721 مشاهدة
0
0
عندما ينام الكاتب، تنهض الكتب من ورقها، وتحوم حوله كما تفعل الجنيات في حكايا الأطفال تتحدث فيما بينها تتفاخر، تتشاجر، تقهقه أحيانا وتبكي في أحيان أخرى، للكتب حياتها السرية ولكل حياة فيها محطات
للكتب حياتها السرية..وعندما ينام الكاتب، تنهض الكتب من ورقها، وتحوم حوله كما تفعل الجنيات في حكايا الأطفال..
تتحدث فيما بينها ـتتفاخر، تتشاجر، تقهقه أحيانا وتبكي في أحيان أخرى،
للكتب حياتها السرية.. ولكل حياة فيها محطات..
يقول كتابه الأول أن الكاتب كان خائفا عند الكتابة مثل مراهق يقترف الحياة ـوكان خائفا من النشر مثل طفل في يومه الأول في المدرسة.
سيقول كتاب آخر أن دموع الكاتب شوهت أسطر الكتاب، يوم كان لا يزال يستعمل الورقة والقلم..
وسيتفاخر آخر أنه كتب في ثلاث عواصم، وأن الكاتب دخل فيه عصر التكنولوجيا وترك الورقة والقلم..
سيقول آخر أن الكاتب نزف أكثر من أعصابه وروحه.. ويعترض عليه كتاب آخر قائلا أنه كان أصغر وقتها وأن النزف فيه كان أنضج.
سيصرخ آخر: خاتمتي كتبت في المدينة المنورة.. ويقول صاحبه: كان يكلم نفسه عندما كتبني..
ستتفق الكتب: لقد سرقنا هذا الكاتب من حياته دون أن يشعر، كان يمكنه أن يكون أبا أفضل وابنا أفضل وزوجا أفضل وصديقا أفضل، لكن الكتابة كانت دوما تعرقل شيئا ما، وكان الكاتب يهرب إليها دوما..
لم تكن تعلم، تلك الكتب، أن كاتبها لا ينام حقا، وأنه يستمع إليها في حواراتها ونقاشاتها..
يتأملها بعين نصف مفتوحة: سرقت (حياتي) مني؟
ما معنى هذه الكلمة...
(حياتي)؟
#الحياة_السرية_للكتب
#أحمد_خيري_العمري
نشر في 12 تشرين الثاني 2018
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع