1198 مشاهدة
0
1
هذه المعركة من أعظم معارك المسلمين ضد الصليبين ولكنها لم تشتهر في كتب التاريخ، على الرغم من أن فيها كل عناصر الاشتهار التي وجدت في حروب فتح الرها
معركة (تل حارم) في الشام عام 559 هجرية------------------------؛--------------------------
هذه المعركة من أعظم معارك المسلمين ضد الصليبين ولكنها لم تشتهر في كتب التاريخ، على الرغم من أن فيها كل عناصر الاشتهار التي وجدت في حروب فتح الرها سنة 539هـ، ومعركة دمشق 543هـ، وحطين 583هـ وغير ذلك ولكنها لم تشتهر بسبب موقع المعركة وهو تل حارم، ويقع بجنوب غرب أنطاكية في أقصى شمال الشام.
وكان سبب هذه المعركة العظيمة أن الملك العادل نور الدين محمود قد تعرض لهزيمة طارئة يوم البقيعة سنة 558هـ من الصليبيين جعلته يقسم ألا يستظل بسقف حتى يأخذ بثأره وثأر الإسلام من الصليبيين، وأخذ في الاستعداد بقوة لفتح تل حارم وقلعتها الحصينة التي تتحكم في الطريق بين أنطاكية وحلب وحمص، وكاتب نور الدين أمراء الشام ليأتوا بجنودهم، فأرسل لأخيه قطب الدين مودود أمير الموصل والجزيرة، واجتمعت الجيوش الإسلامية وتوجهت لحصار تل حارم.
في المقابل اجتمع الصليبيون خاصة أمراء الساحل وبالغوا في تقوية جيوشهم وحشد أبطالهم وشجعانهم ورهبانهم وقساوسهم، والجميع تحت قيادة أمير أنطاكية «دي كورتناي» ومعه شيطان الفرنج «ريمون الثالث» أمير طرابلس، وأشد الناس شكيمة على المسلمين، واستعدوا للدفاع عن تل حارم.
وفي يوم 26 رمضان سنة 559هـ التقى الجيشان الإسلامي والصليبي عند تل حارم، وقد وضع نور الدين خطة ذكية في القتال؛ تقوم على استدراج فرسان الصليبيين لمطاردة وهمية مع ميمنة المسلمين التي ستنهزم من أمامهم، فينفرد بقية الجيش الإسلامي بمشاة الجيش الصليبي، فإذا فرغوا منهم، استدارت ميمنة المسلمين المنهزمة وعادت للقتال، فيقع فرسان الجيش الصليبي في الكماشة وهو ما نجح بالفعل، وقتل عشرة آلاف صليبي، ووقع في الأسر عظماء الأعداء وقادتهم مثل «دي كورتناي»، و«ريمون الثالث»، و«رينالد دي شانيون» المعروف بأرناط، ومقدم الداوية فرسان المعبد، وكان يومًا عظيمًا، انكسر به الصليبيون لفترة طويلة
نشر في 25 كانون الأول 2015