837 مشاهدة
0
0
لعلّك أحياناً تشعر بالقليل من الموت، ولعلّك أحياناً تشعر بأنك محاصر أكثر مما تحتمل ولعلّك في كثير من الأحيان تحس أن هذا القليل من الموت، والكثير من الحصار، هو حياتك كله
قليلا من الموت ..قد يجعلك تنتبه..
لعلّك أحياناً تشعر بالقليل من الموت.
لعلّك أحياناً تشعر بأنك محاصر أكثر مما تحتمل.
ولعلّك في كثير من الأحيان تحس أن هذا القليل من الموت، والكثير من الحصار، هو حياتك كلها، ومستقبلك كله على الأغلب.
لعلّ الواقع يرهبك، يرعبك، يجثم على صدرك، ويكتم على أنفاسك، بينما تلهث كالكلب خلف لقمة أطفالك وكسائهم ودوائهم.
ولعلّك تخاف أكثر من أن لهاثك يوماً ما لن يكفي اللقمة والكساء والدواء.
ولعلّ الإحصاءات تخيفك أكثر وأكثر: ترى نفسك فيها رقماً تافهاً يزداد انكماشاً أكثر فأكثر، فتزيدك رعباً تلك التوقعات خلال الـ 25 عاماً المقبلة بأن 20% من السكان العاملين سيجدون عملاً، ويعيش الباقون على التبرعات من الجمعيات الخيرية (أي الصدقات)!
ولعلَّ في نفسك بقية عزة وكبرياء وترفض أن تكون جزءاً من المتلقين للتبرعات، دونما أمل في تحسن أوضاعهم..
ولعلَّ رقعة أحلامك تتقلص باستمرار يوماً بعد يوم، وتزيد مساحة همومك يوماً بعد آخر. ولعلَّ اليأس صار ألصق أصدقائك؟ أم تراه صار جزءاً منك؟
لعلَّ صفحة نفسك صارت سوداء مطبقة مثل صفحة السماء في ليلة مظلمة غادرها القمر وهجرتها النجوم، ولم تبق فيها سوى أضواء (أقمارهم) الصناعية تراقبك، تحاصرك، تحصي عليك أنفاسك، فتزيد الظلام ظلاماً بأضوائها الشريرة العدوانية.
ولعلّك أحياناً تتمنى الموت.. وتجد لنفسك تخريجات فقهية لتحليل هذه الأمنية (خشية الفتنة مثلاً).
ولعلّك تعلم أن هذا التمني؛ التفكير بالموت هو انتحار بطريقة ما، لكنك لم تطلق الزناد، ربما لقوة الرادع الديني، أو لعدم توافر الشجاعة لذلك.
ولعلّك أحياناً تقولها لنفسك بصراحة: لقد تمكنوا منك، منا جميعاً ...ولن تقوم لنا قائمة بعد اليوم على الأقل لفترة طويلة.
ولعلّك عندما تموت بعد عمر طويل تكون قد متّ قبلها بفترة طويلة. ولعلّك لم تعش أبداً. ولعلّ كلّ ما ينقصك أن يهيلوا التراب عليك إذا وجدوا قبراً يؤويك.
#البوصلة_القرآنية
#أحمد_خيري_العمري
نشر في 19 أيلول 2018
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع