2103 مشاهدة
0
0
سمــعت صـوتا هاتــفا فى السحـــر نادى من الغــــيب غفاة البشر هبوا املأوا كــأس المــــنى قبل أن تملأ كأس العـــمر كف القدر لا تشـــغل الـــــبال بماضى الزمان ولا بـــــآت العيش قبل الأوان
سمــعت صـوتا هاتــفا فى السحـــرنادى من الغــــيب غفاة البشر
هبوا املأوا كــأس المــــنى قبل أن
تملأ كأس العـــمر كف القدر
لا تشـــغل الـــــبال بماضى الزمان
ولا بـــــآت العيش قبل الأوان
واغنم من الحـــــاضـــر لــــــــذاته
فلـــيس فى طبع الليالى الأمان
غد بظـــهر الغـــيب والــــيوم لــى
وكم يخيب الظـن فى المقــــبل
ولســــــت بالغافـــل حـــــتى أرى
جمال دنـــــــياى ولا أجتـــــلى
القـــلب قـــد أضناه عشق الجــمال
والصدر قد ضاق بما لا يقــال
يـــــارب هل يرضـــيك هذا الظما
والماء يــــــنساب أمامى زلال
أولى بهذا القـــلب أن يخفــــــــــق
وفى ضـــرام الحب أن يحرق
ما أضيع الـــيوم الذى مـــر بــــى
من غير أن أهوى وأن أعـشق
أفـــق خفـــيف الــظل هذا السـحر
نادى دع الـــــــنوم وناغ الوتر
فــــما أطـــال الـنوم عـــــمرا ولا
قصر فى الأعمار طول السهر
فـــــكم تــوالى اللــــيل بعد النهـار
وطال بالأنــــــــجم هذا المدار
فامش الهـــوينا ان هـــــــذا الثرى
من أعين ساحـــــرة الإحورار
لا توحش النــــفس بخوف الظنون
واغنم من الحاضر أمن اليقين
فقد تســـاوى فى الثرى راحل غدا
وماض من الوف الســـــــنين
أطفىء لظى القلب بشهد الرضاب
فإنما الايـــــــام مثل السحاب
وعــــيشنا طيف خيال فنل حظك
مــــــنه قبل فوت الشــــــباب
لبست ثوب العيش لم استشـــــــر
وحــــــرت فيه بين شتى الفكر
وسوف انــــضو الثوب عنى ولم
ادرك لمــــــاذا جئت اين المفر
يا من يحـــــــار الفهم فى قدرتك
وتطلب النفس حمى طاعـــتك
اســــكرنى الإثـــــــــــــم ولكننى
صـــحوت بالآمال فى رحمتك
إن لم أكن اخلصـــت فى طاعتك
فإننى أطمع فى رحمــــــــــتك
وانمــــــــــا يشـــــفع لى اننى قد
عـــــشت لا أشرك فى وحدتك
تخفى عن الـــــناس سنى طلعتك
وكل ما فى الـكون من صنعتك
فأنت محـــلاه وأنت الــــــــــذى
تـــرى بديــع الصنع فى آيــتك
إن تفصل القطــــــرة من بحرها
ففى مــــــــــــداه منتهى أمرها
تقاربت يارب ما بيننــــــــــــــــا
مسافة البعد على قــــــــــدرها
ياعالم الأســـــــرار علم الـــيقين
ياكاشف الضر عن البائسيــــن
ياقابل الأعـــــذار عدنا الى ظلك
فاقـــــــبل توبـــــة التائبيــــــن
نشر في 28 حزيران 2015