Facebook Pixel
اعدلوا .. ينصركم الله
1011 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

التصور الدينى للحكم يجب أن يكون سليماً، وإلا جر الخسار على الدين نفسه، وربما حمل الناس على نبذه والبعد عنه

كتاب : الحق المر - تأليف : الشيخ محمد الغزالي

الحلقة [652] : اعدلوا .. ينصركم الله

التصور الدينى للحكم يجب أن يكون سليما، وإلا جر الخسار على الدين نفسه، وربما حمل الناس على نبذه والبعد عنه.

إن قيام الناس بالقسط غاية مشتركة لجميع المرسلين، ولم يقع أن أحد الأنبياء أرخص العدالة، أو هانت لديه مظالم العباد، فقد قرر الكتاب العزيز هذه الحقيقة في قوله تعالى: (لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط).

وعندما تتظالم الأفراد والجماعات يرفع الله يده عنها، ويتركها لعوادى الدهر تفعل بها ما تشاء، وفى الحديث الشريف: " لا تقدس أمة لا يقضى فيها بالحق، ولا يأخذ الضعيف فيها حقه من القوى غير متعتع ".

وقد أنكرت على جماعة من الإسلاميين التائهين برود مشاعرهم عندما ظلمت الكويت، وأهين أهلوها واستبيحوا، كان يجب أن يكونوا أحد الناس صراخا فى وجه الظالم، وأشد الناس مساندة للمظلوم حتى يذهب عنه ما حل به.

وفى عصرنا هذا وضعت مواثيق حقوق الإنسان، وضمنت كرامات الدول كبراها وصغراها، ويؤسفنا أن هذا كله ارتكز على مهاد من الفطرة الإنسانية التى تحسن الحسن وتقبح القبيح دون عناء أو تكلف، وتركت الأديان جانبا، لأن فريقا من حملتها لا يبالى بفقدان الحقوق الخاصة والعامة إذا اطمأن إلى مصير عقائده وعباداته!!.

وقد كان الإسلام أول ما ظهر سنادا للفطرة السليمة ومصدقا لإيحاءاتها ومطالبها.. فقرر إقامة العدل، وإن اختلفت الأديان، وبرأ يهوديا مظلوما، وأدان مسلما متهما، وقال: (ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى).

فماذا حدث حتى رأينا من يدعى الإسلام، ولا يبالى بعدالة فردية أو اجتماعية أو سياسية؟ أتغنى عنه همهمة لسان بكلمات؟ أو انقباض الجسم وانبساطه بأعمال الصلوات.

الحق أن سقوط الدولة الإسلامية كانت من ورائه هذه الآفات، ولقد رأيت سيرة السلطان سليم الأول فاتح مصر: فرأيت رجلا متعطشا لسفك الدم، لم يبال أن يفتك قائد جيشه فى أمر من أوامره الطائشة، ولما فتح مصر نكل بعلمائها ورجالاتها، وجعل القاهرة خرابا، فأي دين هذا؟.

وفى عصرنا استباح صدام حسين دولة الكويت، واقترف فيها المآسى، ثم رأينا منتسبين للدعوة الإسلامية يحسبونه من المجاهدين للاستعمار العالمى! كيف يصح فى الأذهان هذا الهذيان؟

أريد من المنتمين للدولة الإسلامية أن يصححوا معرفتهم، وأن يصلحوا طواياهم، وأن ينصفوا الصديق والعدو، وأن يرتفعوا إلى مستوى الإسلام، وإلا فستظل أيديهم عاطلة من أسباب السلطة، وسيمنحها الله قوما آخرين، ينظرون فيفقهون، ، يحكمون فينصفون، ألم يقل ابن تيمية: " إن الله ينصر الكافر العادل على المسلم الجائر "؟

----------( يُتَّبع )----------
#محمد_الغزالي
#الحق_المر ج6
كلمة حرة
نشر في 10 تشرين الأول 2018
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع