1505 مشاهدة
0
0
كانت هناك ملاءة بيضاء واسعة تغطى الأرض كلها، إنها من الثلج الممتد على ظهر الأرض لا يريد أن يذوب، فإن الأمة الإسلامية بحاجة إلى أبجديات الدين المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ولا يخذله
كتاب : الحق المر - تأليف : الشيخ محمد الغزاليالحلقة [595] : صلاة الشتاء
مع أنى نحيت الصحيفة جانبا إلا أن الصورة التى استوقفتنى لم تبرح عينى كانت صورة جنود من الشيشان يقيمون الصلاة على أرض المعركة!
وكانت هناك ملاءة بيضاء واسعة تغطى الأرض كلها، إنها من الثلج الممتد على ظهر الأرض لا يريد أن يذوب!
لا بأس الصلاة حق وعندما يتكالب العدو فاللجوء إلى الله أعظم عدة!
وتذكرت أنى فى الجزائر عانيت مثل هذا الشتاء القارس، كان المطر ينزل خيوطا بيضاء رفيعة تتراكم على الثرى وكأنها قطع من السحاب آثر البقاء على الأرض!
لكن أين أنا من هؤلاء الجنود؟
إننى أخرج من مسكن مكيف الهواء وأركب سيارة مكيفة الهواء وأذهب إلى طلابى فى مدرج مكيف الهواء وأجلس فى مكتب مكيف الهواء..
أما هؤلاء الذين يصلون فى العراء فإن صقيع الشتاء يلفحهم من كل جانب، وقد تصيب أحدهم قذيفة طائشة فينقل إلى أقرب جدار ريثما يسعف أو يلقى ربه، وربما جاء جندى أعزل فجرده من السلاح ليستأنف المعركة مكانه، إن سلاح المسلمين قليل!!
وتساءلت متى جاء الإسلام هنا؟ وكان الجواب من عهد الخليفة الثالث. إن موجة الفتح العظيم انداحت حتى تجاوزت القوقاز، وكان الروس يومئذ دويلة من الهمل لا تذكر بشىء يشرف.. وبقى الزحف الإسلامى حتى بلغ سيبريا ..
ثم تراجع المسلمون تراجعا رهيبا فحكم القياصرة الأرثوذكس أرض الإسلام ثم قتلهم الشيوعيون ووقع الموحدون فى براثن ملاحدة لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر..
والغريب أن الشيوعية لما انهزمت عاد الأرثوذكس إلى السلطة وأذاقوا المسلمين الويل.
إننى أنظر إلى وجه "يلتسين" وهو يأمر بضرب الشيشان، فلا أرى إلا ملامح جزارا تمص سفك الدماء وإزهاق الأرواح !!
إن الجنود المصلين قاوموا بصلابة هائلة، فتعطلت دبابات وأسقطت طائرات. ولكن أين مسلمو العالم أجمع؟
أعرف أننا لن نستطيع الوصول إليهم، ولكننا نستطيع إلحاق خسائر اقتصادية كبيرة بالروس وبغيرهم ممن يؤذون الله ورسوله وجماهير المسلمين. المهم أن نستبقى أخوة الإسلام، وأن نرجح كفتها فى كل موازنة.
أما أن يضرب الروس إخواننا ثم يذهبون إلى بلد عربى ليعقدوا معه صفقات تجارية فى أحفال نتبادل فيها الابتسامات فهذه خيانة ما بعدها خيانة.
إن الأمة الإسلامية بحاجة إلى أبجديات الدين "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ولا يخذله ".
----------( يُتَّبع )----------
#محمد_الغزالي
#الحق_المر ج5
نشر في 07 تشرين الأول 2018
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع