Facebook Pixel
979 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

أغلب الطلاب الذكور العرب جاؤوا بمفردهم أو مع زملاء لهم لا آباء في المشهد وأغلب الطالبات العربيات كن مع آبائهن أو أمهاتهن، ليس لضعفهن أو تسلط من الأهالي وإنما لإبراز الهوية الإجتماعية

منذ عامين، وعبر عامين متتاليين، دخل ابني، ومن ثم ابنتي للجامعة.
وأعترف بوجود فرق كبير في التعامل بين الحالتين.

لكني لم أشعر بالفرق ولم أفهمه كثيرا إلا عندما ذهبت مع ابنتي في يومها الدراسي الأول.
مع ابني، الذهاب معه في يومه الأول لم يكن خيارا أصلا.
الشيء الوحيد الممكن وقتها كان إيصاله إلى باب الجامعة، قبل ان يحصل على رخصة القيادة، ثم ينتهي الأمر هنا، سيتدبر أمره مع أصدقائه.

مع ابنتي، ما كان ممكنا التفكير بهذا...ليس ضعفا منها ولا تسلطا منا، لكن ببساطة بدا هذا الأمر منطقيا جدا وطبيعيا جدا...بدا أنه الشيء الصواب الذي يجب أن بفعل.
ربما وجود أصدقاء سابقين لابني معه في نفس الجامعة ساهم في هذا بينما لم تكن ابنتي تعرف أحد..

وربما ايضا أن جامعة ابنتي في مكان بعيد نسبيا ( حوالي 100 كم) لذلك فإحساس السفر كان عاملا مهما في شعورنا بضرورة الذهاب معها، بينما جامعة ابني في الجوار وبالقرب من مدرسته أصلا...
كل هذا وارد وخاص فيما يتعلق الأمر بحالة المقارنة الخاصة هنا..
ولكني عندما دخلت الجامعة مع ابنتي وجدت الحالة عامة...
عند العرب خاصة..

أغلب الطلاب الذكور العرب جاؤوا بمفردهم أو مع زملاء لهم. لا آباء في المشهد ( ولا أمهات بالتأكيد.... 🙂 )
وأغلب الطالبات العربيات كن مع آبائهن أو أمهاتهن...لا علاقة لملابس الفتاة أو أهلها في ذلك، حجاب لا حجاب أو مبالغة في السبورت... كل الفتيات مع الآباء أو الأمهات..
يخيل لي أن الأمر مرتبط برغبة الذكور في مجتمعاتنا في إبراز مبكر لاستقلاليتهم وقوة شخصياتهم..
بينما مع الفتاة الأمر ليس مرتبطا فقط في الدعم والحماية التي ستقدم من قبل الأهل، بل هو إظهر للهوية الاجتماعية التي ستساعدها لاحقا في اختيار المجموعة الملائمة لها.
بعبارة أخرى: الذكور مع آبائهم في اليوم الأول= ثمة خطأ ما...

الإناث مع الآباء في نفس اليوم = قوة ودعم وهوية اجتماعية
يحدث ذلك على نحو تلقائي.. نفعله جميعا تقريبا دون تفكير...
***
المثير هو مراقبة ما يحدث في الجهة الأخرى... في الجالية الهندية.
بسبب تقديس الهنود للطب فأن نصف الطلبة والطالبات مع ابنتي هم من الأخوة الهنود..(بغض النظر عن دينهم، كل الهنود يقدسون الطب)
وهناك لا فرق بين ذكر وأنثي في موضوع حضور جميع أفراد الأسرة إلى اليوم الجامعي الأول.
الكل.. حرفيا.. الأب والأم والأخوة والأخوات وهناك بعض الجدات بوضوح.
يشبه الأمر اجتماع أولياء الأمور الذي يعقد في المدارس.. ويأتي الكل في جو احتفالي..
حتى الأخوة الصغار جدا (أو الأقارب؟) جيء بهم كما لو للمشاركة في مراسيم وطقوس غسل الدماغ: عليك أن تدرس الطب... عليك أن تدرس الطب... عليك أن تدرس الطب... وإلا أصبحت فاااااااشلا... فااااشلا...
بعض أولياء الأمور الهنود دخلوا قاعة المحاضرات مع أولادهم رغم وضوح الكادر الجامعي في عدم فعل ذلك (الجامعة متعودة على ما يبدو)..
د.أحمد خيري العمري
نشر في 12 أيلول 2018
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع