880 مشاهدة
0
0
بعيدا عن كل المجادلات والحجج المنطقية والبراهين في موضوع وجود الله في النقاش مع الملحدين، فهناك شيء آخر لا يمكن إغفاله أبداً عندما نتحدث مع أنفسنا في هذا الأمر
بعيدا عن كل المجادلات والحجج المنطقية والبراهين والبحث عن المغالطات المنطقية في موضوع ( وجود الله ) في النقاش مع الملحدين ، هناك بعد آخر لا يمكن استخدامه أبدا في هذا النقاش ، لكن لا يمكن إغفاله أبدا عندما نتحدث مع أنفسنا في هذا الأمر...ببساطة نحن (نشعر) -على الأقل أحيانا- بوجوده في حياتنا...
أنا أعلم أنه هو من جبر بخاطري مرات ومرات ، وانه هو من تلقفني يوم كنت على وشك الضياع ، وأنه هو من مدني بنور يرشدني إلى الدرب..ببساطة ، أنا أعلم ذلك ، لا شيء يمكنه أن يزيل هذا من ذاكرتي..
هو هناك ، يجبر خواطر اليتامى ـ والأرامل ، والثكالى ، نعم لا يزالون يبكون ، نعم لا يزالون يفتقدون ، لكنه جبر خواطرهم وجعلهم يواصلون...
هو هناك ، نكون في أدنى حالات يأسنا وضعفنا ، فيضع في دربنا علامة ، أو شخص ـ أو مجموعة أشخاص ، فيقوينا ويجعلنا نخرج مما كنا فيه ، لا يمكننا أن نوهم أنفسنا كل مرة بأننا ربحنا اليانصيب...لا ...لقد ربحنا جبر الخاطر منه..
تقطعت بي السبل أكثر من مرة في حياتي ، أكثر مما صرحت وأكثر مما تتخيلون وأكثر مما يبدو على صورتي ، لكنه كان دوما هناك ، مرة تلو مرة تلو مرة....مرة قدم لي بدائل ، ومرة جعلني أكتشف قوتي ، ووضع لي دوما ، دوما دوما دوما ، الأشخاص المناسبين (الذين كانوا أحن علي من أهلي)...يأتون ، يؤدون دورهم ، ثم يرحلون....
أعلم أن البعض سيقرأ هذا الكلام ويتساءل : عم يتحدث ؟ لم لم يحدث هذا معي؟
ببساطة لا أعرف لم لم يحدث معك. ولا أعرف إن كان قد حدث ولم تنتبه لما حدث. ولا أعرف إن كان الأمر أصلا يعتمد على أن تؤمن بأن يحدث معك ، أو أنه ربما حدث ولكنك كنت تبحث عن ذلك في السقف ولم تنتبه إلى الأرض...أو إلى داخلك..
ليس لدي تفسير لم يحدث أحيانا ولا يحدث مع البعض في أحيان أخرى...وأعرف قطعا أن البعض يجد تفسيرات لما أقول عن (الإسقاطات النفسية) وما يشبه ذلك ، لا بأس ، هذه تفسيراتهم لما حدث معي ومع الملايين ، لكنها تفسيراتهم هم ، أنا أشعر به..
لا أزال أعتقد أن المحاججة المنطقية بالبراهين مع (من لا يؤمن ) أفضل بكثير من الحديث عن وجود الله في الحياة الشخصية لكل منا ، بلا شك لن استخدم وقوفه معي كدليل على وجوده..
فقط أخشى أن يطغى الحديث المنطقي على هذا البعد الذي لا يمكن تجاهله من الإيمان..
البعد..الروحاني ...الصوفي..النفسي ..الشخصي..سمه ما شئت...
فمن غير المنطقي ، أن يجعلنا المنطق نتناسى ما نشعر به..
نشر في 29 أيلول 2018
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع