Facebook Pixel
تفسير الشعار المنقوص
909 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

الشعار الذى رفعه حزب البعث منذ نشأ: أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة، ولا أرى بأسا من عقد مصالحة بين المسلمين كافة، وبين رافعى هذا الشعار، ماذا حمل العرب غيره؟

كتاب : الحق المر - تأليف : الشيخ محمد الغزالي

الحلقة [647] : تفسير الشعار المنقوص

الشعار الذى رفعه حزب البعث منذ نشأ: " أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة "، ولا أرى بأسا من عقد مصالحة بين المسلمين كافة، وبين رافعى هذا الشعار، على أساس التفسير الوحيد الذى يصح له، وهو أن الرسالة التى حملها العرب ـ ولا يزالون يحملونها ـ هى الإسلام.

فماذا حمل العرب غيره؟ وماذا قدموا للناس إلا هذا الدين الكريم؟ ويوم يرتدون عنه فبماذا يوصفون؟ وماذا لديهم يفتحون أفواههم به؟

إن العرب الأقدمين فى تاريخهم السحيق رفضوا الوحى، وفشل الأنبياء العرب فى اقتيادهم به. فماذا كان مصيرهم؟ هلكت عاد بعدما عصت هودا، وهلكت ثمود بعدما عصت صالحا، وهلكت مدين بعدما عصت شعيبا، وهلكت سبأ وقوم تبع وأصحاب الرس وغيرهم فهل سيكون مصير المستأخرين أفضل من مصير المستقدمين؟.

إن عرب الجزيرة فى العصور الوسيطة طووا مسافات الخلاف، وقهروا شياطين الهوى، وآمنوا بخاتم المرسلين محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ فإذا هم أمة من طراز جديد، (صنع الله الذي أتقن كل شيء) طلعوا على الدنيا بعد إيمانهم شروقا ساطع الآفاق، شريف الأعراق، زاكى الأخلاق، فاستكانت لهم الدول الكبرى، واعتنقت شعوبها الدين الجديد، وتبدلت الأرض غير الأرض، واستطاع الصحابة والتابعون أن ينقلوا بأمانة مواريث السماء، وأن يطبقوا بدقة ما حوت من رشد.

وتدافعت العصور، وهى تتناقل الرسالة الكبيرة حتى جاء هذا العصر الأغبر وقد بلغ الإعياء من العرب مبلغه، لأن فيهم مفرطين لم يحسوا عظمة الرسالة، ولم يوفوا بالمواثيق المأخوذة، فانقلب المتبوع تابعا، والمنتصب راكعا، والمبدع بليدا، والأباة عبيدا !!.

ثم ظهر بين المسلمين من ارتد على عقبه، وشرع يصيح: العروبة وكفى، والبعث لا يكون إلا عربيا، والدين لا يعتقد إلا مكانا ثانويا، إن بقى له مكان، وبهذا الأسلوب من النباح نرتد إلى أيام مسيلمة وسجاح.

وبدهى أن يعين الاستعمار العالمى هذه الصيحة الغادرة، وأن يمد أصحابها بكل سلاح، وأن يمكنهم من افتراس المجاهدين المقاومين.

وعلم القاصى والدانى أن هذا اللون من الحكم يستحيل أن تأتي به شورى، أو أن يكون له من الجماهير سناد، فاتحدت العلمانية والإلحاد، فى أشكال من القمع والاستبداد تحكم الأمم بالحديد والنار.

ثم طلع على الإنسانية عصر جديد، كشفت فيه اليهودية عن وجهها، وقالت: نريد أرض الميعاد، وبناء الهيكل وعودة الشعب المختار إلى وطنه.. وكشرت الصليبية عن نابها، وقالت: لقد توحدت كنائسنا لنستعيد مجد الرب ونمحو ما طرأ عليه من أغيار، وبقى السؤال الفذ لأصحاب الرسالة الخاتمة: هل سيبقى فيكم جاحدون لرسالة الإسلام، ساعون إلى ارتكاس العرب فى جاهليتهم الأولى؟

إن الإجابة على هذا السؤال لابد منها، فإما أن يبقى الإسلام أو لا يبقى.. على النظم الكافرة أن تعلن إيمانها، وعلى النظم المنافقة أن تبدى إخلاصها، وعلى الجماعات الهازلة أن تواجه أيام الجد والعبوس.

إن المستقبل حافل بالنذر، ولا نجاة لنا إلا أن نكون أمة واحدة، ذات رسالة خالدة هى الإسلام وحده (وقل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم إنا عاملون * وانتظروا إنا منتظرون * ولله غيب السماوات والأرض وإليه يرجع الأمر كله).

----------( يُتَّبع )----------
#محمد_الغزالي
#الحق_المر ج6
كلمة حرة
نشر في 10 تشرين الأول 2018
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع