Facebook Pixel
1111 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

كانت دعوته عليه الصلاة والسلام...أن يعز الله الإسلام بواحد من العمرين..عمرو بن هشام أبو جهل...وعمر بن الخطاب لاحقا بالفاروق وقد أسلم عمر بن الخطاب وأدهش الجميع بإسلامه

لو أنك كنت زبونا بلا ولاء معين لعلامة تجارية بعينها، تأخذ ما يتوفر أمامك دون تدقيق، فإن انتقالك من علامة إلى أخرى سيكون امرا طبيعيا ولن يصدم احد..
ولو أنك كنت زبونا معتادا على علامة معينة، ثم عدلت عنها إلى سواها، فإن هذا قد يثير الاستغراب والدهشة..ولكنه يحدث...
ولكنك لو كنت زبونا شديد الإخلاص والتعصب لعلامة معينة، وتقضي الوقت في الحديث عن ميزاتها وتعداد مساوئ العلامات المنافسة، ثم فجأة انقلبت، وأصبحت في الطرف المضاد، وبنفس الحماس، فأن ذلك سيكون صادما جدا، وباعثا على التساؤل عن ميزات العلامة الجديدة التي أحدثت الانقلاب..
*****
هذا هو السبب الذي جعل قريش تصدم بإسلام عمر بن الخطاب.
كل الذين أسلموا قبله، وكانوا حوالي 40 رجلا، كان موقفهم من الوثنية إما الحياد أو اللامباة أو حتى التشكيك، ...بعضهم كان يعرف عن الحنيفية والوحدانية، مثل سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل الذي كان والده موحدا، ومثل أبي ذر الغفاري الذي كان قد أدرك سخافة الأوثان...لم نسمع عن صراع نفسي داخلي عند هؤلاء الأربعين..لم يكونوا متمسكين بحماس بأوثان قريش، مجرد عادات تقبلوها بدرجة أو بأخرى...لذا كانوا أول من انشتر بينهم الإسلام..
وهذا يحدث مع كل فكرة جديدة، تنتشر أولا عند المترددين في تقبل الفكرة القديمة تماما...هذه هي الفئة المستهدفة عند كل من يروج لفكرة جديدة..أن يروجها عند من تساوره الشكوك أو التساؤلات تجاه الفكرة القديمة..
لكن الإسلام أكبر من هذا..
وكان لا بد للفئة المستهدفة أن تتسع..
لذا..في وقت معين، فكر الرسول عليه الصلاة والسلام أن حدوث إنقلاب كبير عند شخص متحمس في الطرف المقابل، سيحدث أثرا كبيرا في صفوف المعسكر المضاد، وسيشجع المزيد من المترددين الخائفين على المضي إلى الإسلام..بعد أن انتقل واحد من أشد المتحمسين ضده إلى صفوفه..
لذا كانت دعوته عليه الصلاة والسلام...أن " يعز" الله الإسلام بواحد من العمرين..عمرو بن هشام AKA أبو جهل...وعمر بن الخطاب AKA لاحقا بالفاروق..
كانا في سن الشباب تقريبا ( عمر في أوائل الثلاثينات، ,ابو جهل في أوائل الأربعينات) بينما أغلب عتاة قريش الآخرين كانوا في سن أكبر بكثير..أي أن تقبلهما للإيمان يفترض أن يكون أكبر..
وكذلك كانا من قبيلتين معاكستين تماما لقبيلة النبي، أبو جهل من بني مخزوم ، وعمر من بني عدي، والقبيلتان تنتميان لحلف الأحلاف المضاد لحلف المطيبين الذي تنتمي له قبيلة النبي، ولا قرابة تجمعهما بالنبي من جهة الأم...أي أن لا أحد سيفسر إسلام أي منهما بدواعي قبلية من اي نوع..
كانا في الجهة المعاكسة، وكانا شديدي العداء...
وكان لديهما صفات القوة الشخصية، والإيمان بقضية...
وكان الإسلام بحاجة إلى نوع كهذا يقلب الموازين في نظر قريش..
ويفهمها أن الأمر أكبر وأعمق مما تتصور..
*****
نقول كثيرا أن الموضوع الفلاني قلب حياتي 180 درجة..نقولها عن كتب، عن اشخاص، عن حدث معين..وغالبا نقولها بمبالغة كبيرة، ولو دققنا، فربما كان هناك تغير قد حدث فعلاـ ولكن ليس 180 درجة..ربما تغير بدرجة 30...أو 60...أو 90..
بمعنى أننا كنا قريبين من هذا الأمر فعلا، ثم جاء الكتاب أو الشخص أو الحدث ليدفعنا أكثر باتجاهه..
وهذا ليس بقليل...
لكن عمر انقلب 180 درجة فعلا...وهذا ما صدم قريش...كل من انقلب قبله انقلب بدرجات اقل..كان قريبا أصلا إلى الإسلام، أو كان محايدا لا مباليا تجاه الأوثان، أو كان متشككا فيها..لذا كان الطريق إلى الإسلام يحتاج إلى 90 درجة ربما...أو 60...أو 120...لكن ليس 180....
عمر كان إسلامه هو أول إنقلاب 180 درجة تشهده قريش..
ولهذا كانت صدمتها كبيرة...
ولهذا انقلبت الموازين عندها..
وتمكن المسلمون من أن يصلوا عند الكعبة...وغيرها مما وصف بأنه مظاهر عزة للمسلمين...
****
من السيرة مستمرة...بتصرف كبير
والسيرة مستمرة، ما دمنا نتفكر فيها
د.أحمد خيري العمري
نشر في 13 آذار 2018
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع