Facebook Pixel
297 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

لا تدعه كتاباً على الرف ليكن مفتاحك ودرعك ووسادتك وبوصلتك ورادارك ولا تكن بخيلا على حياتك. فتحدد وتقسم. ولا تقرأ بعدها إلا جزء واحدا كل يوم بل انطلق، كالمهر الحر، في البراري الفسيحة.​وليكن الأفق سرجك ولجامك

والقرآن..​

أقول لك منذ الآن. لا تتعامل معه كالمرابي اليهودي إياه – لا تقف منذ أول يوم في رمضان وتقول: جزء كل يوم، والختمة المعتادة نهاية الشهر.​

لو كان ذلك ينفع، لنفع!.​

أقول لك: لا تضع حدودا ولا حواجز ولا عوائق أمامك..​
إنما وضعت التقسيمات –إلى أجزاء وإلى أحزاب– لتسهل الانطلاق (في الحفظ) لا لتعيقه..​

فانطلق إذا.. كالمهر الطليق في براري الضياء.. لا حواجز ولا عوائق..​
انطلق بلا حدود أيها الفارس العتيد واستغل أن الخيول تجهل قوانين المرور..​
لا "قف" ولا "تمهل" لا "طريق وعر" ولا "منحنى خطر"..​
وحلق فيه عاليا، لا تدع النسر الرابض على كتفيك يتقاعد..​
لن يرهقك التحليق صعودا. بل سيريحك، في كل مرة أكثر.​
دعه يتقدم في مجاهلك ومغاورك وعقدك ومخاوفك..​
دعه يطرد الخفافيش التي عششت منذ أجيال في زواياه..​
دعه يطرد –بنوره– تلك الظلمة الكئيبة.. وذلك الحزن المقيم..​
افتح له نوافذ قلبك، أزح الستائر المسدلة والأغطية العتيقة..​
انفض برياحة الغبار المتراكم على صماماتك، ولتعمد الشمس نفسها في حياتك..​
فليتقدم، كما الربيع- ليكون فصلك الأساسي والنهائي، بعدما تعاقبت على حياتك الفصول تلو الفصول: فصل الزمهرير، فصل الخيبة، فصل اليأس، فصل السبات، دواليك..​
ليكن ربيعا لقلبك: تزهر فيه الأغصان الجرداء.. وتخضر الأرض القاحلة..​
وتطلق النوارس فيه صرخات العودة..​

أقول لك: دعك من حسابات المرابي اليهودي وخذ الأمر بشكل شخصي جدا.​
اعتبر أنه قصة حياتك. وبين دفتيه اعرف لتغترف..​
قل لنفسك: نعم. هنا وضعك الله في الاختبار. هنا فشلت. هنا أزلك الشيطان. وهنا أخرجك من الجنة.​
وقل لنفسك: وهنا هداني الله. هنا عدت إليه. وهنا تبت إليه وطرقت أبوابه، وهنا قبلني وفتح لي أبوابا ما أغلقها قط..​
وقل لنفسك: وهنا سوف أهاجر، وهنا سوف أصبر، وهنا سوف أوجه وجهي إليه، أسلم نفسي إليه.​
وهنا سوف يعزني بعد ذل. ويقويني بعد ضعف. ويغنيني بعد حاجة…​
ليكن قصة حياتك، تستكشف فيه ما سيطلع لك.. ويكذب المنجمون دوما لكن يصدق هو..​
اقرأه بلهفة من استطاع أن يطلع على الغيب ويريد أن يعرف ماذا سيحصل له..​
ليكن شخصيا جدا: لتكن أسباب نزوله، أسباب صعودك.​
عندما تقرؤه دعه يقرأك… ​

لا تدعه كتابا على الرف: ليكن مفتاحك ودرعك ووسادتك وبوصلتك ورادارك..​
ولا تكن بخيلا على حياتك. فتحدد وتقسم. ولا تقرأ بعدها إلا جزء واحدا كل يوم..​
بل انطلق، كالمهر الحر، في البراري الفسيحة.​
وليكن الأفق سرجك ولجامك..​

#الذين_لم_يولدوا_بعد
#ضوء_في_المجرة
#أحمد_خيري_العمري
د.أحمد خيري العمري
نشر في 06 أيّار 2019
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع