749 مشاهدة
0
0
الفقر العربى يمشى على أرض من ذهب، ولو أحسن أهل وادى النيل زراعة واديهم ومحاسنة ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم ولاتسعت أرضهم لأضعاف عددهم ولكن أين الرجال؟!
كتاب : الحق المر - تأليف : الشيخ محمد الغزاليالحلقة [585] : صيحات طائشة!!
الله قيم السماوات والأرض رازق الإنسان والحيوان والطير والحشرات وما نرى ولا نرى من خلقه الكبير. وهذا الإنفاق الواسع لا يكلفه شيئا فإن يده المغداق لا تغيض أبدا !!
وعندما خلق الله هذه الأرض- وهى ذرة فى ملكوته الرحب- (وبارك فيها وقدر فيها أقواتها) وكفل لكل حى ما يكفيه، إلا أنه بعد ما أعد المائدة قال لعباده: هلموا لتطعموا. فمن رفض المجىء وجثم فى مكانه حتى هلك فهو منتحر!
نعم لقد قال الله للناس : (هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه) فما يصنع القدر لمن أبى المشى؟ وما يصنع القدر لمن عجز عن تطويع الأرض لنفسه بعد ما ذللت له؟
إن هناك مصابين بالكسل النفسى والفكرى والبدنى وبأفات أخرى تعجز أصحابها عن الضرورات بل المرفهات..
ثم إن نوازع الشر فى البشر عميقة، لقد اهتدوا إلى تفجير الذرة وكانوا قادرين بطاقتها الرهيبة على تحويل الماء الملح إلى عذب فرات ورئ الصحراء الكبرى وتحويلها إلى حقول وحدائق، ولكنهم صنعوا من الذرة أسلحة الدمار الشامل، واختزنوا من القنابل ما يدمر الأرض عشرات المرات..
ثم قالوا بعد هذا العمى: إن أقوات الأرض لا تكفى البشر!! واستمعنا إلى صيحات طائشة تدعو إلى منع النسل أو تحديده فى أضيق نطاق لأن أقوات الأرض لا تكفى الناس! أى أن الله الذى استضاف الناس إلى مائدته لم يعد لهم الأكل المطلوب!
وتوجد الآن برامج لإباحة الإجهاض، وتوجيه الشهوة الحيوانية إلى الشذوذ فإن الشواذ يعاونون على انقراض الإنسانية أو تقليل عددها كما توجد برامج لإباحة المخادنة وتعسير الزواج فإن النسل الكثير الطيب يولد فى أحضان أسر بارك الدين قيامها واستقبل ذرياتها بحفاوة!
إن أناسا كثيرين لم تتنضر وجوههم بمعرفة الله يتصايحون فى أقطار شتى بتقليل البشر وهم الآن يأخذون أهبتهم للزحف على العالم الإسلامى كى يقنعوه بفلسفتهم المدمرة! وستنعقد لهم مؤتمرات فى البلاد العربية تمتلىء بثرثرة لا آخر لها.
والفقر العربى يمشى على أرض من الذهب، ولو أحسن أهل وادى النيل زراعة واديهم ومحاسنة ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم ولاتسعت أرضهم لأضعاف عددهم ولكن أين الرجال؟!
----------( يُتَّبع )----------
#محمد_الغزالي
#الحق_المر ج5
نشر في 06 تشرين الأول 2018
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع