Facebook Pixel
الإيمان والمعادن النفيسة
1090 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

إن نداء الرجولة سريعاً فى ملء المواقف الصعبة، فحامل الشهادة المتوسطة أكفأ من حملة الإجازات العليا فى هذه الأيام العجاف، كان الإيمان ولا يزال صانع المعادن النفيسة والأخلاق الصلبة

كتاب : الحق المر - تأليف : الشيخ محمد الغزالي

الحلقة [430] : الإيمان والمعادن النفيسة

سمعت فى إذاعة لندن أن هناك نظاما مقترحا لتشغيل المسجونين حتى يسهموا بعملهم فى نفقات معيشتهم، فإن المسجون الواحد يتكلف فوق الأربعمائة جنيه شهريا، والنظام المقترح يساعد بتقديم ربع هذا المبلغ !.

ومعروف أن عقوبة الإعدام ممنوعة فى إنجلترا وأنه لا القتلة ولا المفسدون فى الأرض يفقدون حياتهم، إنهم ينزلون ضيوفا على سجون تشبه أن تكون فنادق ! وعلى الدولة تكاليف هذه الضيافة.

ولست أقحم نفسى على فكر هؤلاء الناس ومسالكهم، وإنما استغربت أن يطلب منا التشبه بهم والعيش على غرارهم، فإن منتسبين لجماعة حقوق الإنسان ـ وهم يستنكرون عقوبة المرتد فى الإسلام ـ طلبوا إلغاء عقوبة الإعدام جملة. وقالوا: إنهم لا يرجعون فى هذا إلى نصوص الدين، وإنما يستندون إلى الميثاق الدولى.

ودحرجة الإسلام حتى لا يكون مرجعا للسلوك هدف تسعى إليه فئات كثيرة.

إن الدين ينسج شبكة من الأوامر والنواهى على وجهات الناس فى هذه الحياة، تضع أمام أعينهم علامات حمراء أو خضراء: مر أو لا تمر!، افعل أو لا تفعل!. فإذا أطفئت هذه العلامات وأبطلت وظيفة الدين فما الذى يوجه سلوك الناس؟ ويرسم لهم الغاية من مسعاهم.؟

إن هناك جهودا مكثفة لتضييق دائرة الدين، وتغطية أشعته هنا وهناك واختلاق بدائل مستوردة من الشرق أو الغرب لتحل محله!. فماذا كسبت الجماهير من هذه الجهود الخائنة؟ وماذا أفادت قضايانا العالمية والمحلية؟

ضعفت العقائد، وهانت الأخلاق، وتاه الشباب وتحركت الشهوات دون قلق، ودافع الناس عن وجهات نظمهم وكأنها الوحى الصادق.

عندما استقدمت النزعة الوطنية من أوروبا، طلب منها أن تحل محل الضمير الإنسانى وأن تحل محل الشعور الدينى، ومن الذى يكره وطنه؟ أو يرخص مكانته؟ ولكن صوت الدين لا يجوز أن يخفت!. وقال الله وقال رسوله لابد من إعلائهما!

والحق أن الوطنيين من خمسين سنة كانوا قريبى عهد من منطق العقيدة وهداها فكانوا أقوى رجولة، وأصلب عودا. ولقد أضرب الموظفون أجمعون يوما ما عن العمل فى مواجهة الاحتلال البريطانى، وكان نداء الرجولة سريعا فى ملء المواقف الصعبة ، بل كان حامل الشهادة المتوسطة أكفأ من حملة الإجازات العليا فى هذه الأيام العجاف!.

لقد كان الإيمان ـ ولا يزال ـ صانع المعادن النفيسة والأخلاق الصلبة.

----------( يُتَّبع )----------
#محمد_الغزالي
#الحق_المر ج4
كلمة حرة
نشر في 27 أيلول 2018
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع