837 مشاهدة
0
0
هناك تفاوتاً اجتماعياً وسياسياً وحضارياً يجب أن يختفى على عجل، ولن يتحقق ما نصبو إليه حتى يستمسك العرب بالدين الذين شرفوا به أولاً، ولن يشرفوا بغيره أبداً
كتاب : الحق المر - تأليف : الشيخ محمد الغزاليالحلقة [ 405 ] : هذا ديننا
رأيته واجما تكسو وجهه مسحة حزن بعد أن قرأ نتائج الانتخابات التى جرت أخيرا بين اليهود! قال: إن بنى إسرائيل رفضوا السلام، وقرروا المضى فى حرب العرب، والمستقبل مليىء بالنذر، فنظرت إليه ضائقا راثيا وقلت: أنت كغيرك من الناس تعيشون فى وهم كبير، وما أدرى كيف يتم إخراجكم منه لتعرفوا الواقع هنا وهناك.
ثم قلت غاضبا: إننى أخاف على مستقبل فلسطين من العرب أكثر مما أخاف اليهود! أكنتم تحسبون أن حزب العمل الإسرائيلى يقدم لكم القدس عاصمة لدولة فلسطين؟! بعد مؤتمر دولى تتبادل فيه الابتسامات؟ هذا هو الغباء بعينه!
قال: ماذا تعنى؟ قلت: ألفت نظرك إلى ثلاثة أمور تعرف منها الجواب الأمر الأول: لقد تمت الانتخابات فى إسرائيل وعلم الناس فى المشارق والمغارب بنتائجها، ما شك أحد قط فى صدق هذه النتائج، ما اتجهت إصبع الاتهام إلى حاكم أو محكوم، كانت نزيهة أمينة 100% تصور رغبات الناس فيمن يريدون توليته أو تنحيته! أفكذلك تكون الانتخابات فى أغلب الدول العربية؟
إن التزوير عملة متداولة. وحيث ينتشر تستخفى فضائل الصدق والشرف والثناء. والنصر لا يحالف هذه البيئات..
وهناك أمر ثان جدير بالتأمل، لقد كسبت الأحزاب الدينية نحو عشرين مقعدا، والأحزاب اليهودية كلها تقوم على مقررات التوراة فى تخطيط أرض الميعاد فهى موصولة بالدين دون ريب، أما ما يسمى بالأحزاب الدينية فهى جماعات المتطرفين والمغالين والمتشددين.
إن الأحزاب الكبيرة شرعت تسترضى هؤلاء وتتألف قلوبهم وتتلمس الحيل لجرهم إليها..
أما فى العالم العربى حيث يوصم المتدينون بالتطرف، فإن السياط تهوى على الأجسام واللطمات والركلات تتناولهم ظهرا لبطن، بل لقد اخترعت لهم أساليب من التعذيب لا تخطر ببال.
إن المعتدل هناك يقود المتطرف أما العرب فبأسهم بينهم شديد!.
والأمر الثالث الذى أختم به هو التفاوت الواسع بين الأسلحة، إن اليهود اختاروا سنة الانتفاضة ليطلقوا قمرهم الصناعى . وكأنهم يقولون للعرب: فتيانكم داخل فلسطين لا يزالون يحاربوننا بالحجارة، ما يملكون غيرها، وأنتم معشر العرب حيث كنتم تشترون أسلحتكم من أصدقائنا، وتستوردون العلم من الخارج فلا ينشأ بين ظهرانيكم. شتان بيننا وبينكم..!
من أجل ذلك قلت إننى أخاف العرب على فلسطين أكثر مما أخاف اليهود! بل إننى أخاف العرب على دينهم ودنياهم جميعا، إن هناك تفاوتا اجتماعيا وسياسيا وحضاريا يجب أن يختفى على عجل، ولن يتحقق ما نصبو إليه حتى يستمسك العرب بالدين الذين شرفوا به أولا، ولن يشرفوا بغيره أبدا.
----------( يُتَّبع )----------
#محمد_الغزالي
#الحق_المر ج3
نشر في 21 أيلول 2018
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع