996 مشاهدة
0
0
أين تذهب هذا المساء، طرح علينا القرآن هذا السؤال بصيغة شديدة الوضوح، فأين تذهبون السؤال واضح: أين تذهبون؟
((أين تذهب هذا المساء ؟))طرح علينا القرآن هذا السؤال بصيغة شديدة الوضوح.. ((فأين تذهبون ))السؤال واضح: أين تذهبون؟
لكن الزحام حولنا في حياتنا يجعلنا لا نركز وننتبه، ويطفو على سطح الأشياء ما هو أقلها وزناً وربما أقلها أهمية..
ما نعرف عن هذا السؤال، هو يعني(أنه لا مفر)!!
لكن القرآن يستفزنا: أين تذهبون؟
هل نعرف حقاً أين نريد أن نذهب؟
وهل نعرف أين نحن أصلاً؟
هل ندرك أين يقودنا الطريق؟
هل اخترنا طريقاً ما بملء إرادتنا؟.. أم أننا وجدنا طريقاً يسلكه الناس فسلكناه معهم؟
والقرآن يوقفنا يمسك كل واحد منا من ياقة قميصه، يهزه بشدة ,يسأله ((فأين تذهبون))..
تقليدياً، لو أننا أجبنا على السؤال، وانتبهنا إلى وجود سؤال مستمد من الخطاب القرآني، لكان الجواب شيئاً يدور حول محور(الذهاب إلى الجنة) باعتبارها المقصد النهائي لكل مؤمن..
على عكس ما يبدو للوهلة الأولى فإن الرغبة في (الذهاب إلى الجنة) ليست ناتجة عن تلقين تقليدي للفكرة.. أبداً.. فكرة الجنة أعمق من ذلك،وأقدم من ذلك، وأعرق من ذلك..
فكرة الذهاب إلى الجنة موجودة فينا، قبل أن نكون!
لسبب أو لآخر فقدنا الجنة، وخرجنا منها ذات ليلة، ذات مساء، ذات خطيئة.. ذات ذنب.
لقد كانت جنة خسرناها،وذلك يجعلها أكثر بريقاً..
وعندما تفقد الشيء، فإنك تظل تحن إليه، وتحس بقيمته أكثر مما كنت تشعر بأهميته عندما يكون في حيازتك..
فأين تذهبون؟
نعرف الآن أين نريد أن نذهب..
نريد أن نعود أدراجنا.. نريد أن نرجع هناك.. نريد أن نرجع لمكان كان أكثر راحة وكنا نشعر أكثر بالأمان..
إنه المكان الذي سبق أرحام أمهاتنا.. وتفوق عليها دفئاً وحناناً..
نعرف إذن، بشكل غامض، أين نريد الذهاب..
لكن لابد أن نعرف كيف..لا بد من دليل يقودنا إلى الدرب المؤدي هناك..لابد.. من تتبع الخطوات التي خرجت من هناك.. من تتبع((الآثار))!
على الأرض لو دققنا جيداً وأزحنا التراكمات والترسبات، توجد آثار دوماً آثار خطوات، رواحاً وغدواً، ذهاباً ومجيئاً..
بعض الآثار تتجه للهاوية،وبعضها تدور على نفسها دوراناً مفرغاَ..
بعض الآثار تروح وتجيء بلا خطة واضحة وبعضها تمشي على غير هدى..
بعضها تسير على آثار القطيع، آثار الآباء..
وبعضهم سيكون على هدى، ويحاول أن يقتفي..
والحل الوحيد للخروج من متاهة الآثار هو أن نبحث عن آثار الخروج.. وأن نسير خطوة خطوة، عودة إلى الوراء..
فأين تذهبون؟؟..
الآن نعرف!
#القرآن_لفجر_آخر
#أحمد_خيري_العمري
نشر في 17 أيلول 2018
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع