Facebook Pixel
نظرات مسلم مقهور
1475 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

هناك فراغاً يجب أن نملأه، فإن القوى المعادية للإسلام تتأهب لملئه، من كتاب الحق المر للكاتب محمد الغزالي

كتاب : الحق المر - تأليف : الشيخ محمد الغزالي

الحلقة [594] : نظرات مسلم مقهور

لقيت صديقا من علماء الدين فى إحدى الدول التى تحررت عقب انهيار الاتحاد السوفيتى كانت ملامح وجهه جادة ونظراته أدنى ألى الحزن، وعندما أبتسم للقائى كان ابتسامه كشعاع يشق طريقه بصعوبة بين طبقات من السحب !!

قلت فى نفسى: إنه صورة من قومه الذين قضوا أكثر من سبعين عاما تحت وطأة الشيوعية، وضعف هذه المدة تحت وطأة القيصرية، وفى كلا العهدين كانوا يسامون الخسف ليتركوا الإسلام، ولكنهم صمدوا وقاوموا الفتنة وتحملوا الهوان. وهاهم أولاء يخرجون أحياء من بين الأنقاض ويبحثون عن إخوان العقيدة ليؤنسوا وحشتهم ويسكنوا ورعهم..

كان اللقاء فى الأزهر وآذان الظهر يشق الفضاء، والمستمعون يرددون كلمات الأذان بهدوء.

ونظرت إلى صاحبى فخيل إلى أنه يقول لى هذه نعمة كنا نحن محرومين منها، ما كان أذان يرتفع عندنا وإذا ارتفع فما كان أحد يجهر بترديد الكلمات!

ما أطول عذاب المستضعفين، وأسوأ ما نزل بهم، الصوت الوحيد الذى يرتفع طوعا أو كرها: لا إله، والحياة مادة !، ما عدا ذلك يدمر!

يقول الأستاذ فهمى هويدى: كان هناك 40 ألف مسجد بقيت منها مائة، وكان هناك 30 ألف فقيه ومعلم تم حصدهم أيام ستالين.

ثم جندت الشيوعية 2000 محاضر و11 ألف مرشد سياسى، و 41 ألف موجه ملحد، وألقى أكثر من 47 ألف محاضرة عن الإلحاد وألف نحو ألف كتاب لمناهضة العقيدة، وهذا كله فى حملات متتابعة لمحو الإسلام من القلوب والبيوت والشوارع والأسواق.. ومع ذلك فقد بقى الإسلام وبقيت الشمس والقمر، إن ما بناه الله لا يهدمه الناس!!

ويوجد الآن قريب من سبعين مليون مسلم يتحركون فى عدة جمهوريات ليستأنفوا نشاطهم القديم ويعودوا سيرتهم الأولى..

المصيبة التى نلفت الأنظار أليها أن البلاء الشيوعى استطاع أن يقتحم السدود الموضوعة أمامه، وأن ينضح من كفره على البلاد العربية وأن يضلل جماهير كثيفة من العوام والخواص الذين يسترون إلحادهم تحت لافتات غاشة خادعة فعدد ضخم من الاشتراكيين والعلمانيين ينفرون من تعاليم الدين ويدعون سرا وعلنا ألى الخلاص منها.. وجمهرتهم لا تحترم الوحى ولا ترتبط به، وهم فى ميادين العلم والأدب وفى دروب المجتمع وعند بحث قضاياه يتحدثون حديث من لا يعرف الله ولا يكترث لرضاه..!!

وأرى- بعد انهيار الاتحاد السوفيتى- أن ننشىء على عجل جسورا بيننا وبين إخواننا فى الأقطار الررسية، تنقلنا إليهم وتنقلهم إلينا وأن نهتم بالكتاب الدينى تاليفا وترجمة وأن يتم تبادل الوفود بين الجامعات والمعاهد عندنا وعندهم.

إن هناك فراغا يجب أن نملأه، فإن القوى المعادية للإسلام تتأهب لملئه !!

أما الشيوعيون العرب- وهم أخس شيوعيى العالم- فيجب أن نتيقظ لهم، وأن نحبط كيدهم ونفضح مؤامراتهم إنهم الآن ناشطون فى التغلب على الهزيمة التى عرضت لهم وسيحاولون بخداع العناوين وتزوير المضامين أن يسرقوا الإيمان، ويفتنوا القراء بقضايا موضوعية أو جانبية، وعلى العقل المسلم أن يتأهب لمعركه أخرى لا تقل حدة عن معارك مضت.

(وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا) .

----------( يُتَّبع )----------
#محمد_الغزالي
#الحق_المر ج5
كلمة حرة
نشر في 07 تشرين الأول 2018
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع