888 مشاهدة
0
0
إن العرب يزهدون فى الانتماء الإسلامى ويحسبون العلمانية هى النزعة التى تجمعهم بسائر الناس. وهيهات، فقد كشر التعصب عن أنيابه، وتهيأ لافتراسنا من كتاب الحق المر للكاتب محمد الغزالي
كتاب : الحق المر - تأليف : الشيخ محمد الغزاليالحلقة [607] : السقوط من عين الله
لم تكن هيئة الأمم المتحدة عادلة ولا مصيبة ولا موفقة عندما ارتدت عن قرارها السابق بأن الصهيونية شكل من أشكال العنصرية!
ما الفرق بين دولة النازى وفلسفته ودولة إسرائيل وفلسفتها؟ كان هتلر يرى الدم الجرمانى أنقى وأرقى من سائر الدماء، وكان يرى حقه سيادة العالم، وكان يصيح: ألمانيا فوق الجميع، وقد اضطهد اليهود وقتل منهم الألوف وجعل بقاءهم فى ألمانيا مستحيلا..
وهذا الذى صنعه النازى هو الذى يكرره اليهود مع العرب، فقد طردوهم من أرضهم، وهدموا عليهم بيوتهم وصنعوا مذابح رهيبة على آماد متتابعة بدعوى أنهم أحق بالأرض من العرب لأنهم شعب الله المختار الموعود بهذا الميراث كى يقيم عليه مملكته المقدسة!!
الفارق بين اليهود والألمان هو أن مزاعم اليهود تستند إلى نص سماوى- كما يقولون- أما التفوق الجرمانى فهو دعوى أرضية سنادها جنون العظمة وحسب!
اليهود يصرخون: نحن شعب الله المختار، وقد فضلنا على العالمين! ولنا أن نمحو العرب من فلسطين لنثبت عليها أمتنا وحدها، ولنا أن نجلب بنى جنسنا من أرجاء الأرض ليحتلوا كل شبر هنا، أما أصحاب الأرض الأصلاء فليرحلوا حيث شاءوا فرارا من الموت وليعيشوا لاجئين منبوذين فى كل مكان.!
إذا لم تكن هذه دعوى عنصرية، فما تكون العنصرية إذن؟
والغريب أن يصدر هذا الارتداد من هيئة الأمم وقضايا العرب تتدحرج على الثرى فى غير اكتراث! ليس لها من يدافع عنها من أصحاب السلطان أما الصلف اليهودى فقد جاوز الحدود! يدعى القوم إلى حديث فى الصلح فيكونون آخر من يحضر، وأول من ينصرف، وأبعد من يستجيب لتفاهم، ويظل العرب أياما قبل حضورهم ينتظرون ، بعد انصرافهم يتساءلون! وتجىء الأنباء من هيئة الأمم المتحدة بأن اليهود ناس طيبون ليسوا عنصريين ولا أنانيين فيعلم من يجعل أن الحق للقوة، وأن الغلبة للجسور.
والناس من يلق خير قائلون له .. ما يشتهى، ولأم المخطىء الهبل!!
وهكذا تسقط الأخلاق، وتستخفى المثل، ويستوحش أهل الحق ويتحقق أمام أعيننا قوله تعالى: (وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون) إننى أسائل إخوانى العرب: تعلمون أن أكثر من 60% من مياه الرى فى إسرائيل تسرق من سوريا ولبنان والأردن فهل تظنون أرشدكم الله أن إسرائيل تصطلح معكم وتكف عن السرقة وتتوب إلى الله؟ أم أنها ستأخذ هذا الماء هدية منكم ويتبدل الاسم فقط؟
إن إسرائيل لا تمل من تكرار تشبثها بما نالت برا وبحرا وجوا، والدول العظمى وافقت على سحب اتهامها بالعنصرية، ومن ثم فأنا أسائلكم.
هل سيظل الإسلام يعيش على هامش تفكيركم بينما تعيش اليهودية فى سويداء قلوب أصحابها؟
إن اليهود يسجلون غيابهم يوم السبت لأن العمل فيه حرام، فهل تسجلون غيابكم يوم الجمعة لأداء صلاة فى مسجد، أو نعتبركم مسافرين فتؤدون الصلاة فى بيوتكم؟ إنكم أسقطتم الإسلام من حسابكم فليس غريبا أن تسقطوا من عين الله !!
بعضكم جرب التوكل على الاتحاد السوفيتى فها هو ذا قد ضاع. فهلا جربتم التوكل على الله وقررتم العودة إليه والتجمع تحت رايته، وإعادة بناء الأمة على قواعدها الدينية وقيمها الإسلامية المهملة؟؟
إن العرب يزهدون فى الانتماء الإسلامى ويحسبون العلمانية هى النزعة التى تجمعهم بسائر الناس. وهيهات، فقد كشر التعصب عن أنيابه، وتهيأ لافتراسنا.
----------( يُتَّبع )----------
#محمد_الغزالي
#الحق_المر ج5
نشر في 07 تشرين الأول 2018
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع