Facebook Pixel
مآرب اللصوص
824 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

بعض لصوص العرب الأقدمين كان يسرق ليقوت نفسه ومن يلوذ به من الفقراء، من هؤلاء العداء الماهر عروة بن الورد، ما هي قصته؟

كتاب : الحق المر - تأليف : الشيخ محمد الغزالي

الحلقة [587] : مآرب اللصوص

بعض لصوص العرب الأقدمين كان يسرق ليقوت نفسه ومن يلوذ به من الفقراء، من هؤلاء العداء الماهر عروة بن الورد الذى كان يغير على أصحاب الأموال ثم يعود من غاراته بغنائم يشبع منها الجياع ويؤوى الضائعين! وكان يقول لامرأته إذا نفد ما عنده:

ذرينى أطوف فى البلاد لعلنى .. أفيد غنى فيه لذى الحق محمل !!

كان ذلك فى الجاهلية الأولى، والشح مطاع والزكاة مجحودة، لا وحى ولا دين فتصرف الناس حسب غرائزهم وميولهم!

وسمعت فى طفولتى قصة تجرى على ألسنة الناس ، فإن امرأة ضعيفة قتل ابنها مظلوما فماذا تصنع؟ ذهبت إلى أحد الفتاك تبثه حزنها وتشكو عجزها وتناشده أن يقف إلى جانبها، فقال لها الشقى الكبير: سأقتل خصمك لله، لا آخذ منك شيئا..!!

قلت: إن المجرمين أحيانا يعدلون!

وتذكرت ما يجرى الآن فى الساحة العالمية من أحداث، ليس للوحى صوت مسموع ولا للعدل نداء مجاب، وكلمة الإنسانية غطاء جيد للمأرب والأهواء، فقد أغار الرفيق صدام حسين على السعودية والكويت وسارعت دول أوروبا لتقديم الغوث المنشود وحشدت الرجال والأموال لتحقيق هذه الغاية النبيلة.

وعلم الله أن " دول الخليج " استضافت الحلفاء القادمين ودفعت لهم عوضا سخيا عن كل جهد بذلوه فما خسر أحد شيئا بل إن فرنسا حققت أرباحا من هذه الحرب، وعندما وضعت الحرب أوزارها خرج الحلفاء منها وخزائنهم عامرة وذكرياتهم سعيدة!

وها هو ذا الرفيق "صدام" يعيد الكرة ويهدد الجيران.

وتحركت أساطيل الدول الكبرى بحرا وجوا، وشرع العداد يحسب التكاليف ويقدر الثمن المطلوب. إن قناطير مقنطرة من المال العربى سوف تضيع سدى، وستنتفخ جيوب الدول الكبرى أما العرب فسيذوق بعضهم بأس بعض، وينحدرون جميعا إلى البأساء و الضراء.

ما هذا الذى يقع؟ إنه الجزاء الطبيعى لأمة أهداها الله القرآن فرفضت العمل به والانقياد له إنها فتنة تدع الحليم حيران!

لقد وصف الله المسلمين إذا مكنوا فى الأرض بأنهم يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر فهل هم الآن يحققون هذه الغايات؟

لا غرابة إذا تخلى القدر عنهم.. إن الشعوب تدفع ثمنا غاليا لشهوات الاستعلاء عند بعض الرؤساء..

----------( يُتَّبع )----------
#محمد_الغزالي
#الحق_المر ج5
كلمة حرة
نشر في 06 تشرين الأول 2018
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع