Facebook Pixel
848 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

عرفت في حياتي بعض الأشخاص العاجزين تماماً عن الاعتذار، كنت أتوهم في البداية، مع هؤلاء الأشخاص هو أنهم غير مدركين للخطأ في فعلهم لذا لا داعي للاعتذار أصلا

عرفت في حياتي بعض الأشخاص العاجزين تماما عن الاعتذار.
يقترفون خطأ شديد الوضوح ، يهينون آخرين لم يقدموا لهم إلا المساعدة والإسناد ، ينفجرون على أشياء تافهة وينطلقون في مطولات من النثر الفني المليء بكلمات شديدة القسوة..
كلنا نخطئ بحكم أننا بشر ، والبعض منا ينفجر لأشياء تافهة (أنا منهم) ، لكن الاعتذار يمثل خطوة نتراجع فيها عن أخطائنا وانفجاراتنا (الاعتذار اللائق ، لا الاعتذار الذي يستحق اعتذارا هو الآخر).
كنت أتوهم في البداية ، مع هؤلاء الأشخاص ، هو أنهم غير مدركين للخطأ في فعلهم...لذا لا داعي للاعتذار أصلا..
لكن بعض التصرفات التي تبدر منهم لاحقا ، تعكس أنهم مدركون تماما للخطأ ، ولكنهم رغم ذلك عاجزون عن قول كلمة ( آسف ) واضحة وصريحة وعالية.
قد يعوضونها بمجاملة ، بالتصرف على نحو طبيعي كأن شيئا لم يكن ، ربما برسالة نصية تحمل معنى الاعتذار ( ولكن مع إشارة تحملك ضمنا مسؤولية الخطأ : أنا آسف ولكنك أجبرتني على ما فعلت)...
لكن لا مواجهة( وجها لوجه) باعتذار ..
عندما يتكرر الأمر ، فالأمر يعكس حتما أشياء أعمق...
غوغل سيعطيك بعض الاحتمالات :
ربما هي ( الأنا - ego ) التي تبدو متضخمة ولكنها في الوقت نفسه هشة ، ستشعر بالخطر والإنكشاف ، فتسارع إلى حماية نفسها عبر رفض أي محاولة اعتذار..
ربما الاعتذار بالنسبة لهم سيفتح أبواب تأتي منها رياح الاعتراف( بينهم وبين أنفسهم) بذنوب وأخطاء لم يستطيعوا مواجهتها بعد..
ربما يشعر الشخص بان الاعتذار ضعف ، وعدم الاعتذار ( تمكين للمزيد من القوة)..
ربما الأمر ليس بينك وبينه بقدر ما هو بينه وبين نفسه ، ربما اعتذاره لك سيفتح ما لا يريد مواجهته مع نفسه...
للأسف ، كل هذه الاحتمالات واردة جدا ..
قد تفهم عجزه عن الاعتذار..
لكن هذا لن يجعلك تتقبل هذا العجز بالضرورة...
ربما كان إلتون جون على حق بعد كل شيء عندما غنى ( آسف هي الكلمة الأصعب ، sorry seems to be the hardest word)
الأغنية جميلة..
لكنك لست مضطرا لجعلها الأغنية المصاحبة لقصة حياتك :)
د.أحمد خيري العمري
نشر في 16 تشرين الأول 2018
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع