Facebook Pixel
1222 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

قد يستغرب البعض من أمية الرسول عليه الصلاة والسلام، وقد كان إنتشار التعليم سائد في مكة ويجبر الجميع على التعلم

يستغرب البعض من أمية الرسول عليه الصلاة والسلام...
كيف يمكن لحفيد سيد مكة أن يكون أميا ؟!
الفكرة وراء هذا الاستغراب من أمية الرسول عليه الصلاة والسلام هو التصور أن التعليم كان شائعا في مكة آنذاك أو أن ثمة قانونا بإلزامية التعليم في مكة كان يجبر الجميع على التعلم.
في الحقيقة، هذا أمر مختلف تماما عما كان سائدا في الواقع آنذاك.
لم تكن الكتابة منتشرة في مكة، بل كانت محدودة جدا، وينقل رواة الأخبار أن من أدخل الكتابة إلى مكة حرب بن أمية، والد أبي سفيان بن حرب وجد معاوية، أي أننا نتحدث هنا عن الجيل الذي سبق الإسلام مباشرة، حيث أن حرب بن أمية توفي قبل الهجرة ب 36 عاماً...

وقيل أيضا أن أول من نقل الكتابة إلى مكة هو أبو قيس بن عبد مناف بن زهرة .
ويذهب الدكتور جواد علي إلى أن بنو أمية بن عبد شمس هم أول من أدخل الكتابة إلى مكة وذلك في عهد غير بعيد عن الإسلام .
وحسب البلاذري فأن الإسلام دخل مكة وفيها سبعة عشر رجلا فقط يجيد القراءة والكتابة .
ولو راجعنا قائمة السبعة عشر هذه لوجدنا أن بنو عبد شمس لهم حصة الأسد فيها من بين كل بطون قريش، فالقائمة تحتوي على سبعة منهم ( عثمان بن عفان، يزيد بن أبي سفيان، أبو سفيان بن حرب، معاوية بن أبي سفيان، أبان بن سعيد بن أبان، خالد بن سعيد بن أبان، أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة) .
بنو عامر بن لؤي لهم ثلاثة رجال في القائمة ( حويطب بن عبد العزى العامري وحاطب بن عمرو وعبد الله بن سعد بن ابي سرح).
كل المتبقين من الـ 17 رجلا كانوا ينتمون لبطون مختلفة ( عمر بن الخطاب من بني عدي، أبو عبيدة من بني الحارث بن فهر، طلحة من بني تيم بن مرة، ابو سلمة بن عبد الأسد من بني مخزوم، وجهيم بن الصلت بن المخرمة بن المطلب من بني المطلب).
الهاشمي الوحيد في القائمة هو علي بن أبي طالب والذي كان طفلا في كفالة الرسول عليه الصلاة مما يعني أنه غالبا تعلم الكتابة بعد الوحي وبتوجيه منه عليه الصلاة والسلام.
ورغم أنه لا يمكن اعتبار أن كل واحد من السبعة عشر رجلا قد تعلم الكتابة بدوافع عشائرية غير شخصية، إلا أن وجود هذا العدد من بني أمية بن عبد شمس لا يمكن أن يكون محض صدفة خاصة مع ما يتداول من أنهم أول من أدخلوا الكتابة إلى مكة، فلعل الأمر كان بالنسبة لهم يتعلق بما عرف عنهم من اهتمامهم بالتجارة، فكانت الكتابة تعينهم على كتابة معاملاتهم أو تسجيلها.
كما أن عدم وجود أي هاشمي ضمن السبعة عشر رجلا سيجعلنا نعرف أن الأمر لم يكن في ذهن أبي طالب على الإطلاق عندما كفل محمدا عليه الصلاة والسلام في فترة صباه، فهو لم يوجه أولاده( الأكبر سنا من علي) طالب وعقيل وجعفر كذلك للكتابة، وهذا يوضح أكثر لِم لَم يتعلم عليه الصلاة والسلام الكتابة.
كان الأمر لا يزال نادرا جدا في مكة بين أبناء جيله عليه الصلاة والسلام. وكان أندر تحديدا في بني هاشم، غالبا لعدم حاجتهم إليها ضمن المهام المسندة إليهم في السقاية مثلا.
كانت معرفة القراءة والكتابة آنذاك مثل مهارة لا يحتاجها الجميع كما هو الأمر اليوم، فلنقل أنها كانت مثل مهارة في استخدام برنامج متطور على الحاسوب للتصميم، هناك حتما من يعرف استخدامه ضمن محيطك.
لكنه بالتأكيد ليس مثل استخدام برنامج الأوفس، حيث يعرف استخدامه الجميع تقريبا.

من " السيرة مستمرة" - باختصار.
د.أحمد خيري العمري
نشر في 08 آذار 2018
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع