1992 مشاهدة
1
0
وقعت واحدة من أهم المعـارك أثراً في التاريـخ و هي معركـة أوطلوكبلي بين الجيـش العثمانـي بقيـادة السلطان محمـد الفاتـح وجيش مملكة الآق قويونلو، المعركة الفاصلة والرهيبة
في مثـل هذا اليـوم في الحادي عشر من آب أغسطس من عام 1473 للميلاد .. وقعت واحدة من أهم المعـارك أثراً في التاريـخ .. و هي معركـة أوطلوكبلي .. بين الجيـش العثمانـي بقيـادة السلطان محمـد الفاتـح .. و جيش مملكة الآق قويونلو ( الخرفان البيض ) ..هذه المعركـة الفاصلة و الرهيبـة .. جاءت تتويجاً للحـرب الشاملة التي شنتها أكثر من 25 دولـة تحالفـت جميعها ضد الدولة العثمانيـة و صممت على القضاء عليها ..
السلطان محمـد الفاتـح بعد انتصاره التاريخي و فتحه للقسطنطينية و قضائه النهائي على الإمبراطورية البيزنطية .. بدأ الصدام ضد القوى الأوربية التقليدية ذلك الوقت ... كممالك الصرب و البوسنة و المجر و جمهورية البندقية .. و لم تستطع كل هذه الدول وقف زحفه المؤزر و مسيرته الظافرة ... فعانت جيوشها من هزائم مدوية أمام حملاته السلطانية و تساقطت القلاع و المدن تباعاً أمامه ..
تضايقت الحلول أمام الدول الأوربية .. و رتبت البندقيـة أكثر من 10 محاولات لاغتيال الصقر العظيم ... و جميعها فشلت فيها .. و على ذلك اتفقت الدول الأوربية عام 1468 على إقامة حلف كبير لسحق الدولة العثمانية و إنهائها .. و بدأ التواصل مع دولة آق قويونلو و توالت السفارات بين تبريـز و البندقية ..
دولة آق قويونلو هي دولة تركمانية مثل الدولة العثمانيـة .. كان جوهرها في إيران الحالية .. و حدودها تمتد من حدود أفغانستان حتى هضبة الأناضول .. و كانت منافساً كبيراً للدولة العثمانية .. و هي من مخلفات إمبراطورية تيمورلنك الكبيرة .. و كان سلطانها أوزون حسن يلقب بالتركي الصغير عند الأوربيين ... و السلطان الفاتح لقبه التركـي الكبير ... و من هذين اللقبين يتبين مدى الصراع بين الشخصيتين التاريخيتين ... و على هذا تواصل الأوربيون مع هذا السلطان لإقامة تحالف كبير يطعن الفاتـح من الخلف و يساعد في تحقيق هزيمة محققة للدولة العثمانية ..
السلطان محمد الفاتـح .. صاحب الشخصية الفذة و أعظم سلاطين الترك على مر تاريخهم قرر مواجهة جميع هذه الأحزاب برباطة جأش .. و توجيه الضربات لهم بشكل متتال و منفرد ... فسحق جمهورية البندقية في عدة معارك كبرى في اليونان .. ثم التفت للتهديد الخلفي المتمثل بأوزون حسن ... فحشد جيشه من 190 الف مقاتل و خرج به من إسطنبول ...
كان أوزون حسن مغتراً بقوته و سطوة جيشه خصوصاً بعد أن تمكن من هزيمة خانين من خانات اسيا الوسطى و قتلهم ... و اعتقد أنه سيسحق السلطان الفاتح و يأسره كما أسر تيمورلنك السلطان بيازيد الصاعقة .. كما أرسل إلى ملوك أوربا يؤكد لهم أن سينتصر و يطلب منهم أن ينقضوا على الأراضي العثمانية في البلقان فور إبادته للجيش العثمانـي حتى لا تقوم للدولة قائمة ..
على نقيض هذا الغرور .. كان السلطان الفاتح رحمه الله واقعياً .. ذو قرارات جريئة .. حذر و لا تفتر له عزيمة ..
و في مثل هذا اليـوم عام 1473 التحـم الجيشان في هضبة الأناضول في معركة عنيفة و كان السلطانين في مقدمة جيشاهما .. و كان جناح الجيش العثماني يقوده الأمير بيازيـد الثاني و الذي سيخلف أباه الفاتـح ..
أبادت المدفعية العثمانية جيش أوزون حسن ... و دمرت وحدات الصاعقة انتظام صفوف جيشه على الرغم من شجاعة فرسانه و خيالته ... و وصل الأمير بيازيـد إلى خيمته السلطانية إلا أنه ترك ميدان المعركة هارباً إلى عاصمته ... و حسم السلطان الفاتـح الجولة لصالحه و قضى على أخطر خصومه على الإطلاق ... و كانت تلك كارثة مفجعة على الأوربييـن .. إذ تفرغ السلطان الفاتـح لهم و بدأ بحملات جديدة قلبت كيانهم رأساً على عقب .. حتى فرض على جمهورية البندقية سلماً باهظ الثمن وفق شروطه ... و أصبح رمزاً للرعب لدى السلالات الأوربيـة .. و كانت حملته الأخيرة و الحاسمة التي جهزها قد بدأت لفتح إيطاليا .. حيث نزل الجيش العثماني في جنوبها و استولى على عدة مدن ... و كان الفاتـح يرى نفسه الوريث الرسمي لقيصـر رومـا في أوربـا و بالتالي فمن حقـه أن تكون القسطنطينية و رومـا تحت حمايته و سلطانه .. إلا أن أجله وافاه عام 1481 للميلاد قبل تحقيق ذلك .. فيما تقول المصادر التاريخية أنها عملية اغتيال نفذها عميل لجمهورية البندقية في بلاط السلطان ...
نشر في 12 آب 2018
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع