964 مشاهدة
0
0
لقد تغير شكل الدولة أيام معاوية بن أبى سفيان فاختفى النظام الجمهورى الرفيع، وحل مكانه ما يشبه النظم الملكية المعروفة فى أقطار الأرض الأخرى
لقد تغير شكل الدولة أيام " معاوية بن أبى سفيان " فاختفى النظام الجمهورى الرفيع، وحل مكانه ما يشبه النظم الملكية المعروفة فى أقطار الأرض الأخرى.وجمهور المسلمين متفق على تخطئة معاوية فيما صنع. وجمهورهم يرى الخلافة بيعة حرة يُختار لها أكفأ المسلمين لمنصب الرياسة.
ونحن مع خاصة المسلمين وعامتهم فى هذا الرأى. على أن هذا التغير فى الشكل السياسى للدولة الإسلامية لا يعنى تغيرا ما فى الإسلام نفسه، عقائده، وشرائعه، وكتابه، وسنته..!!
بل إن الحاكم- الذى احتل مقعد الرياسة، أراد أن يثبت جدارته به- وإن جاء بطريق مفتعل- فتبنى جميع المُثُل الإسلامية، واجتهد فى الداخل والخارج أن يقيم أحكام الإسلام ويحترم معالمه كلها. ومن هنا رأينا السيل الإسلامى ينساح فى المشارق والمغارب. وإن كان الخلفاء ملوكا..!
ورأينا الثقافة الإسلامية تتقدم حضارة مشرقة يكون الإسلام لحمتها وسداها. ومن الخير أن نثبت كراهية هؤلاء الرؤساء وصفهم بأنهم ملوك!!
لقد كانوا يعتدون أنفسهم خلفاء عن صاحب الرسالة فى إبلاغ الدعوة وسياسة الناس بالإسلام وتوجيه مصالح الدنيا إلى هذه الغاية. ومع أن أخلافهم فى الحكم كانوا يجيئون بطريق ولاية العهد، فإن هؤلاء الخلفاء كانوا يحرصون على تصحيح " الشكل الدستورى " بتوفير بيعة للخليفة الجديد تجعل وجوده نابعا من إرادة الأمة.
واجتهد عامتهم فى أن يقوموا بواجبات الحاكم المسلم، فكان الخليفة يؤم الناس فى الصلاة الجامعة، ويخطبهم، ويحج بوفودهم، ويقود الجيوش لمقاتلة أعداء الإسلام!
وكانوا يبدون الغيرة على شارات الإسلام، ويوصون بنشر العلم، ويحتفون برجالاته.
.
.
وهؤلاء الرؤساء الذين سموا أنفسهم أمراء المؤمنين، والذين أحبوا أن يشرفوها بصفة الخلافة عن الرسول صلى الله عليه وسلم كانت جمهرتهم بين قوى فى خدمة الإسلام، أو مقتصد، أو كليل الذهن واليد..
لكن يستحيل أن يعطل أحدهم حدا أو قصاصا، أو يجحد فريضة، أو يستهين بشعيرة..
الإسلام فى أيامهم دين الفرد والمجتمع والدولة..
وإذا كان علماء الدين يرون حرجا فى الاعتراف بصحة الطريقة التى وصل بها أولئك الخلفاء إلى الحكم، فإن هؤلاء العلماء لا يسعهم إلا معاونة هؤلاء فى عزمهم على خدمة الإسلام واستقتالهم فى رفعة شأنه وحياطة أمره..
كتاب معركة المصحف (بتصرف يسير)
نشر في 12 آب 2018
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع