696 مشاهدة
0
0
إن النواة تختفى فى الثرى لتخرج بعد حين نخلة باسقة! والحيوان المنوى يختفى فى الرحم ليتحول بعد حين إنساناً سويا
كتاب : الحق المر - تأليف : الشيخ محمد الغزاليالحلقة [678] : سياحة فى الفضاء
أطلقت خيالى وراء القذيفة التى ذهبت لاستكشاف المشترى فأعجزه اللحاق بها، أنها من بضع سنين تجرى بسرعة الصوت حتى بلغت هدفها أخيرا وانقطع أثرها فى الفضاء الرحب! إنها لم تزغ ولم تتعثر بل نفذت ما كلفت به.
وأسقطت آلة حساسة حاسبة فوق سطح الكوكب الملتهب لتعرفنا بما هنالك! إن مبلغ علمنا أن مارجا من النيران يعصف فوق هذا الكوكب وأن حياة الإنسان فيه مستحيلة.
ولو كانت ممكنة فماذا سيفعل الإنسان هناك؟ وهل ضاقت به الأرض حتى يبحث عن مأوى آخر؟ الإنسان ما ضاقت به الأرض، ولكن ضاقت به نفسه وأخلاقه وأحقاده كما قال الشاعر:
لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها .. ولكن أخلاق الرجال تضيق!
إن الذى استوقفنى فى هذه الرحلة سعة الفضاء، فإن أسرة الشمس ومن بينها المشترى لا تأخذ من مساحة الكون إلا ما تأخذه نملة فى قبو قصر شاهق!!
إن الكون كبير لا تعرف أبعاده وآماده، ولكن خالقه أكبر منه يقينا، سبحان ذى الملكوت والجبروت والعظمة!! (إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين).
لنترك علماء الفلك يسبحون فى هذه الآفاق ولننتقل إلى جهة أخرى مقابلة. إن علماء الطب يطاردون جرثومة " الإيدز " كى ينقذوا الألوف المؤلفة من غوائلها إنها جرثومة بالغة الدقة! الملايين منها تحتويها قطرة ماء!
ومع ذلك تسطو هذه الجرثومة على جسد عملاق فتصرعه! وصرعاها الآن فوق الحصر ، وقد فشلت الجهود للتغلب عليها، فقد ارتد الذكاء البشرى مهزوما أمامها!
قلت فى نفسى من أين أسوق الشواهد على عظمة الخالق؟ من ضالة الذرة أو من ضخامة المجرة؟ كنا فى صغرنا نسمع المثل المشهور: سبحان من كبر الفيل وصغر البعوض.
إن النواة تختفى فى الثرى لتخرج بعد حين نخلة باسقة! والحيوان المنوى يختفى فى الرحم ليتحول بعد حين إنسانا سويا.
ثم تسمع هذا الإنسان يقول: لا إله والحياة مادة (خلق الإنسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين).
----------( يُتَّبع )----------
#محمد_الغزالي
#الحق_المر ج6
نشر في 11 تشرين الأول 2018
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع