2397 مشاهدة
0
0
إننى أعانى الأمرين فى هذه الأيام من أناس لا يحسنون فهم تأليف أرضى لبشر عادى، ئم يجيئون بعجزهم هذا إلى كتاب الله، كى يلبسوا الحق بالباطل
كتاب : الحق المر - تأليف : الشيخ محمد الغزاليالحلقة [464] : من نسخ الآية؟
إذا انتشر القصور فى الفكر والفوضى فى الحكم فلن يصح فى الأذهان شراء.. جلس رجل يفسر القرآن للناس ، فقال : إن الآية الموجودة فى سورة البقرة (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين) منسوخة، وقد أكد الصحابة رضوان الله عليهم هذا النسخ بمقاتلتهم للروم والفرس، مستصحبين قوله تعالى :(قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة)
واستثارنى هذا الجهل، فقلت للمفسر المخطئ : من أنبأك أن الروم والفرس لم يكونوا معتدين على العرب والمسلمين؟
هل إذا اجتاح الروس أفغانستان، وأقاموا بها حكما فشرع المجاهدون فى المقاومة وشن الغارات عليهم؟ اعتبروا مهاجمين ملومين؟
هل إذا احتل اليهود فلسطين فشرع العرب فى رد العدوان، وإخراج الطغاة اعتبروا مهاجمين ملومين؟
لقد جاء الرومان من أوروبا فاحتلوا سورية ولبنان والأردن وفلسطين، وهبطوا معتدين على تبوك ومؤتة من أرض الجزيرة! فهل إذا بدأ المسلمون فى إخراجهم من الشام ومصر وسائر الأقطار التى نكبت بهم؟ يعتبر المسلمون معتدين، ويقال إن آية تحريم العدوان منسوخة؟
هذا هو الغباء المحض، وما يجوز لغبى يعجز عن رؤية الواقع أن يفسر القرآن، ويحاول إفساد معانيه... إنكم بهذا التفسير الذى ينسخ ما تعجزون عن فهمه تبيحون سياسة قطع الطريق وترويع الأبرياء...
لقد كانت الحرب مع الروم من أعدل الحروب التى وقعت على ظهر الأرض، ويشبهها فى هذا العصر قتال الصهاينة والمستعمرين حتى تعود الأرض لأصحابها، وتنتهى هذه المظالم..
كيف يزعم زاعم أن قوله تعالى : (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا).. آية منسوخة؟ هل أصبح الله يحب المعتدين وكان من قبل يكرههم؟ أم كيف يجئ أحد بساطور يضرب به الآية فيقسمها قسمين، يبطل أحدهما ويستبقى الآخر؟
يجب أن تذاد هذه العقول العليلة عن فقه الكتاب والسنة، فلا تفسد علي الناس دينهم..
وما قلناه فى هذه الآية نقوله فى الآية الأخرى (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي) فإن بعض الشواذ قال بنسخها، وهو بهذا الفهم شارد عن الصواب، ولم يقع قط فى تاريخ الرسول وصحابته أن أكره أحد على الإسلام، بل إن الإكراه على الدين منتف من عهد نوح عليه السلام إلى عهد محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فقد قال نوح عليه السلام لقومه ( أرأيتم إن كنت على بينة من ربي وآتاني رحمة من عنده فعميت عليكم أنلزمكموها وأنتم لها كارهون).
ثم قيل لمحمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعد ذلك بعشرات القرون (ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين).
أنبياء الله كلهم يرفضون الإكراه؟ ويعرفون الإقناع الحر؟ فكيف يتاح لذى عقل مدخول أن يفسر القرآن بهواه، فيصف آية محكمة بأنها منسوخة؟؟
إننى أعانى الأمرين فى هذه الأيام من أناس لا يحسنون فهم تأليف أرضى لبشر عادى... ئم يجيئون بعجزهم هذا إلى كتاب الله ، كى يلبسوا الحق بالباطل..!
إن دين الله أشرف من أن يؤخذ عن أفواه الحمقى.
----------( يُتَّبع )----------
#محمد_الغزالي
#الحق_المر ج4
نشر في 30 أيلول 2018
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع