كارل ساغان العالِم الفلكي خبير الفيزياء والكواكب في نيويورك، شغفه الفلك والنجوم وطلب العلم
هو العالِم الفلكي خبير الفيزياء والكواكب ( كارل ساغان) وُلد عام ١٩٣٤م في نيويورك، وكان شغوفاً بالفلك والنجوم منذ نعومة أظفاره، إلى أن تخرّج من جامعة شيكاغو وانخرط في العلم الفضائيّ حيث أصبح مستشاراً لوكالة( ناسا) والمشرف على روّاد الفضاء في رحلة ( أبّولو) الفضائيّة. و كان له مساهماتٍ واضحةٍ في بناء المركبات الفضائيّة. كما كان له العديد من الأبحاث العلميّة التي ساعدت على استكشاف الفضاء والنّظام الشمسيّ ودراسة الإشعاعات الصّادرة عن الكواكب لتحديد ماهيتها و طبيعتها وتحديد إمكانية وجود حياةٍ عليها أو حتى إمكانية أن نتمكّن نحن البشر من العيش على تلك الكواكب، حيث كان ساغان يُؤْمِن بوجود حياةٍ على كواكب أخرى، من منطلق فكرة أنّه لا يقتنعُ بعظمة كِبَر هذا الكون الهائلة أن تكون لنا وحدنا نحن البشر، فلا بدّ من وجود غيرنا في هذا الكون الشاسع بامتداده!.
كما شجَّع فكرة إمكانيّة تحويل كوكب الزّهرة إلى كوكب قابل للعيش، و أَسّسَ جمعيّةً دوليّة غير ربحيّة أطلق عليها اسم ( جمعيّة الكواكب) هدفها العمل على الاستكشاف الفضائيّ.
تميّز هذا العالِم بتبسيط العلوم المعقّدة، سواء الفضائيّة أو الفيزيائيّة أو العلوم الطّبيعيّة وتفكيك المعلومة لتصل لعقل الصَّغير قبل الكبير، و هذا ما جذب الجماهير لأسلوبه الشّيّق في طرح برنامجه التّلفزيونيّ ( الكون) الذي عُرِض عام ١٩٨٠م، و الذي حصل على جوائز عدّة، ولإهتمام النَّاس البالغ بتلك السلسلة التّلفزيونيّة الشّهيرة، والتي أثارت لديهم الفضول الشَّدِيد للتعرّف على ما يمكن أن يكون خارج غلافنا الجوّيّ، عمد إلى تأليفه على شكل كتابٍ في متناول الجميع، فكان من الكتب الأكثر مبيعاً في التّاريخ!، حيث بيعَ على مدار ٧٠ أسبوعاً متواصلاً بنسبة مبيعاتٍ وصلت إلى ٥ ملايين نسخة!.
نال ساغان العديد من الجوائز والأوسمة، كما ألّف روايةً واحدةً بعنوان ( تواصل) والعديد من المؤلفات و الكتب العلميّة، التي باتت دليلاً مهماً للبشريّة جمعاء لفكّ شيفرة ذلك الكون الهائل من حولنا. من أهم كتبه ( بلاييين بلايين) ( نقطة زرقاء باهتة) ويقصد بهذا العنوان عالمنا الأزرق الذي قال معبّراً عن تكوينه:
( النيتروجين في أحماضنا النووية والكالسيوم في أسناننا والحديد في دمنا والكربون في فطيرة التفاح، تكوّنت في بُطُون النُّجُوم المنهارة. نحن مكونون من بقايا النُّجُوم)
توفي ساغان ١٩٩٦م بعمر ٦٢ عاماً بمرض إلتهاب الرئة الذي لازمه لفترة طويلة، و قد كان أباً لخمسة أبناءٍ من ثلاثة زوجاتٍ، صرّحت إحداهنّ أنّ كارل كان يقدّر الحياة كثيراً، لأنّه يُدرك كم هي قصيرةٌ وثمينة، فكان يعيش اللحظة تماماً رغم انتظاره لِما كان يسمِّيه الفراق الأخير!.
و بالفعل فارق كارل ساغان عالمنا بفراقٍ أخير، لكنّه لا زال حاضراً موجوداً بعلمه و أبحاثه وأفكاره، فلا وداع مع علمٍ يُنْتفَع به كل لحظة!.