهذا يعني أن كل مسلم " ملتزم بفرض الصلاة" " يقول" الفاتحة " 17 مرة في اليوم كحد أدنى..
ماذا نقول فيها بالضبط؟
ثمة إصرار على رؤية الإيجابية. الفاتحة تبدأ بالحمد. الحمد هو فاتحة الفاتحة ومبتدؤها. والحمد هو الثناء لله مستحق الحمد. وعندما تقول الثناء والحمد له 17 مرة في اليوم - كحد أدنى- فهذا يعني أنك متمسك بالإيجابية، بالأمل..رغم أن كل شيء قد يكون قاتما في منتهى السوء، رغم أنك قد لا ترى أي ضوء في نهاية النفق، رغم أن كل شيء حولك لا ينذر إلا بالسوء والمزيد منه، وأنت مدرك لذلك بكامل وعيك دون تخدير أو تزييف، لكنك تقول " الحمد لله"...تجد ما تثني عليه، تجد ما يستحق الحمد عند مستحق الحمد..وتؤكد على ذلك 17 مرة في اليوم في عمود دينك، كما لو أن هذا الحمد هو عمودك اليومي الذي يمنحك القوة والدعم في رحلة أهوالك كل يوم..
هذا الحمد مرتبط في الفاتحة بثلاث صفات لله عز وجل..من بين كل صفاته وقدراته عز وجل الفاتحة تحدد ثلاث صفات فقط...رب العالمين..الرحمن الرحيم..مالك يوم الدين..
رب العالمين يعني أنه رب الجميع حرفيا. رب الفقراء والأغنياء وأيضا أولئك الذين في الوسط. رب الأصحاء والمرضى. رب المتعلمين والجهلة.رب.النساء والرجال والأطفال والشيوخ..رب الناجحين والفاشلين.رب المشهورين والمغمورين.رب البشر من كل الأعراق والألوان ..رب المؤمنين به ورب الذي لا يؤمنون به على حد سواء..أحيانا ننحاز إلى الوهم أنه ربنا نحن فقط..لكننا نؤكد أنه " رب العالمين" 17 مرة كل يوم...
الرحمن الرحيم، صيغتان لوصف رحمته عز وجل، سيكون هناك الكثير للتفريق بين الكلمتين، لكن هذا الكثير سيقول لنا أن رحمته تتخذ أشكالا متعددة ..أكثر بكثير من محاولاتنا لحصر رحمته التي كتبها على نفسه..قد تعجز أحيانا عن فهم هذه الرحمة..لكن عليك أن تمنح نفسك وقتا..وستفهم ذلك لاحقا..ستفهم أنها كانت رحمة - بطريقة ما- ..رحمة على المدى البعيد وليس على قصر نظرنا الذي يجعل للرحمة شكلا واحدا..
"مالك يوم الدين" يعني أن المنتهى له. وهذا المنتهى يعني أن كل شيء له . وهو يعني أيضا أنه ليس رحمانا رحيما فحسب، بل هو عادل أيضا. وعدله يتحقق في يوم الدين.
هو إذن رب الجميع، رحمن رحيم، وعادل أيضا.
كل ما نفعله في حياتنا يمكن أن يندرج في عبادتنا له، واستعانتنا به. العبادة والاستعانة، قطبان كقطبي المغناطيس، وبينهما مجال فاعليتنا في الحياة ونجاتنا في الأخرى..كل قطب يحتاج الآخر...دون الاستعانة ( والتي تعني أن لديك ما تفعله في حياتك وتطلب العون منه فيه)، دون وجود هذه الاستعانة، ستكون عبادتك منزوعة الفاعلية، ودون وجود العبادة، لن تكون استعانتك حقيقية..الإثنان معا...قطبان يتحدان ليولدان الحركة..
أول "استعانة" هي الطلب منه أن " يهدينا الصراط المستقيم"...وهذا الطلب يعني ضمنا أنك ترغب في معرفته...في كل خطوة في حياتك في كل مفترق طرق هناك خيار، وأنت تطلب منه عز وجل أن يرشدك للطريق الصواب..وهذا يعني ايضا أن الطريق الصواب، الصراط المستقيم، ليس محتكرا عندك كما يتوهم البعض، بل أنت تطلبه 17 مرة في اليوم، كحد أدنى...
وأنت ايضا تعرف أن هناك من أخطأ الطريق قبلك، لكن الخطأ دوما يكون من طريقين..الأول هناك من أخطأ عامدا متعمدا..مع سبق الإصرار والترصد...المغضوب عليهم..وهناك طريق آخر للخطا غير العامد...حصل ولكنه لم يحدث بنية مسبقة...الضالين...
وأنت تؤمن بإمكانية وجود طريق ثالث غير هذين الطريقين..طريق الذين أنعمت عليهم بنعمة المراجعة والتقييم في كل خطوة على الطريق، 17 مرة في اليوم..
الفاتحة، فتح كل يوم، تساعدك في تحقيق فتحك الأكبر، تفتح قلبك وعقلك وذاتك لتساهم في عالم أفضل..ولو كان هذا العالم هو عالمك المحيط بك فقط..
الفاتحة، فتحك اليومي...17 مرة كحد أدنى....
#القرآن_360_درجة
#أحمد_خيري_العمري
د.أحمد خيري العمري
نشر في 24 أيّار 2018
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع