1019 مشاهدة
0
0
ليس بكلمة الفتح المرجو بالأدعية فتحاً عسكرياً ولا بفتح العالم, بل أن تفتح ما هو موصد من الأبواب حولك
في كل يوم، ثمة فتح ينتظرك...في كل يوم ثمة نصر ينتظر منك أن تحرزه..أن تتقدم لتحققه..
فتح في كل يوم؟
بل في كل يوم..وكل ليلة...
أليس هذا كثير؟
نعم.
إذا تعاملنا مع الفتح بالمفهوم العسكري الجامد..مدينة تفتح "صلحا أو عنوة"..
ولا ..، لو فهمنا أن في الأمور أمور..
وأن فتح المدن، بل فتح العالم، لم يبدأ إلا من فتوحات قد تبدو صغيرة، فتوحات شخصية، فتوحات لليوم والليلة..كان كل من المسلمين قد حققها في حياته، في يومه وليلته، وكلها مجتمعة، صبت في تمهيد الطريق للفتح المبين..
الفتح هو لكل مغلق يواجه دربك..
قد يكون في حجرة،عثرة يقف أمامك.في فهم سلبي عليك أن تجتثه.في حياد سلبي لا يمكن لك إلا أن تفتح مغاليقه وتجعله ينحاز إلى الحق..
قد يكون في نظرية جديدة.في مسالة إدارية.في كلمة حق تقال بوجه الباطل.في إقناع الآخرين بكلمة الحق.في إقناعهم أن يقولوها أيضاً بوجه الباطل..
قد يكون الفتح في فهم يوقظك -والآخرين من نومهم-..في لفتة مبدعة..في أدب رفيع تعبر فيه عن ما يجب أن يعبر عنه حقا..
قد يكون في إماطة الأذى عن الطريق.في جعل ذلك عادة متأصلة عند الجميع.فيما يحفظ الأرض :إرثك الذي استخلفت فيه..قد يكون في أن تضع "لا إله إلا الله" موضع التطبيق، بأن تعلم أن المقطع الأول ينفي كل شيء سواه، وأن المقطع الثاني لا يؤكد إلا سواه..
فتوحات اليوم والليلة لا تنتهي..لا تعد ولا تحصى..
مشكلتنا فقط، أننا حصرنا فهم الفتح في شكل محدد..
ونسينا أن معظم النار من مستصغر الشرر..
وأن الفتح المبين لا يدق بابك فجأة.
بل تمهد له الدروب، عبر فتوحات..لكل يوم وليلة..
...
مالذي ذكرني بهذا..؟
حديث للرسول عليه الصلاة والسلام..عن أذكار الصباح والمساء..
إذا أصبح أحدكم فليقل : أصبحنا و أصبح الملك لله رب العالمين اللهم إني أسألك خير هذا اليوم :فتحه ..و نصره.. و نوره.. و بركته.. و هداه و أعوذ بك من شر ما فيه و شر ما قبله و شر ما بعده ثم إذا أمسى فليقل مثل ذلك (رواه أبو داود وحسنه الألباني)
خير هذا اليوم، خير هذا اليوم تحديدا : فتحه..ونصره..ونوره..
كل يوم..
تسأله عز وجل، الفتح في هذا اليوم..
تبدأ صباحك بروحية الفتح..
بطاقته التي تفتح أولا كل ما هو مغلق فيك..
الفتح، والنصر ..والنور...والبركة..
كل شيء يبدو مفهوما بعد الفتح...
كل يوم..
وكل ليلة !..
******************
كل يوم، تتذكر الفتح..فتتذكر أن الفتح ليس مجرد نصر عسكري كما تعودنا أن نفهم...
وتتذكر معها، أنه لن يمكنك فتح العالم، قبل أن تفتح ما هو موصد من الأبواب حولك..
كل يوم !
نشر في 06 شباط 2018
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع