Facebook Pixel
إيثار الكسل والصعلكة
982 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

هل الأرض مهددة بالجوع لكثرة من يسكنونها؟ إن عدد البشر الآن تجاوز خمسة مليارات وتشير الإحصاءات إلى أنهم زادوا فى السنوات الأخيرة زيادة فاحشة

كتاب : الحق المر - تأليف : الشيخ محمد الغزالي

الحلقة [450] : إيثار الكسل والصعلكة

هل الأرض مهددة بالجوع لكثرة من يسكنونها؟ إن عدد البشر الآن تجاوز خمسة مليارات وتشير الإحصاءات إلى أنهم زادوا فى السنوات الأخيرة زيادة فاحشة وإذا اطردت نسب الزيادة على النحو القائم فإن الأفواه المفتحة لن تجد ما يملؤها!

ولست أشارك المتشائمين هذا القلق فقد قالت الإحصاءات نفسها: إن الإنتاج الغذائى تضاعف فى هذه المدة، وانقطعت أسباب الخوف!

إننى أتهم الحضارة المعاصرة بضعف الإيمان وسوء الظن بالله، لقد فرطت في جنبه وجحدت نعمته ثم زعمت أنه لن يرزق من يخلق وهو القائل : (إن الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقا فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له).

إن البشر قد يتظالمون، وقد يحبس أحدهم رزق الآخر تجويعا وتعذيبا، والله لا يرضى عن ذلك وما زلت أذكر أياما كانت تحرق فيها المحاصيل حتى لا يرخص سعرها، وتخزن فيها جبال الزبد حتى لا يتشبع الفقراء منها.

والأخطر من ذلك كله أن مساحات شاسعة من الأرض لما تزرع لأن أصحاب هذه الأرض كسالى، أو لأن القوانين الموضوعة تجعل إحياء الموات مشكلة معقدة!

وقد تأملت فى موقف العالم الأول من الشعوب المتخلفة فوجدته يقرضها بالربا الفاحش ويعجزها عن السداد ويحبسها فى ذل الدين كى تظل طوع أمره!

وفى المعاملات التجارية وجدت أن معاهدة "الجات " ضمنت مصالح الدول الكبرى، وداست الدول الصغرى ثم طالبتها آخر الأمر بتحديد النسل!

لقد قلت: إن النسل يكون مصيبة إذا كان الأولاد القادمون يستهلكون ولا ينتجون، ويقعدون ولا يعملون، إن عدم قدومهم أفضل، فهم عبء على الحياة لا عون لها..

لكن لماذا تكون البيئة قاتلة على هذا النحو؟ هذا ما يجب أن نمنعه!

إن الله مهد الأرض وزودها بخيرات لا تفنى وأتاح لجماهير لا تحصى من الخلائق أن تحيا فوقها وقال (والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل شيء موزون * وجعلنا لكم فيها معايش ومن لستم له برازقين).

فكيف يقال: إن الأرض عجزت عن إطعام أهلها؟ الممكن أن يقال: إن ناسا كثيرين آثروا الصعلكة على الغنى، أو آثروا القعود على العمل، أو آثروا صناعات الموت على إحياء الموات.

----------( يُتَّبع )----------
#محمد_الغزالي
#الحق_المر ج4
كلمة حرة
نشر في 28 أيلول 2018
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع