1107 مشاهدة
1
0
إن أي انسان لا يستطيع أن يكوّن رأياً عن اقتناع حقيقي إلا إذا توفر شرطان أساسيان
إن أي انسان لا يستطيع أن يكوّن رأياً عن اقتناع حقيقي إلا إذا توفر شرطان : معلومات كافية , ومعرفة أن لرأيه قيمة وأثراً . إن الرأي الذي يكونه متفرج لا حول له ولا قوة لا يعبر عن اقتناع حقيقي , ولا يعدو أن يكون مجرد لعبة لا تختلف كثيراً عن إبداء الرأي في نوع السجائر التي يفضل تدخينها , ولهذا فإن الآراء التي يدلي بها الناس عند سبر الرأي العام أو في الانتخابات ليست هي أفضل الآراء والأحكام التي يمكن أن يصل إليها الناس , وإنما هي الأسوأ .وهذه الحقيقة يؤكدها مثالان لما يمكن أن يتوصل إليه الناس من آراء وأحكام أفضل كثيراً من تلك التي يتوصلون إليها في الشؤون السياسية , وذلك في :
(أ ) _ شؤونهم الخاصة , وبالأخص في شؤون المال والأعمال , كما أثبت جوزيف شومبيتر
(ب) _ وفي مجالس المحلفين , والمعروف أن مجالس المحلفين تتشكل من مواطنين عاديين يطلب منهم اتخاذ قرارات في قضايا كثيراً ما تكون على درجة عالية من الصعوبة والتعقيد . ولكن أعضاء تلك المجالس يطلعون على جميع المعلومات والبيانات اللازمة , وتتاح لهم الفرصة للمناقشية المتأنية , كما يعرفون أن الرأي الذي ينتهون إليه تتوقف عليه حياة وسعادة الأشخاص الذين فوضوا للنظر في قضيتهم . والنتيجة المنطقية هي أن قرارات المحلفين غالباً ما تتسم بقدر عال من الموضوعية والعمق . أما الأشخاص شبه المنومين , الذين لا حول لهم ولا قوة , ولا علم لهم بشيء عن أي شيء فلا يمكن أن يكونوا معتقدات .
إن الرأي المعبر عنه ديمقراطياً إن لم تتوفر له المعلومات الضرورية وفرصة للتمعن وقدرة على جعله مؤثراً وفاعلاً فلن يختلف كثيراً عن التصفيق والتهليل في المباريات الرياضية .
* #ايريك_فروم , #الكينونة_او_التملّك .
نشر في 26 كانون الثاني 2014
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع