Facebook Pixel
16783 مشاهدة
10
0
Whatsapp
Facebook Share

قصة حصلت مع عمر بن الخطاب عندما جاءه رجل يشكو عقوق ابنه له، فانقلبت الأدوار بين الأب والابن وأصبح الأب العاق!!

مَنْ بَدأَ العقوق ؟!

روى ابن الجوزيِّ في كتابه بِرُّ الوالدين :
جاء رجلٌ إلى عمر بن الخطاب يشكو إليه عقوق ابنه، فأحضر عُمر الولد وأنَّبه على عقوقه لأبيه، ونسيانه لحقوقه.
فقال الولد : يا أمير المؤمنين، أليس للولد حقوق على أبيه؟
قال : بلى
قال : فما هي؟
فقال عمر : أن ينتقي له أمًا لا يُعيّر بها، ويحسن تسميته، ويعلمه القرآن
فقال الولد : يا أمير المؤمنين إنّ أبي لم يفعل شيئًا من ذلك، فأما أمي فهي زنجية كانت لمجوسي فأنا أُعيّر بها، وقد سماني جعلًا/ خنفساء، ولم يعلمني من القرآن حرفًا واحًدا!
فالتفتَ عمر إلى الأب وقال له: جئتَ تشكو عقوق ابنك، وقد عققته قبل أن يعقك، وأسأتَ إليه قبل أن يُسيء إليك!

بداية هذه القصة للآباء وليست للأبناء !
فالبرُّ هو واجب الأولاد تجاه آبائهم وأمهاتهم وليس مقابل رعاية الآباء والأمهات لهم ! بمعنى أن عدم قيام الأب والأم بواجبهما لا يُسقط عن الابن واجب البر تجاههما !

القصة التي تخص الأبناء، هي التي رأى فيها عمر بن الخطاب رجلًا يده مشلولة، فسأله عن سبب شللها، فقال: شُلّتْ بدعوة أبي عليَّ في الجاهلية
فقال عمر: هذه دعاوي الآباء في الجاهلية فكيف في الإسلام !

انتهت حصة الأبناء من الكلام هنا، والآن مع الآباء :
يحدث أحيانًا أن يُضيء الأبوان أصابعهما العشرة لأولادهما ولا يجدان بعد هذا كله غير العقوق والجحود، ولكن هذا يحصل على نطاق ضيق، فيكون أشبه بمثال شذّ عن القاعدة، ولكل قاعدة شواذ كما يقول أهل الأصول !
أما القاعدة التي ثبتتْ بالتجربة والمعايشة فإن الآباء يقطفون من الأبناء ما زرعوه فيهم !
من النادر أن يزرع الأبوان بذور الخير والتقوى في نفوس أولادهم ولا يكونان أول من يجني هذا المحصول الطيب، وأول بذرة من بذور البر يزرعها الأبوان في الأبناء هي بر الوالدين بأبويهما، فالتربية بالقدوة وليست بالتنظير ! فكما لا يمكنك أن تحدّث ابنك عن النظافة وأنتَ تلقي الأوساخ من شباك سيارتك، ولا يمكنك أن تحدث ابنك عن فضل صلاة الجماعة وأنتَ لا تمشي إلى المساجد، فكذلك لا يمكنك أن تحدث ابنك عن البر وأنتَ أساسًا تعقّ والديك، ولا أقول إن فعلنا للخطأ يعني أن لا نرشد أولادنا إلى الصواب، ولكن الفعل أبلغ أثرًا في النفوس من الكلام !

كلكم تعرفون تلك القصة التي ترويها الجدات عن الرجل الذي تقدم به العمر وكان يعيش في منزل ابنه، فضاقت زوجة الابن بالأب ذرعًا، وطلبت من زوجها أن يتخلص من أبيه، فأخذه إلى الصحراء، واستل سكينه ليذبحه ويستريح منه، فقال الأب لابنه إن كنت لا بد ذابحي فليس هنا، وإنما عند تلك الصخرة، فهناك ذبحتُ أبي !
وقد لا تصح هذه القصة بالحرف، ولكنها تصح بالمنطق والعدل، فإن التعامل دَين، ولا بد أن يُسدد الإنسان ديونه، ومن مدّ يد الخير مُدت إليه أيدي الخير، ومن حفر الحفر للناس حُفر له! لهذا أولًا على الآباء أن يقوموا بواجباتهم قبل أن يسألوا عن حقوقهم، وثانيًا : كونوا لآبائكم الأولاد الذين تحبون أن يكونوا لكم !

أدهم شرقاوي / صحيفة الوطن القطرية

20. 2. 2018

http://al-watan.com/Writer/id/9405

🌹
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع