1451 مشاهدة
0
0
المسلمـون بقيـادة السلطـان العثمانـي مـراد الثـاني يسحقـون الحملـة الصليبيـة الأوربيـة عنـد مدينـة فارنـا في واحـدة من المعـارك الفاصلـة في التاريـخ
في مثل هذا اليوم في العاشر من نوفمبر تشرين الثاني سنة 1444 ... المسلمـون بقيـادة السلطـان العثمانـي مـراد الثـاني ... يسحقـون الحملـة الصليبيـة الأوربيـة عنـد مدينـة فارنـا في واحـدة من المعـارك الفاصلـة في التاريـخ ...كانـت الدولـة العثمانيـة قد ثبتت أقدامهـا في البـر الأوربـي منـذ قضـاء السلطان بيـازيـد الأول على الحملـة الصليبية في معركة نيقوبوليس سنة 1396 ... و لكن الحروب استمرت مع مملكة المجر التي أصبحت على تماس مباشر مع العثمانيين ... خصوصاً في عهد السلطان مراد الثانـي الذي تلقى عدداً من الهزائـم أمام الجنرال المجـري الشهيري هونيادي ... و اتفق الطرفان أخيراً على عقد هدنـة بعد الحرب المنهكة تستمر لعشر سنوات ..
و بعـد عقد الهدنة .. توفي علاء الدين ابن السلطان مراد ... فحزن عليه حزناً شديداً و انعزل عن السياسة و تنازل عن الحكم لولده السلطان محمـد الفاتح ذو ال 12 ربيعاً ... و ما أن تولى السلطان الفاتح عرش السلطنة .. حتى رأت القوى الأوربيـة في ذلك فرصة لاكتساح الدولة العثمانية و أراضيها في أوربـا ... فتحرك الكاردينال جوليـان سيزاريني ليقنـع ملك المجـر فلاديسلاف الثالث بضرورة خرق المعاهدة و نكثها و أن ذلك لس إثماً دينياً .. و بدأ التنسيق بين البابا يوجين الرابع و جمهورية البندقية و مملكة المجـر على تشكيل حملة صليبية توجه ضربة قاصمة للعثمانييـن .. و بدأ حشـد القوات من كل مكان .. حيث شاركت قوات بابوية و مجرية و والاكية .. و انضم مقاتلون ألمان و بيزنطيون و من التشيك و بولندا و كرواتيا و ليتوانيا .. و أسندت القيادة لملك المجر و هونيادي ..
توجهت سفن جمهوريتا جنـوى و البندقية و الدولة البابوية و فرضت حصاراً على مضيق الدرندنيل ... و بدأت الحملة الصليبية بالتحرك شرقاً باتجاه فارنـا على ساحل البحـر الأسود .. حيث بدأت الهجوم على أراضي البلغـار .. خارقة المعاهدة و ناكثة بالعهد مع الدولة العثمانيـة ...
و نظـراً لصغر سن السلطان الفاتح و انعدام خبرته .. طالب مجلس الشورى بعد مناقشة السلطان .. بعودة السلطان مـراد لقيادة الدولة في هذا الظرف المصيري ... فحشد جيشه و زحف باتجاه فـارنا من أدرنة ..
و في مثـل هذا اليـوم التحم الجيشـان في قتال عنيـف بدأ بهجوم خيل المسلمين للفرقة الكرواتية و تشتيتها و من ثم إيقاعها في كمين محكم نصبته العساكر الأناضولية في الجيش العثماني ليتم سحقها بالكامل .. و بعد ذلك نفذ فرسان السباهية هجوماً اختل به الجيش الصليبي .. فقرر ملك المجر أن يهجم بنفسه إلى قلب الجيش العثماني ليصل للسلطان مراد نفسه ... لكن تم حصد قواته من قبل الإنكشارية ثم قتل هو نفسه أمام خيمة السلطان ... و قتل الكاردينال سيزاريني مع اعداد كبيرة على ضفاف بحيرة فارنا .. و من ثم أجهز المسلمون على القوات البولونية و هرب هونيادي بقلة ممن معه و تم النصـر المؤزر للمسلميـن بعد أن انتهت الحملة الصليبية بين قتيل و أسير ...
كان هذا النصر ضربة مدوية للقوى الأوربيـة و المسمار ما قبل الأخير للقضاء على الإمبراطورية البيزنطيـة .. حيث سحق السلطان مراد الجيش المجري مرة أخرى في معركة كوسوفو الثانية ... و ما هي إلا 9 سنوات و السلطان محمـد الفاتـح يدخـل بجواده بوابـة القسطنطينيـة فاتحـاً ..
في اللوحة : فلادسيلاف الثالث ملك المجر و بولندا صريعاً أمام السلطان مـراد الثاني بعد النصر ..
نشر في 10 تشرين الثاني 2016