1382 مشاهدة
2
0
ماذا إذا اجتمع العرب على قلب رجل واحد، ومعهم كل ما يملكون من قوة، وكل ما ورثوا من إيمان، ويناجزون عدوهم جهرة لا خفية، ويصارحون بغايتهم دون جبن أو استخذاء، ويعتمدون على الله وحده فى تحقيق أملهم
كتاب : الحق المر - تأليف : الشيخ محمد الغزاليالحلقة [644] : البعث الإسلامي .. منقذنا
لإنقاذ فلسطين وتحرير أهلينا ومقدساتنا فيها طريق واضح: أن يجتمع العرب على قلب رجل واحد، ومعهم كل ما يملكون من قوة، وكل ما ورثوا من إيمان، ويناجزون عدوهم جهرة لا خفية، ويصارحون بغايتهم دون جبن أو استخذاء، ويعتمدون على الله وحده فى تحقيق أملهم.
والعرب منذ اغتصبت منهم فلسطين لم يسيروا فى هذا الطريق. بل لم يفكروا فى سلوكه، وذاك سر هزائمهم المتتابعة!.
وقد عقد بعض الناس أملهم على الرئيس صدام حسين، كى يدرك ما فات غيره! وكم تكون سعادتنا غامرة لو أن الرجل مضى فى الطريق التى رسمنا معالمها، فهل كان عند حسن الظن؟.
إنه أعد جيشا عظيما، ووفر كل الأسلحة، وأنفقت عليه أموال طائلة، وتوافرت له ظروف جعلت الشرق والغرب معا يمدانه بكل جديد من أدوات الفتك والدمار..
وكان المفروض أن يبدأ الرجل بإحياء الجبهة الشرقية التى ماتت، وأن يفاتح زعماء سوريا والسعودية واليمن والأردن وسائر الخليج بما أفاء الله عليه من عدة وعدد، وأن يطالبهم بمظاهرته فى إنقاذ شباب الانتفاضة، وطرد اليهود من الأراضى التى اغتصبوها...
وهو عندما يفعل ذلك يستطيع معالنة العالم بأنه ينفذ قرارات الأمم المتحدة، ويحقق بالقوة ما رفضت إسرائيل تحقيقه بالمناشدة والرجاء.
ويوم تسير ألوية العرب فى هذه الجبهة نحو غايتها، فلن تتخلف عنها دولة من الجبهة العربية، لا فى وادى النيل ولا فى المغرب الكبير!.
هل هذه الخطة تحتاج إلى عبقرية؟ كلا، إنها خطة طبيعية لا يعرف عاقل غيرها وستحار الدول الاستعمارية فى مواجهتها، وكيف تواجه قائدا يقول: إنه يحقق ما اتفق عليه مجلس الأمن، ومن ورائه هيئة الأمم، وأى قائد عربى ـ وليس زعيم العراق وحده ـ ينهض بهذا العمل فسوف يحشد الجماهير حوله، وسوف يوصف ـ إن تقاعس عنه ـ بالخيانة والارتداد.
لكن الذى وقع غير هذا، بل ضد هذا، فإن الجيش الذى اعتز بقوة سلاحه ووفرة عتاده، اتجه أول ما اتجه إلى إيران، فوقع قتال ظل ثمانية أعوام هلكت فيه الأنفس، وانقسمت فيه الأمة العربية، ولم يربح منه إلا عداتها.
ثم عاد الجيش من إيران، فما مضت عدة شهور حتى كان يتجه إلى الكويت ليحتلها بين عشية وضحاها، وتبع ذلك أن الشرخ الذى أصاب العرب صدع كيانهم، فانقسم ووقف الجندى العربى يقاتل الجندى العربى، أما الإسلام ومواثيقه فقد تبخرت من قديم، وأما القضية الفلسطينية فقد لحقها خسار بيّن.
ويرمق العدو والصديق ما حدث، فلا يرى كاسبا إلا إسرائيل التى تدعمت ماديا واقتصاديا حتى كأن هذه الحرب اشتعلت لمصلحتها وحدها..
إن الرئيس صدام حسين أخطأ حين احتل الكويت، وفتح باب شؤم على العرب والمسلمين بهذه الفعلة، يستحيل أنه كان يفكر فى فلسطين عندئذ !!.
على أني أصارح العرب من بعثيين وقوميين بأن قضية فلسطين دينية وليست عنصرية، هكذا كانت في تاريخها القديم وهكذا بقيت إلى عصرنا الحاضر ولو أن العرب احتشدوا صفا واحدا، ثم نظر الله إليهم فوجدهم أقل من اليهود تمسكا بالدين ما نالوا سهما من نصر، ولا ذرة من توفيق، إن البعث الإسلامى لا البعث العربي هو الذى يقدر على استنفاذ التراث المنهوب، والبلد المنكوب.
إننى حين أرسل هذه الصيحة ليست من رجال الوعظ، ولكننى أبصر الحق في صميم السياسة التى تبت فى مصاير الأمم.
ويؤسفنى أن علائق العرب بدينهم تحتاج إلى إعادة نظر.
فى صراع العقائد لا مكان لعابدى نفوسهم، ولا للمفرطين فى رسالتهم إننا نقول بحق " الإسلام هو الحل "
----------( يُتَّبع )----------
#محمد_الغزالي
#الحق_المر ج6
نشر في 10 تشرين الأول 2018
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع