Facebook Pixel
2048 مشاهدة
4
0
Whatsapp
Facebook Share

يجب علينا لفهم أهمية الأرقم وداره في هذه المرحلة علينا أن نفهم طبيعة التجاذبات والإستقطابات الإجتماعية في مكة قبل الإسلام

لماذا اختير دار الأرقم بن أبي الأرقم ليكون مقرا لاجتماع المسلمين في مرحلة مبكرة في مكة؟
لفهم أهمية الأرقم وداره في هذه المرحلة علينا أن نفهم طبيعة التجاذبات والاستقطابات الاجتماعية في مكة قبل الإسلام.
كانت قريش منقسمة ( بسبب خلاف قديم بين بني عبد مناف وبني عبد الدار) إلى حلفين متضادين ومتوازنين..
الحلف الأول وقف مع بني عبد مناف، وهو حلف المطيبين، ويضم بطون بني عبد مناف ( بنو هاشم والمطلب ونوفل وعبد شمس) مع بني زهرة بن كلاب و بني تيم بن مرة وبني أسد بن عبد العزى .
الحلف المضاد الذي وقف مع بني عبد الدار هو حلف الأحلاف ..ويضم بني عبدالدار وبني مخزوم وبني سهم وبني جمح وبني عدي...وكانت بنو مخزوم يتزعمون الحلف لأنها العشيرة الأغني فيه وينافسون بغناهم بني عبد شمس من حلف المطيبين..ومن مشاهير بني مخزوم كان أبو جهل وخالد بن الوليد رضي الله عنه.
كانت قريش مستقطبة بين هذين الحلفين. لم يكن هناك حرب لكن كان هناك تنافس بين الحلفين، وهو تنافس غير خفي ووصلنا تصريح لأبي جهل يبين فيه سبب عداوته للإسلام بناء على هذا الأمر...
وكان التوازن بين الحلفين قائما على أن أي خلل فيه سيؤذي الجميع، أي أذى لشخص من أي من العشائر في الحلفين من قبل الحلف المضاد سيستدعي المواجهة بين كل عشائر قريش وهذا سيضر الجميع.
كذلك كان هناك حرص على التزاوج بين الطرفين كتدعيم لحالة السلم الأهلي والتوازن...
هكذا كانت مكة وقريش عشية ظهور الإسلام...
فلنتذكر أن الرسول عليه الصلاة والسلام ينتمي لبني هاشم التي هي ضمن ( حلف المطيبين)...وكذلك السيدة خديجة ( من بني أسد) وكذلك ابو بكر ( من بني تيم)..وكذلك سعد بن ابي وقاص وطلحة والزبير وعثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف رضوان الله عليهم أجمعين....كلهم من عشائر تنتمي لحلف المطيبين..كل الأوائل من مسلمي قريش كانوا ينتمون لعشائر تنتمي لحلف المطيبين...وهذا منطقي تماما..كانوا الأقرب اجتماعيا إلى الرسول عليه الصلاة والسلام ولذا وصلت الدعوة إليهم قبل غيرهم..
لكن الإسلام فوق العشائر والأحلاف، لذا كان لا بد أن يفهم الجميع ذلك...لا تمترس خلف حلف المطيبين..والإسلام لا يختص بهم..
هنا تأتي أهمية دار الأرقم بن ابي الأرقم...
يبدو أن الأرقم - وأبو سلمة كانا من أوائل المخزوميين ( حلف الأحلاف) الذين اسلموا...لذا فقد كان من المهم إبراز ذلك في رسالة واضحة للجميع..
لماذا إذن دار الأرقم وليس دار أبي سلمة..
لأن أبا سلمة كان ابن عمة النبي عليه الصلاة والسلام...فأمه برة بنت عبد المطلب...لذا كان يمكن تفسير إسلامه - من قبل المشركين- بأنه بدعوى القرابة...
أما الأرقم فلم يكن لديه قرابة بالرسول عليه الصلاة والسلام، أمه مخزومية أيضا وقيل أنها غير قريشية...
لذا فأن يستضيف مخزومي ( من حلف الأحلاف المضاد للحلف الذي فيه عشيرة الرسول) المسلمين والقرآن في بيته، كان يحمل رسالة للجميع...لقد تجاوزنا هذا..
هذا التجاوز لم يكن عبر الشعارات، بل عبر استخدام " المكرس" و" المؤسس" عشائريا لإيصال رسالة القفز فوق العشائرية...
وهذا مجرد تحليل وتفسير للسبب ...ولا ينفي وجود أسباب أخرى محتملة...والله أعلم..
****
الأخوة الذين سيعلقون: وما أهمية ذلك؟ ماذا استفدنا ؟ لماذا تثير هذه القصص؟ إلخ إلخ..
مبدئيا، التفكر والتفكير فريضة إسلامية لكن اسئلة كهذه تذكرنا كم هي منسية هذه الفريضة.. فهم كيف " عمل" الإسلام وانتشر في المجتمع أهم بكثير من الشعارات التي استخدمت لتفسير ذلك، حيث يصور انتشار الإيمان كما لو كان ضربة خارجية لا علاقة لها بتداخلات المجتمع وطبيعة علاقاته...
****
من "السيرة مستمرة" بتصرف كبير...
والسيرة مستمرة، ما دمنا نتفكر فيها...
د.أحمد خيري العمري
نشر في 12 آذار 2018
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع