Facebook Pixel
ما هي أسباب فرقة العالم الإسلامي؟
1023 مشاهدة
2
0
Whatsapp
Facebook Share

تتعرض وحدة العالم الإسلامى لمزيد من العوائق والمتاعب، وسنشرح أسباب ذلك هنا لافتين الأنظار أولا إلى الوحدة الألمانية التى تمت أخيرا بين ألمانيا الشرقية والغربية!

كتاب : الحق المر - تأليف : الشيخ محمد الغزالي

الحلقة [665] : أسباب فرقة العالم الإسلامي

تتعرض وحدة العالم الإسلامى لمزيد من العوائق والمتاعب، وسنشرح أسباب ذلك هنا لافتين الأنظار أولا إلى الوحدة الألمانية التى تمت أخيرا بين ألمانيا الشرقية والغربية!

لقد كان يوم إعلانها عيدا فى البلاد كلها، فقد زالت الفوارق المصطنعة، وعاد المواطنون الألمان جميعا صفوفا متراصة تحت راية واحدة، وشيعت ذكريات الفرقة باللعنة والمقت !!..

وأسأل هل وقع شئ من ذلك عندما خرجت خمس دول إسلامية من وراء الستار الحديدى لتنضم إلى العالم الإسلامى الكبير؟

لقد فرح بعض الناس واستبشروا بمستقبل أفضل لإخوان العقيدة، ولكن جماهير كبيرة كانت تسمع الأنباء وهى فى مكان بعيد، وكأن الأمر لا يعنيها، أو يعنيها على المجاز لا على الحقيقة . ويرجع ذلك إلى أمور:

أولها: نجاح السياسات الاستعمارية فى إقامة قوميات مختلفة على الصعيد الإسلامى بلغت سبعين جنسية، تستظل كل واحدة منها بعلم خاص، وأبناء الوطن الواحد قد يشعرون بقرابة الإيمان بينهم وبين الآخرين، ولكنهم معنيون قبل كل شئ بإخوانهم داخل الحدود التى رسمتها السياسات العالمية، فالمصري يهتم بالإسكندرية أكثر مما يهتم " بيافا " والسعودى يهتم بتبوك أكثر مما يهتم بالخليل، وقد استقرت الأوضاع العالمية على ذلك، وارتضينا نحن ما كان..

أما قول الرسول الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " المسلمون أمة واحدة يسعى بذمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم " فأمل لا يعرفه الواقع الأليم، وعندما نسعى إليه نعتبر خياليين..

والأمر الثانى : أن بعض الشواذ يسلطون الخلاف فى الرأى على مبدأ الأخوة الجامعة، فإذا كان يرى لحم الجزور ناقضا للوضوء أو سدل اليدين ناقضا للصلاة، طارد مخالفيه فى الرأى، وضيق عليهم الخناق ليلحقهم بأهل الملل الأخرى!!

وعندما يغلب هذا السفه فالويل لوحدة الأمة، وأذكر شابا جاءنى يسألني أن أقترح له اسم كتاب يدرسه فى الفقه فذكرت له كتاب (فقه السنة) للشيخ سيد سابق، ثم استدركت أسأله ماذا قرأت من كتب الأخلاق؟ فسكت متحيرا !! فقلت له: لابد أن تقرأ أولا تعاليم الإسلام فى الصدق والأمانة والوفاء والحياء والرحمة والحب.. إلخ، فلا قيمة لفقه بلا خلق..

وهناك أمر ثالث: أن الغزو الثقافى يشن غارة شعواء على التقاليد الموحدة للأمة، وقد علمنا أن التاريخ الفرنجي يسبق التاريخ الهجرى، وأن القانون يسبق الشريعة وأن الرطانات الأعجمية تسبق اللسان الفصيح.

وقد لاحظت أن اليهود حراص على عبادتهم ـ فى المفاوضات الأخيرة ـ على حين يتبجح العرب بترك الصلاة والصيام!! ويقولون عن أنفسهم: إنهم علمانيون!

لقد برزت فى أيام مشئومة عروبة عريانة عن الإسلام فماذا صنعت بالأمة الواحدة؟ أثارت البربر فى أقطار المغرب، وأثارت الأكراد فى العراق، وأقرت الفواصل بين العرب والترك، والهنود والزنوج، وهزمت الإسلام فى ميادين كثيرة، وأعانت الأديان الأخرى على الانطلاق وتسنم مراكز الصدارة!!

إن الوحدة الإسلامية تحتاج ـ اليوم قبل الغد ـ إلى أن نراجع أنفسنا وأحوالنا، وإلا فسيل الهزائم لن يتوقف.

----------( يُتَّبع )----------
#محمد_الغزالي
#الحق_المر ج6
كلمة حرة
نشر في 11 تشرين الأول 2018
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع