1056 مشاهدة
0
1
ما يقع يعود إلى تقصير الدعاة فى عرض الإسلام وشرح حقائقه حتى توهم كثيرون أن العودة إلى الإسلام تعنى العودة إلى حياة القبيلة، والانغلاق دون فهم الكون، وتجهيل المرأة وحبسها على توافه العيش
كتاب : الحق المر - تأليف : الشيخ محمد الغزاليالحلقة [641] : ساحات دامية على خريطة الإسلام
دول البلطيق طلقت الشيوعية، وتأبى البقاء داخل الاتحاد السوفيتى، ويتعاون الشعب والحكم على قطع كل صلة بالماضى البغيض، والظفر بحرية التدين، وحقوق الإنسان والانطلاق مع العالم الحر إلى آفاق أرحب.
وفى الوقت الذى يقع فيه هذا الكفاح المقدور تحاول الحكومة الحمراء فى أفغانستان قهر الشعب المسلم مستخدمة السيف والنار لمد دخان الإلحاد وغيومه إلى كل شبر من الأرض الإسلامية المثخنة بالجراح.
فكرت طويلا فى هذا التباين فوجدت الغزو الثقافى أفلح فى دار الإسلام أكثر مما أفلح فى أقطار أخرى، ورأيت أنصارا للشيوعية يتشبثون بها بعد ما تفرق عنها أنصارها الأولون.
أحسب أن ما يقع يعود إلى تقصير الدعاة فى عرض الإسلام وشرح حقائقه حتى توهم كثيرون أن العودة إلى الإسلام تعنى العودة إلى حياة القبيلة، والانغلاق دون فهم الكون، وتجهيل المرأة وحبسها على توافه العيش.. الخ.
هذا تفكير سخيف لم تعرفه الحياة الإسلامية عندما كان المسلمون العالم الأول وعندما كانت حضارتهم تعنى المعرفة والذكاء والعدالة والتفوق.
وقد تابعت فلول أمتنا الجريحة وهى تعذب تحت وطأة السلطات الكفور فانفطر قلبى، هذا جمهور الأفغان تطارده الحكومة العميلة لموسكو.
ويقول محرر " لهيب المعركة ": إن أهل القرى من شبان وشيب تتساقط عليهم القنابل العنقودية فتدع بيوتهم رمادا، ولا يجدون أمامهم إلا الفرار طالبين الأمان فى قرى أخرى، وإن كان البرد شديدا؛ والجليد يكسو أديم الأرض وليس معهم ما يقى من الصقيع والجوع فليتحملوا اللحاق بأقرب قرية مسلمة، وليفروا من سلطان الكفر، فبعض الشر أهون من بعض!!.
وأترك الشعب الأفغانى لأرى الشعب الإسلامى فى الهند، المحاولات مستمرة لهدم المساجد، ومحو العقائد، والمليشيات الوثنية تقوم بهجمات وحشية على الشعائر الدينية، بإيعاز من المجلس العالمى للهندوس، وقد قتل وجرح مئات فى مدن "جيبور" و "أحمد أباد" و "قودا" و "برودا" و "بنجاور".
المليشيات مسلحة، والجماهير المسلمة عزلاء ترد بأيديها القنابل، والبنادق، وأمواجا من الهمج لا يضبطهم فكر أو خلق.
وأنظر قريبا منى فأرى عرب القطاع والضفة مفروضا عليهم منع التجول، تحولت بيوتهم إلى مصائد يتحركون داخلها فحسب، فإذا تجرأ على مجاوزة عتبة بيته رجل أو امرأة خطف روحه الرصاص!
قالت إذاعة لندن: إن الحقول خلت ممن يفلحون الأرض، ويرعون الدواب، واستحكمت أزمة القوت. أما الأمة العربية فإن فتنة الخليج قسمتها فريقين فريق يرى إعطاء الكويت لصدام حسين لعله يرضى، وفريق يقاوم الجبروت ويحاول استبقاء ما كان على وضعه المعتاد.
وعجيب أن يتبلد الإحساس بالظلم على هذا النحو، إنني أصارح أمتنا بأنها تسير نحو كارثة مخيفة وأتساءل إلى متى تبقى أنفسنا باردة ونحن نقرأ القرآن، وتظل أنفاس اليهود حارة وهم يتلون ما لديهم.
إن كل شئ الآن يخدمهم حتى تذكرت قول الشاعر الساخر:
يا أيها الناس قد نصحت .. لكم تهوّدوا فقد تهود الفلك
وماذا تكون النتيجة حين يأخذون كتابهم بقوة، ونأخذ كتابنا بضعف؟ يوم يكون إيماننا بحقنا أوهى من إيمانهم بباطلهم فلن ننال من عناية الله ذرة.
إن البعث العربى يجرد العروبة من الإسلام، وإذا انخدع أحد به فقد خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوى به الريح فى مكان سحيق.
----------( يُتَّبع )----------
#محمد_الغزالي
#الحق_المر ج6
نشر في 10 تشرين الأول 2018
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع