928 مشاهدة
0
0
وكل قلة إسلامية على ظهر الأرض تقاوم المغيرين ببأس شديد، وتكاد تفقد الأمل! وبعضها مات ونسى قبره, من كتاب الحق المر للكاتب محمد الغزالي
كتاب : الحق المر - تأليف : الشيخ محمد الغزاليالحلقة [ 399 ] : هجوم ذكى متتابع ودفاع أخرق!!
بعد مرور عشر سنين من القرن الخامس عشر للهجرة رأيت أن ألقى نظرة على الصحوة الإسلامية لأستبين حالها، فلاحظت أن العالم الإسلامى يلاقى تحديات تكاد تغلب قواه المحدودة ومن هنا فإن صحوته توقفت فى بعض الميادين، وتتأرجح بين الثبات والتقهقر فى البعض الآخر.. وهناك فوضى علمية وخلقية واجتماعية تثير الكآبة فى نفوس المراقبين..
أما فى المعسكر الآخر فالوضع يخالف ما لدينا كل المخالفة، اليهود ماضون فى طريق غايته هدم المسجد الأقصى وبناء هيكل سليمان، وهم يتقدمون خطوة خطوة، ولم أرهم تراجعوا يوما.
والنظام الشيوعى فى أفغانستان يرسخ أقدامه، ويريد سلخ البلد المحروس من دار الإسلام.
وكل قلة إسلامية على ظهر الأرض تقاوم المغيرين ببأس شديد، وتكاد تفقد الأمل! وبعضها مات ونسى قبره كمسلمى كمبوديا وتايلاند وعشرات الملايين فى الاتحاد السوفييتى وعشرات الملايين فى الدول الناطقة بالإنجليزية أو الناطقة بالفرنسية.
وزعماء "العالم الحر" لا ينسون أبدا انتماءهم الدينى، وذاك شيىء لا يلامون عليه! وإنما يتجه إليهم الملام عندما يتحول ذلك إلى إهانة للإسلام وازدراء لأمته!
إنه بعد استضافة جامعة اكسفورد للمرتد الهندى سلمان رشدى، استضافه "مستر كنك " زعيم حزب العمال وأقامت هيئة الإذاعة البريطانية ما وصف بأنه حفل تكريم للمرتد المحقور..
وفى الوقت نفسه أذن وزير الثقافة الفرنسى لشركة نشر كبرى أن تطبع رواية آيات شيطانية لتنشر فى فرنسا وغيرها من الدويلات التابعة.
ويوالى "مستر كارتر" زياراته لأفريقية الوسطى، والحبشة وجنوب السودان متعهدا البعثات التبشيرية وحالا مشاكلها وممهدا أمامها الطريق.
أما ساسة العالم الإسلامى فإن القوميات التى يخدمونها- وأولاها القومية العربية- تؤثر العنوان العلمانى على غيره، وتسمع الصيحات الإسلامية باستنكار، والغريب أن اللغة العربية فى ظل هذه القومية تضمحل وتترنح، فلا ترى فى الشارع العربى، ولا فى مجال المصطلحات الحديثة، ولا فى ميادين العلوم والآداب.. ولا عجب فاللغة تزدهر مع الحس الدينى، وهذا الحس يطارد بدهاء، وإلحاح.
على حين تنجح فرنسا فى مد إذاعتها الذكية إلى غرب العالم العربى وشرقه وهى مشكورة! ثم يسمع رأيها فى موارنة لبنان باحترام شديد..!!
والجماهير الإسلامية تحيا فى واد آخر، تزعم أنها تريد خدمة الإسلام، وهى لا تحسن صنع الرغيف الذى تأكله، أو السلاح الذى تحمي به شرفها!!
ولها فى تناول تعاليم الإسلام مسلك مدهش..
فالإيمان بضع وسبعون شعبة، فيها الأعلى وفيها الأدنى، فيها الأصل وفيها الفرع، والأولويات تختلف عند التطبيق يقينا.
وإذا أنت أمام صياح متهدج الصوت يريد رفع السقف قبل إقامة الجدران، أو إقامة الشريعة قبل إرساء العقيدة!! ولا يكاد يطاع لفقيه أمر!!
إن الصحوة الإسلامية فى موقف حرج، ومن الكذب القول بأنه مقنط، ولكن على أولى الألباب تدارك الموقف، وتصحيح المسار.
----------( يُتَّبع )----------
#محمد_الغزالي
#الحق_المر ج3
نشر في 21 أيلول 2018
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع