Facebook Pixel
يجاهرون بتوراتهم ونستحي من قرآننا
1093 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

إن العالم الإسلامى اليوم يواجه هجوماً ضارياً من أقوام عرفوا بالعلمانية، وظيفتهم الأولى محاربة التشريع السماوى وتوهين التربية الدينية

كتاب : الحق المر - تأليف : الشيخ محمد الغزالي

الحلقة [664] : إنهم يجاهرون بتوراتهم ونستحي من قرآننا

من قرن مضى ونحن نطارد جيوش الاحتلال التى تسللت إلى أرض الإسلام فى غفلة من شعوبها وحكامها، وطوت راية التوحيد فى أغلب الأقطار، ما نجا إلا من عصم الله، وقد استعر الكفاح طويلا حتى أمكن بعد لأى أن تجلو هذه الجيوش، وتعود من حيث جاءت! بيد أن تطهير الأرض من الغزاة الذين احتلوها لا يغنى أبدا عن تطهير العقول التى دخلها أولئك الغزاة، عسكروا بمبادئهم وقوانينهم وتقاليدهم!

إن العالم الإسلامى اليوم يواجه هجوما ضاريا من أقوام عرفوا بالعلمانية، وظيفتهم الأولى محاربة التشريع السماوى وتوهين التربية الدينية، وهم ـ مثل سادتهم الأجانب ـ يكرهون الدين كله ويتخذون محاربة الشريعة فى ميدان المعاملات ذريعة إلى محاربة العقائد والعبادات والأخلاق الإسلامية، ولهم مهارة فى تحريف الكلم عن مواضعه، وقدرة على استغلال الهنات التى قد تقع من بعض الإسلاميين كى يصموا الأمة كلها بما هى منه براء، وكى يلمزوا الإسلام وصلاحيته لكل زمان ومكان!

وأرى أن الشر قد استفحل، وأن هؤلاء الناس طليعة لغارة عامة تشنها الصهيونية والصليبية معا، سئما بعد الاختراق اليهودى للمسيحية ونجاحه فى تسخير دول كبيرة لمعاونة إسرائيل..!

إن اليهود كان يهمسون بأمانيهم فى ابتلاعنا، صاروا الآن يجهرون بهذه الأمان ويرونها حقوقا لابد من الحصول عليها !!

ويوجد بيننا من ينتمى إلى العلمانية، أو من يرى انتشارها ببرود أقرب إلى الرضا، ولعل أبرز مظاهر الخيانة للإسلام رفض الانتماء إليه والاستحياء من حمل شعاره..

إنني أهيب بإخوانى فى كل قطر أن يزدادوا تشبثا بالوحى الإلهى وبرسالة محمد، فإن الحملة عليها تتسع، والكيد لها يزداد !!

ولا يجوز أن يملأ اليهود أفواههم بالانتساب إلى إسرائيل، على حين يخافت بعضها، أو يأبى الانتماء إلى محمد صلى الله عليه وسلم وتراثه، إن أمتنا تحصد المر من تطبيق القوانين الوضعية، ومع ذلك فإن المطالبة بالعودة إلى الشريعة مرفوضة ولو كان فى ظلها الأمان والاستقرار!

وأرى أن نكون صرحاء فى إبراز العلاقات المتينة بين العلمانية من ناحية، وبين التنصير والتهويد من ناحية أخرى، فحتى متى نتكتم هذه العلاقات، وخصوم الإسلام فى الشرق والغرب لا يستحيون من المجاهرة بضرورة الإجهاز عليه والاستراحة من وجوده؟

إن الجهاد الأدبي فى هذا المجال صنو الجهاد العسكرى. وأثر القلم والصوت فى ميدان الإعلام لا يقل عن أثر المدفع والصاروخ فى ميدان القتال، وأعتقد أنة يساق فى هذا المجال ما جاء عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " ما ترك قوم الجهاد إلا عمهم الله بعذاب " . و" من مات، ولم يغز ولم يحدث به نفسه مات على شعبة من النفاق " !!

والغزو الآن الدفاع عن الإسلام بكل سلاح متاح، وبكل وسيلة مستطاعة، وإنى أعجب لأمة تقاد إلى شر مصير، ومع ذلك يفر رجالها من مقاومة العدوان، والجهاد فى سبيل الله.

----------( يُتَّبع )----------
#محمد_الغزالي
#الحق_المر ج6
كلمة حرة
نشر في 11 تشرين الأول 2018
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع