Facebook Pixel
المغالطات!
667 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

وإلى أن تنتهى هذه الدنيا سوف يبقى الخصام شديدا بين المؤمنين والكافرين، يرى الملاحدة أنهم أرقى عقلا وأرحب أفقا ويرى المؤمنون أنهم أعرف بالله وأدنى إلى مرضاته

كتاب : الحق المر - تأليف : الشيخ محمد الغزالي

الحلقة [616] : مغالطة!

للمجرمين منطق عنيد يقلب الحقائق ويجعل المتهم بريئا والبرىء متهما. وكأن نعمة البيان التى وهبها الله للإنسان تحولت عن غايتها فأمست للتغطية بدل التجلية وللتزوير بدل التوضيح!

رأيت ذلك فى الحوار الذى وقع بين فرعون وموسى، كما رأيته بعد ذلك فى كل حوار يقع بين المحقين والمبطلين.

يقول موسى لفرعون: (قد جئتكم ببينة من ربكم فأرسل معي بني إسرائيل).

وما يطلبه موسى واضح أن يستخرج بنى إسرائيل من مصر بعدما كشفت الأيام عن استحالة بقائهم فيها، وتبقى مصر عندئذ لأهلها وحدهم ولكن فرعون يرد قائلا ـ بعد هزيمة السحرة ـ : (قال فرعون آمنتم به قبل أن آذن لكم إن هذا لمكر مكرتموه في المدينة لتخرجوا منها أهلها فسوف تعلمون).

ثم يمضى فى منطقه الكذوب قائلا : ( ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد).

فرعون يخاف من موسى أن يظهر فى الأرض الفساد!!

ومرة أخرى يقول فرعون لموسى وأخيه هارون : ( أجئتنا لتلفتنا عما وجدنا عليه آباءنا وتكون لكما الكبرياء في الأرض وما نحن لكما بمؤمنين * وقال فرعون ائتوني بكل ساحر عليم ).

إن موسى يبدو فى هذا الحوار متهما مقلقا للأمن أما فرعون فهو معتدى عليه أو مدافع عن نفسه وقومه !!

هل عرفت النسب التاريخى لما يقال الآن من أن الإرهاب العربى يهدد الوجود اليهودى فى فلسطين؟

العرب المطرودون من بيوتهم فى العراء يهددون اليهود الذين اغتصبوا البيوت وطردوا منها أهلها!!

وقد تكرر هذا المنطق فى صدر الدعوة الإسلامية فإن أبا جهل- فرعون هذه الأمة- قال عندما التقى الجمعان فى بدر: "اللهم أينا كان خيرا عندك فانصره. اللهم انصر أهدى الفريقين وخير الفئتين. اللهم من كان أفجر وأقطع لرحمه فأحنه اليوم!!

كان أبو جهل يرى أنه صاحب حق وأن المسلمين على باطل! (إن الذين لا يؤمنون بالآخرة زينا لهم أعمالهم فهم يعمهون * أولئك الذين لهم سوء العذاب وهم في الآخرة هم الأخسرون) .

وإلى أن تنتهى هذه الدنيا سوف يبقى الخصام شديدا بين المؤمنين والكافرين، يرى الملاحدة أنهم أرقى عقلا وأرحب أفقا ويرى المؤمنون أنهم أعرف بالله وأدنى إلى مرضاته..

وهذا الوضع يوجب علينا مزيدا من الرسوخ والمقاومة، ومزيدا من الثقة فى الله والتوكل عليه، إننى أنظر إلى ما يدور من جدال بين أعضاء الأمم المتحدة، فأشعر بأن المحامين عن الحق محتاجون إلى مقادير أكبر من الثبات والإيضاح، ولكن الشعوب التى يمثلونها يجب أن تشد أزرهم باليقظة والكفاح حتى لا يقول أحدهم:

ولو أن قومى أنطقتنى رماحهم .. نطقت ولكن الرماح أجرت!
أى ربطت لسانى!

فلتعرف الشعوب واجبها ولتنهض به مهما كان ثقيلا .

----------( يُتَّبع )----------
#محمد_الغزالي
#الحق_المر ج5
كلمة حرة
نشر في 08 تشرين الأول 2018
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع