لمحة عن حياة عالم الفيزياء النظرية (ستيفين هوكينغ) وكيف أمضى حياته الدراسية؟
لَقَدْ أتيتكَ أيها الفضاءْ!! (ستيفين هوكينغ)
ستيفين هوكينغ عالمُ الفيزياءِ النّظريّة، وُلِد في بريطانيا عام ١٩٤٢م لعائلةٍ علميّةٍ بامتياز. لكنّها كانت في ضيقٍ من العيشِ المادّي.
كان والدهُ طبيباً متخرّجاً من جامعةِ أكسفورد، وكذلك أمّهُ كانت من النساءِ القليلاتِ اللاتي ارتدنَ جامعةَ أكسفورد في الثلاثينيات. كانت عائلةُ هوكينغ شغوفةً بالعلمِ والمطالعةِ في كلّ تفاصيلِ يومهم حتّى أثناءَ سيرهم!
لم تكن بداياتُ عالِمنا في المدرسةِ استثنائيةً، فلم يكن طالباً مميّزاً، بل كان من الطّلابِ الأكثرِ سوءاً في صفّه!، ولَم يكنْ يقضِ وقتاً طويلاً في الدّراسةِ، حتّى أنّه ذكرَ أنّ معدلَ دراستهِ كان لا يتجاوزُ الساعةَ فقط!.
لكنّ شغفهُ وإبداعهُ كان خارجَ مدرستهِ،أثناءَ لعبهِ واستمتاعهِ مع أخوتهِ وأصدقائهِ، فيبتكرُ أشياءً عبقريّةً، فقد قامَ بتركيبِ كومبيوتر من أجزاءٍ معادٍ تصنيعها، كما ابتكرَ مداخلَ مختلفةً لِلدِّخولِ إلى بيتِ العائلة.
ربما هذا ما دعاهُ لتشجيعِ تلقي العلمِ بمرحٍ وبساطةٍ بعيداً عن التعقيد، فألّفَ عدةَ كتبٍ تحفُّز على تبسيط المحتوى العلميّ.
كان والدُ ستيفن يرغبُ بأن يدرسَ ابنهُ الطّبَ، لكنّ والدتهُ لاحظت تعلّقهُ الشديدِ بالنّجومِ والفلكِ والسماءْ.
التحقَ ستيفين بجامعةِ اكسفورد في عمرِ ١٧ عام . وكان يرغبُ في دراسةِ الرّياضياتَ، لكنّه اضطرّ إلى دراسةِ الفيزياءِ لعدمِ وجودِ ذَلِكَ الفرعُ في الجامعةِ، فاختصّ بالكونيّات.
و في عمرِ ٢٢ عام، أُصيبَ بمرضهِ ( التّصلّب الجانبيّ الضّموريّ) حيثُ أوصلهُ للشللِ التّامّ.
تزوّجَ في عام ١٩٦٥ م، من (جين والدْ) و أنجبا ثلاثةَ أبناءَ، طلّقها بعد أنّ تعرّفَ على ممرضتهِ (إيلين مايسون) حيثُ تزوّجها، لكنّه بعدَ مشاكل عدّةٍ معها، طلّقها وعادَ إلى زوجتهِ جين و أولاده.
تخرّجَ من الجامعةِ في ١٩٦٢م بدرجةِ الشَّرَف. وفِي عام ١٩٦٨م أصبحَ عضواً في علمِ الفلكِ في جامعةِ كامبريدج، وبدأ في هذه الفترةِ بنشرِ كتبهِ وأبحاثهِ ومؤلفاتهِ، و قد مُنِحَ ( الكرسي اللوكاسي في الرّياضيّات) وهي من أشهرِ وظائفِ التّدريس.
حصلَ على العديدِ من الجوائزِ، منها جائزةُ ألبرت أينشتاين، لكنّ الملفتَ للنظرِ أنّه لم يحصلْ على جائزةِ نوبّل.
و في عام ٢٠٠٧ م، كانت أولى خطواتهِ للسّفرِ إلى الفضاءِ، فظلّ على مدى ساعتينِ عائماً متحرّراً من كرسيّه المتحرّك وقال:( استطعتُ الحركةَ مراراً... أتيتكَ أَيُّهَا الفضاء).
كان يلقّب ( محبّ الثّقوبِ السّوداء) وقد أثبتَ أنّ هذه الثقوبُ لها نقطة بدايةٍ و يخرجُ منها إشعاعاتٍ سمّاها هو ( أشعةُ هوكينغ ) تيمّناً به.
كان مقتنعاً بفكرةِ أنّ البشرَ يَجِبُ أنّ يستوطنوا كواكبَ أخرى في المستقبلِ ويغادروا هذا الكوكبَ فقد باتَ عُرضةً لكثيرٍ من الأخطار!.
كما أنه يُؤْمِنُ بوجودِ فضائيينَ في الكون. وفِي ٢٠١٠م، عارضَ الفكرةَ القائلةَ بخلقِ الله للكونِ ، لأنه يُؤْمِنُ بفكرةِ الخلقِ التلقائيّ وقوانين الفيزياء هي التي ساهمتْ بذلكَ وَلَيْسَ أكثر!.
توفي ستيفين هوكينغ عن عمرٍ يناهزُ ٧٦ في ٢٠١٨/٣/١٤، بعد أن كان أطباؤهُ قد حكموا على مرضهِ أنّه سيقضي عَلَيْهِ بعد عامين ونصف!!