Facebook Pixel
ماذا ننتظر؟
958 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

بعضهم يحسب المتدينين أصحاب فكر غيبى غبى لا يثبت على تجربة أو اختبار، وأنهم جامدون على تراثهم لا ينفكون عنه على كثرة المحاولات معهم، من كتاب الحق المر للكاتب محمد الغزالي

كتاب : الحق المر - تأليف : الشيخ محمد الغزالي

الحلقة [466] : ماذا ننتظر؟

بعضهم يحسب المتدينين أصحاب فكر غيبى غبى لا يثبت على تجربة أو اختبار، وأنهم جامدون على تراثهم لا ينفكون عنه على كثرة المحاولات معهم..!

أنا أكره التدين من هذا النوع وأرفض أصحابه، ولكنى أشد كراهية لقبيل من الناس صلتهم بأوروبا كصلة الجاهليين القدامى باللات والعزى، يمشون وراءها فى كل طريق مهما كان وعرا، ويؤيدونها فى كل شأن مهما كان سخيفا...

وأنا منذ شهور أحس بالقلق العام الذى يسود المجتمع لكثرة الجرائم، وتعدد صورها، وعجز القانون المستورد عن مقاومتها، ومع ذلك لا نفكر فى تغييره بما هو أفضل وأشرف؟ لأنه أوروبى!

هذا شاب فى السابعة عشرة من عمره، قتل صبيا وفسق بأخر؟ حكم عليه بالسجن لأنه حدث، والحدث فى شريعة القانون الأوروبى من كان دون الثامنة عشرة من عمره؟ فهذا لا ينفذ فيه العقاب الطبيعى.

ولست أدرى ما يكسبه المجتمع من الحرص على حياة شاب فاسق قاتل؟ ولماذا لا تنفذ أحكام الشريعة فى ربط التكاليف بسن البلوغ، وللبلوغ شاراته المعروفة، إن محمد بن القاسم فاتح الهند كان فى الثامنة عشرة من عمره ـ والتأريخ بالهجرى ـ أى أنه كان أكبر بشهور من هذا المجرم المعفو عنه.

وسوف يذهب المجرم إلى السجن ليخرج أكثر شذوذا وأضرى أخلاقا! فماذا كسبنا؟ وقد يكون القاتل ارتكب جريمته دون سبق إصرار، فيعاقب بالسجن سنين عددا ثم يخرج...

ومنذ أيام خرج قاتل بعد قضاء المدة المحكوم بها، وكان ابن القتيل يتربص به، فاقتص منه، وقبض رجال الشرطة عليه، وسوف تتكرر المأساة مع أحكام القانون القائم فى عشرات المدن والقرى.

وقرأت قصة ابن البواب الذى تسلل إلى الشقة ليسرقها، فوجد ساكنها التاجر أمامه، فأطبق على عنقه يعتصره حتى قتله وهرب!

قلت: سيجد من يدفع عنه بأنه لم يكن مترصدا، ويبعده عن حبل المشنقة!!

الشريعة تقول: من قتل عمدا يقتل، فمن أين اخترعت هذه الشروط؟ وماذا كسبنا من احترامها إلا وقوع جرائم القتل بالآلاف؟ وعدم تنفيذ القصاص إلا آحادا..؟

لقد كثرت جرائم السطو المسلح، وقطع الطريق واغتصاب الفتيات، فهلا جربنا حكم الشارع الحكيم، فقتلنا وصلبنا؟؟ جربوا ذلك دون احترام لرأى الأوروبيين، الذين ألغوا القصاص جملة وتفصيلا، وأباحوا اللواطة والزنا كذلك جملة وتفصيلا! إن القيمة العقلية والخلقية لآراء هؤلاء الناس صفر، ومتابعتهم بلاهة ودمار..

إن التساهل مع المجرمين زادهم ضراوة، وجعل حبل الأمن مضطربا، فما يأمن أحد على نفسه فى ظلام الليل، أو وحشة النهار..

والأوروبيون يعصون كتابهم المقدس بهذا التفريط، ولديهم شريعة السن بالسن والعين بالعين، فإذا رأوا بعد اضطراب إيمانهم أن يلغوا أحكام ربهم ويسيروا وفق شهواتهم فمالنا ولهم؟ ولماذا نتابعهم وقد قال الله لنبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم وإن كثيرا من الناس لفاسقون * أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون)

هل ننتظر حتى ينقطع الطريق بين المقطم ووسط العاصمة؟ هل ننتظر حتى ينقطع الطريق بين مصر الجديدة والقاهرة؟ ماذا نخاف إذا نفذنا شريعة الله؟ أن يجئ خواجة ملتاث سكران فيقول لنا: أنتم متخلفون!! أو يجئ آخر مستباح العرض فى الليالى الحمراء أو فى وضح النهار؟ ليقول لنا أنتم متوحشون!!

إن للأوروبيين بعض المزايا العمرانية، أما وراء ذلك فلا... ولا كرامة.

----------( يُتَّبع )----------
#محمد_الغزالي
#الحق_المر ج4
كلمة حرة
نشر في 30 أيلول 2018
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع